سُئلت ذات مرة.. لماذا أنت عطشى لها ولما فيها؟
فأجابت
لأن منها وفيها تعلمت الكثير
علمتني أن رضا الناس غاية لا تدرك
علمتني
أن موازين الناس في الغالب مقلوبة.. وأحياناً مغلوبة
وأن البسيطة ملئت بأجساد.. تفوح بالنتن ضمائرهم
ذلك النتن.. الذي ألهب أحاسيسنا بنار الحسرة.. على تشريعنا لقانون الغاب
لا لشيء سوى أننا في زمن انقلاب الموازين
فسوء الظن أصبح وللأسف فطنة.. وحسنه سذاجة.. والتسلّط سيادة.. والكذب ذكاء.. وقول الحق
غباء و...و...و...
هذا ما فعجتني به دنياي حين خرجت من عالمي الصغير لعالمي الأكبر
لكن
ما زال بداخلي هاتف ألفته منذ نعومة أظفاري
هاتف يوقظني كلما تسلّل لي السبات على قارعة الحياة... ووسط زحامها
بأن من الحكمة أن أسير ذلك الزحام وأن أصنع من نتن تلك الضمائر جرعة مضادة لذلك الوباء المستفحل لأضمن لنفسي البقاء
علمتني
أن لا أعيش بقية الحياة أسيفة تنزوي في الظلمة وكأنها شريدة
علمتني
أن الشكوى لغير الله مذلة.. وسؤاله عبادة ورفعة.. والقرب منه هناء.. والبعد شقاء في شقاء
علمتني
أن أكون صماء... عمياء.. بإرادتي.. حتى إشعار آخر
علمتني
أن أنظر دائماً إلى القمة.. وأن تكون أيامي مشرقة بالرضا.. القناعة.. ما دام رزقي بيد خالقي...
وملاذي له وحده
علمتني
أنه.. ليس العظيم من يبتسم فحسب ولكن العظيم من يبتسم والدموع على وشك الانهيار
علمتني
أن أحب وأضحي وأبذل كل ما بوسعي لكن تحت مظلة أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك
يوماً ما
علمتني
وعلمتني
وما زلت أستقي منها وأخوض لعبة اضدادها حتى آخر رمق من حياتي.