Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/01/2009 G Issue 13272
الخميس 03 صفر 1430   العدد  13272
التقوا فيها فناني القصيم
النقيدان استضاف في عنيزة عدداً من أعضاء مجلس إدارة جمعية التشكيليين

 

متابعة - محمد المنيف:

من لا يعرف القصيم يجهل الكثير عن السياحة في الوطن، ومن غاب عنها سنوات طويلة فسيكون أكثر اندهاشاً مما كان يحمله من ذكريات تشمل البيئة والإنسان في هذا الجزء من أرض المملكة. كانت زيارتي للقصيم تزيد على الثلاثين عاماً تخللها مرور عابر لم تسمح لي الظروف أن أتوقف فيها، كنت وقتها أزور الصديق العزيز الأستاذ عبد الكريم المالك في مدينته (الرس) الصغيرة في ذلك الوقت، الكبيرة اليوم بكل مظاهر الحضارة والتقدم المعماري والتخطيط الهندسي وكثافة السكان، ناهيك عن مدينة عنيزة بلد المضيف الفنان صالح النقيدان عضو مجلس إدارة جمعية التشكيليين الذي وجه دعوة خاصة لزملائه أعضاء مجلس إدارة الجمعية، حضر منهم رئيس المجلس الفنان عبد الرحمن السليمان ونائبه الفنان محمد المنيف وأمين عام الجمعية الفنان ناصر الموسى والدكتور الفنان صالح خطاب المسئول المالي بالجمعية. ما أضاف الكثير والجديد من جوانب التطور لهذه المنطقة الغنية بكل مقومات الحضارة ابتداء من الرجال الأوفياء في كل محافظة من محافظاتها مرور ببيئة غنية بكل متطلبات النهضة في كل شيء، فأصبحت المنطقة ملتقى لكل أبناء المملكة عبر مناشطها الاقتصادية والاجتماعية والإبداعية في الأدب والفكر والفنون ومنها الفنون التشكيلية، حققت بهذا المزيج وخصوصيتها النابعة من تاريخها وأصالتها تفرداً وتميزاً.

مواقف الرجال تبني الحضارة

عرف عن القصيم شهرتها الزراعية ولا زالت تؤكد هذا التميز لكن الواقع لم يعد في حدود هذا المنتج فقد امتد إلى العطاءات الإنسانية في كل جوانب الفكر والإبداع لامتلاك المنطقة قوة حقيقية للبناء تتمثل في الرجال بتنافسهم في دعم كل ما يضفي على مدنهم ومحافظاتهم من حضور منافس من بين بقية المناطق والمحافظات، وبما أن الرحلة كانت تشكيلية إلا أن الضيوف قد لمسوا الكثير من الجهود المبذولة التي تزداد عاماً بعد عام، وكان للبرنامج الذي أعد لهم لزيارة العديد من المرافق والمؤسسات المختلفة أثر كبير أضاف لهم مكاسب معلوماتية يفخر بها كل مواطن ينتمي الى هذا الكيان العظيم.

أمير القصيم ودعم التشكيليين

الإحساس بالدهشة والإعجاب التي تتشكل كرد فعل لما تقع عليه العين للمشاهد المباشرة أو ما يصل الأذن من مآثر ومواقف يدفع الفرد منا إلى البحث عن من خلفها ومن هو قائد المسيرة والإنجازات. وفي القصيم لم يكن الضيوف لعنيزة كنموذج لبقية محافظات المنطقة يجهلون رجل هذه المهمات الصعبة الذي جعلت من القصيم محط أنظار العالم كما هي في تاريخ المستشرقين معيداً لها وهجها وقيمتها التي تستحقها فكان كما يتغني أبناء المنطقة باسمه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز رمزاً للوطنية وممتلك حكمة القيادة التي يستمدها من قائد مسيرة الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ومن ولي عهده الأمين، هذا الرجل الذي أعطى لكل ذي حق حقه في مختلف المجالات التي تأتي الثقافة أحد روافدها المهمة ومنها الفن التشكيلي الذي يجد من سموه الكريم كل الدعم والاهتمام ابتداء من تجميل إمارة المنطقة باللوحات التشكيلية لفناني القصيم مروراً بحضوره وافتتاحه المعارض التشكيلية وصولاً إلى توجيهه بتجميل المنطقة بالأعمال الفنية.

النقيدان مرشد سياحي

الفنان صالح النقيدان صاحب الدعوة كشف لضيوفه مواهب جديدة منها قدرته على أن يلعب دور المرشد السياحي حيث أعد برنامجاً متميزاً شمل العديد من المعالم والمرافق والمؤسسات، حيث كانت البداية في مركز ابن صالح الذي يعد معلماً ثقافياً وتعليمياً يعتز به أبناء المحافظة، منح الفن التشكيلي فيه مرسماً يتلقى فيه الفنانون بمختلف مستوياتهم الدورات وتقام فيه الورش، مجهز بكل ما يلزم الفنون التشكيلية، يشرف عليه الفنان صالح النقيدان. بعد ذلك تواصلت الرحلة السياحية لتشمل مخيم ضيافة المحافظة وبحيرة العوشزية التي أصبحت مصدر إلهام للفنانين وزيارة سوق المسوكف وبيت البسام بنمطه الشعبي القديم الذي أعيد ترميمه وصيانته، شاهد فيه الجميع الأسلوب الخاص بعروضه وكيفية التعامل التجاري القديم. لتختتم الزيارة في مخيم مديرية الزراعة الخاص بخدمات الحفاظ على البيئة وفي مقدمتها أشجار الغضا الاسم الذي أصبح عنواناً لمهرجان سنوي الهدف منه توعية الجمهور بهذه الشجرة وإبقائها والحفاظ عليها، حيث استمع الضيوف إلى شرح موسع عن الخطوات التي قدمتها المديرية لهذه الشجرة ولمواقع زراعتها. الجدير بالذكر أن فناني القصيم وجدوا في هذه الشجرة إلهاماً لإبداعتهم في لوحات انتشرت في مختلف مناطق المملكة، كما استمع الضيوف إلى شرح مفصل من سعادة أمين عام جمعية الصالحية المهندس عبد العزيز الرميح خلال جولتهم بمركز ابن صالح عن مركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل وهو خاص بالسيدات يتضمن أقساماً لمختلف الإبداعات الثقافية والحرفية من بينها صالة للفنون التشكيلية ومرسم للتشكيليات ومسرح وقسم للمشغولات والمنتجات الشعبية.

فنانوالقصيم واجهة إعلامية

أصبح التشكيليون في القصيم من خلال إقامتهم للمعارض ومشاركتهم بأعمالهم في المعارض المختلفة واجهة إعلامية لا تقل بأي حال عن أي وسيلة من خلال خصوصيتهم واهتمامهم بالبيئة والمناظر الطبيعية التي ينقلونها بتصرف من واقع جمال القصيم. هؤلاء الفنانين أعدوا معرضاً جماعياً رصدوا فيه الكثير من أعمالهم المعروفة او الجديدة قدمها نخبة من كل محافظة وأقيم المعرض في مقر فناني جماعة عنيزة بمركز الملك فهد الحضاري الذي يأتي موازياً في هذا الدعم مع ما قدم للتشكيليين في مركز ابن صالح ما يؤكد حجم الدعم الذي يتلقاه التشكيليين هناك من قبل المؤسسات الرسمية ومن المجتمع.

الرس والمذنب.. التراث الأصيل

حظي الضيوف التشكيليون من عنيزة خاصة والقصيم بشكل عام بفرصة الاطلاع على العديد من المعالم التراثية ومنها سوق المذنب القديم الذي أعيد ترميمه واطلع الضيوف على ما عرض من تراثيات أصبحت بها دكاكين السوق متاحف تنسجم مع النمط المعماري للسوق، انتقل بعدها الجميع إلى الرس المدينة الخضراء بنخيلها المشرئبة وأرضها الممتدة إلى الأفق تحولت إلى مدينة لا تنام بحركتها الدائبة كان في استقبال ضيوفها التشكيليين مجموعة رائعة من الشباب يرأسهم الفنان بدر جويعد، تناول الجميع معهم الغداء وانتقلوا إلى مركز التربية الهوايات الفنية والمهنية الذي احتضن معرضاً للمجموعة لنا معه حديث خاص ومفصل في الصفحة القادمة.

لقاء الضيوف بالتشكيليين

استغل أعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الذين لبوا الدعوة فرصة وجودهم في عنيزة والتقوا بالتشكيليين من مختلف محافظات منطقة القصيم بتنسيق من مضيفهم الفنان صالح النقيدان عضو مجلس الجمعية حيث جرى لقاء على مسرح مركز بن صالح الحضاري تحدث فيه الفنانين السليمان والمنيف والموسى والدكتور صالح خطاب عن الجمعية وأهدافها وما تم من إعداده من برامج وأجابوا على أسئلة الحضور التي تنوعت بين الاستفسار عن القادم في برامج الجمعية وعن بعض الملاحظات حول المعارض السابقة ولجان التحكيم وتمثيل الفنانين في المناسبات الخارجية كما كان لمداخلات تشكيليات القصيم عبر الدائرة التلفزيونية دور في إثراء اللقاء مع ما أوضحته لهن الزميلة منال الرويشد عضوة مجلس الإدارة التي حضرت إلى عنيزة ضمن الدعوة.

جهود مشرفة واحتفاء بالمنجز

كان للاحتفاء الكبير من مختلف القطاعات التي وضعت ضمن برنامج الاستضافة أثر كبير على الجميع دفعهم للتفكير بالعودة مرات عدة ليستكملوا زيارة كل معالم منطقة القصيم مع ما حظوا به من دعوات لحضور الفعاليات الثقافية القادمة. ومن هنا شكر رئيس مجلس إدارة التشكيليين ومرافقوه كل الرجال الكرام الذين احتفوا بهم خلال الزيارة كل في مجاله، نذكر منهم سعادة محافظ عنيزة المهندس مساعد يحيى السليم وسعادة رئيس بلدية عنيزة المهندس إبراهيم الخليل وسعادة أمين عام جمعية الصالحية المهندس عبد العزيز الرميح ورئيس مركز ريف العوشزية الأستاذ محمد المطرودي وأمين السياحة بعنيزة الأستاذ يوسف الوهيب والمهندس عثمان أبا الخيل إضافة إلى كل الإخوة من منسوبي تلك القطاعات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد