ذكرنا في إحدى الحلقات السابقة أن أبا عثمان المازني المتوفى سنة 247هـ يعد من أشهر علماء الصرف في مراحله الأولى، ونضيف أن المازني كان أستاذاً للمبرد، وفيه يقول: (لم يكن بعد سيبويه أعلم من المازني). وروى عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري وكان لا يناظره أحد إلا قَطَعَه لقدرته على الكلام، وقد أشخصه الخليفة العباسي الواثق من البصرة إلى (سُرَّ مَنْ رأى) - سامراء حالياً - مكرماً بسبب رأي له في مسألة اختلف فيها، وقال له: (صدقت)، وأمر له بصلة جزيلة، وأجرى عليه في كل شهر مائة دينار؛ فأخذها إلى أن مات الواثق فقُطِعَت عنه.
من أشهر كتب الصرف بعد أوائل القرن الثالث حتى منتصف القرن السابع الهجري في مختلف الأمصار كتاب (المقصور والممدود) لأبي عبيد بن سلام المتوفى سنة 224ه، وكتاب (التصريف) للتّوّزي المتوفى سنة 238ه، وكتب (التصريف) و(القلب والإبدال) و(المقصور والممدود) و(المذكر والمؤنث) و(فعل وأفعل) ليعقوب بن السكيت المتوفى سنة 244ه، وكتاب (المقصور والممدود) لأبي حاتم السجستاني المتوفى سنة 250ه، وكتب (التصريف) و(المذكر والمؤنث) و(المقصور والممدود) للمبرَّد المتوفى سنة 285ه، وكتاب (التصغير) و(الوقف والابتداء) لثعلب المتوفى سنة 291ه، وكتب (الوقف والابتداء) و(التصاريف) و(المقصور والممدود) لابن كيْسان المتوفى سنة 299ه، وكتاب (الاشتقاق) للزجّاج المتوفى سنة 310ه، وكتاب (الاشتقاق) لابن السراج المتوفى سنة 316ه، وكتاب (المقصور والممدود) و(المذكر والمؤنث) لابن شُقير المتوفى سنة 317ه، وكتاب (الاشتقاق) لابن دريد المتوفى سنة 321ه، وكتابا (المقصور والممدود) و(التصريف) لابن درستويه (بفتح الدال والراء أو بضمهما) المتوفى سنة 347ه، وكتاب (الأفعال) لابن القوطية المتوفى سنة 367ه، وكتاب (ألفات الوصل والقطع) للسيرافي المتوفى سنة 368ه، وكتابا (الاشتقاق) و(المقصور والممدود) لابن خالويه المتوفى سنة 370ه، وكتابا (المقصور والممدود) و(التكملة في التصريف) لأبي علي الفارسي المتوفى سنة 377ه، وكتاب (الأبنية) لأبي بكر الزبيدي المتوفى سنة 379ه، وكتاب (التصريف الملوكي) لابن جني المتوفى سنة 392ه وقد شرحه ابن الشجري المتوفى سنة 542ه والواسطي المتوفى سنة 626ه وابن يعيش المتوفى سنة 643ه، وكتاب (المنصف) لابن جني أيضاً وهو شرح ل(تصريف) المازني.
ومن هذه المصنفات كتاب (أبنية الأفعال) لابن القطّاع الصقلي المتوفى سنة 515هـ، وكتاب (نزهة الطرف في علم الصرف) لأحمد بن محمد الميداني المتوفى سنة 518هـ، وكتاب (المقتصد في التصريف) للحسن بن صافي الملقب بملك النحاة المتوفى سنة 538هـ، وكتابا (الوجيز في علم التصريف) و(ميزان العربية) لأبي البركات كمال الدين الأنباري المتوفى سنة 577هـ، وكتابا (نزهة الطرف في إيضاح قانون الصرف) و(الترصيف في علم التصريف) لأبي البقاء العُكْبَري المتوفى سنة 616هـ، ومتن (الشافية) لابن الحاجب المتوفى سنة 646هـ وقد وصفه (نقره كار) بقوله: (كتاب صغير حجمه كثير علمه منطو على دقائق الأسرار العربية محتو على المباحث التي هي مفتاح العلوم الأدبية)، وقد جمع متن (الشافية) خلاصة كتاب سيبويه وزبدة مفصّل الزمخشري، وعُني به العلماء وشرحه كثير منهم، وأكثر شروح متن (الشافية) وأكثرها تفصيلاً ودقة شرح الرضي الاستراباذي المتوفى سنة 688هـ، ويأتي بعده في الأهمية شرح أحمد بن الحسن المشهور (بالجارَبَرْدي) المتوفى سنة 746هـ ثم شرح عبدالله بن محمد الحسيني المعروف (بنقره كار) المتوفى سنة 776هـ، وهناك شرح على متن (الشافية) لزكريا الأنصاري المتوفى سنة 926هـ وعلى هذا الشرح حاشية للشنواني المتوفى سنة 1019هـ تسمّى (المناهل الصافية على المناهل الكافية). ومن شروح متن (الشافية) المهمة أيضاً شرح العصام الإسفراييني المتوفى سنة 945هـ.
ومن كتب الصرف المشهورة كتاب (التصريف) للصاغاني المتوفى سنة 650ه، وكتاب (التصريف العِزي) لعز الدين أبي المعالي إبراهيم بن عبدالوهاب الزنجاني المتوفى سنة 655ه والمعروف (بالشيخ العِزّي)، وقد شرحه كثيرون منهم السيد الشريف الجرجاني المتوفى سنة 816ه، وسعد الدين التفتازاني المتوفى سنة 891ه وعلى هذا الشرح حواش منها حاشية كمال الدين دَدَه خليفة التركي المعروف ب(قَرَه دَدَه أو دَدَه جونكي) المتوفى سنة 975ه، وحاشية (تدريج الأداني إلى قراءة شرح السعد التفتازاني على تصريف الزنجاني) لعبدالحق سِبْط النووي الثاني، وممّن شرحوا التصريف العزي علي الكيلاني وعلي الأشنوي وعلى شرح هذا حاشية لعمر بن محمد أمين الشهير ب(ابن القَرَه داغي) المتوفى سنة 1355ه. ومن الكتب الصرفية المشهورة أيضاً كتاب (الممتع في التصريف) لابن عصفور الأندلسي المتوفى سنة 663ه.
* أستاذ سابق في الجامعة