Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/01/2009 G Issue 13271
الاربعاء 02 صفر 1430   العدد  13271
متى تنتهي مأساة حميدان التركي؟

 

فصل جديد من فصول مأساة المواطن السعودي حميدان التركي وأسرته والتي بلغت حتى الآن نحو أربع سنوات. مأساة التركي الذي ابتعث إلى أمريكا لنيل درجة الدكتوراه شغلت الرأي العام السعودي، وأظهرت مدى تماسك المجتمع شعبياً ورسمياً ووقوفه خلف المظلومين. وهي مأساة تعبر بوضوح عن عمق الأزمة القانونية والأيديولوجية التي تعيشها أمريكا اليوم بمباركة من رئيسها السابق المفتون بالصراعات جورج بوش!

لقد رفضت محكمة الاستئناف بولاية كولورادو الأمريكية قبل أيام الاستئناف المرفوع من قبل محامي التركي ضد الحكم الصادر بسجنه لمدة 28 عاماً بتهمة التحرش بخادمته. وعلى الرغم من الغموض الذي صاحب التحقيقات وتعارض الأدلة أو بتعبير أدق (غياب الأدلة الثابتة!) إلا أن الحكم صدر بسرعة تثير الريبة في دوافعه العنصرية والتحيزية من قبل هيئة المحلفين. ولم يكن الاستعجال قاصراً على الحكم الأول ولكن أيضاً رفض الاستئناف صدر في وقت قياسي لم يتجاوز الأسبوعين، مع العلم أن نتائج الطعن عادة ما تأخذ في مثل هذه القضايا وقتاً يمتد لأكثر من سنة!

الريبة في ملابسات الحكم تظهر جلية أيضاً في عبارة أطلقها أحد أعضاء هيئة المحلفين المشبوهة، فقد قال قبل الحكم :(ربما لن أكون عادلاً مع حميدان التركي لأنه مسلم)!! وهذه العبارة كفيلة بأن تنقض المحاكمة كلها من أساسها. ولنتخيل لو أن المتهم أمريكي، والمحلفين مسلمون عرب، وقال أحدهم: ربما لن أكون عادلاً معه لأنه أمريكي! فلا نظن أن يتم التغاضي عن هذه العبارة، وخاصة وأن الحكم يجعل بريئاً قابعاً خلف القضبان لثمانية وعشرين عاماً!.، وليس هذا فحسب وإنما هناك عدد من المآخذ القانونية على بعض أعضاء المحلفين وعلى الأدلة المقدمة من قبل المدعي العام أوضحها بجلاء محامو التركي، إلا أن القضاة - الجمهوريين! - لم ينظروا إليها بعين القانون، وإنما بعيون أخرى!

ومع ذلك، فإن الأمل بالله كبير، وستظهر بإذنه تعالى براءة التركي وسيعود إلى وطنه وأسرته مرفوع الرأس، وما يزال أمام المحامين خطوة قانونية أخرى لنيل براءة التركي، هذا عدا عن القنوات الأخرى المشروعة وخصوصاً القنوات الدبلوماسية.








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد