Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/01/2009 G Issue 13272
الخميس 03 صفر 1430   العدد  13272
الثقافة السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب
الملحقية الثقافية بسفارتنا في القاهرة تكرّم فاروق شوشة وبهاء طاهر

 

القاهرة - مكتب «الجزيرة» - طه محمد:

نظمت الملحقية الثقافية السعودية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، أمسية ثقافية حول (الأدب السعودي.. ملامح ونماذج), وذلك ضمن البرنامج المصاحب للمشاركة السعودية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الحادية والأربعين. وقد حضر الندوة الثقافية حشد كبير من المبدعين والمفكرين السعوديين، تقدمهم سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، معالي هشام محيي الدين الناظر, في الوقت الذي شهدت فيه الأمسية حضورا آخر من عدد كبير من المبدعين والإعلاميين المصريين.

تضمنت الأمسية تكريم الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة للشاعر فاروق شوشة والروائي بهاء طاهر، لدورهما في إثراء الحركة الأدبية العربية، وتقديرا لمكانتهما, حيث سلمهما درعي التكريم عبد الله بن محمد الناصر، المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة لشؤون الملحقيات الثقافية, فيما التقطت لهم الصور التذكارية بحضور محمد العقيل، الملحق الثقافي بسفارة السعودية بالقاهرة.

وفي مقدمته للندوة، أكد محمد العقيل, أن المعارض الثقافية باتت عناوين حضارية لحظوظ الأمم من الثروات البشرية، علما ومعرفة بحثا وثقافة، فكرا ووجدانا.. مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق يأتي حرص المملكة، ممثلة في وزارة التعليم العالي, على المشاركة الثقافية في معرض القاهرة الدولي للكتاب, ودعم الوزارة اللامحدود لهذه المشاركة، حاشدة لها نماذج من التراث الأصيل للأمتين العربية والإسلامية.

وقال: إن مشاركة المملكة في معرض هذا العام تتمثل في إقامة جناح يصل إلى 4 آلاف متر مربع، يستوعب العدد المتنامي من الجهات السعودية المشاركة التي وصلت هذا العام إلى 55 جهة، منها 25 جهة حكومية، و30 جهة خاصة.

وأضاف أنه حرصا على تطوير مشاركة هذا العام، فقد تم استحداث الصالون الثقافي لعرض ومناقشة عدة كتب سعودية، ذات مضامين فكرية مهمة، وللتوقيع على الكتب الصادرة حديثا ضمن فعالية (مؤلف وكتاب), يضاف إليها المعارض الفنية المتخصصة، التي تشارك بها جامعة أم القرى وجامعة الملك فيصل, وفعاليات معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج.

وفي تقدمته للمحاضرة، أكد سعادة حمد بن عبد الله القاضي, عضو مجلس الشورى والأديب المعروف, أن الانطلاقات الثقافية في المملكة تعد إحدى منظومات التنمية السعودية، وأن لدى المملكة مشروعا ثقافيا، ظل على مدى سنوات ينقصه التسويق وأعرب عن فخر الأدباء السعوديين بأن لديهم خصوصية في الأدب السعودي، بما يعطيه النكهة التي تميزه عن غيره، وبما يجعله ضمن الأدب العربي، الذي تشارك فيه اللغة العربية الجميلة.

وعرج على مشوار المستشار عبد الله بن محمد الناصر. قائلا: قضى 25 عاما في أمريكا والجزائر ودول أخرى، وساهم في خدمة آلاف الطلاب السعوديين، الذين ساهموا بدورهم في بناء وطنهم ولا يزالون . واعتبره إحدى قوافل الكلمة الجميلة في المملكة، لما أسهم به في إثراء المكتبة السعودية بمؤلفاته، وإصداره لنحو 4 مجموعات قصصية، ترجمت إحداها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية, بجانب مؤلفات أخرى.

أما المحاضر المستشار عبد الله بن محمد الناصر، فتناول جذور الأدب السعودي، والانطلاقة الأدبية التي اتكأ عليها تاريخ حضاري وثقافي علمي فذ، وقدم نماذج للحركة الأدبية الشعرية وتعرض المستشار الناصر في الوقت نفسه إلى واقع الحركة الأدبية السعودية، وذلك من خلال إلقائه بعض الأشعار للمبدعين السعوديين. وتناول في بداية محاضرته علاقة السعودية بمصر، وأنهما امتداد لبعضهما البعض، فضلا عن تتلمذ العديد من السعوديين على أيدي الأساتذة المصريين، من مبدعين ومفكرين وكتاب وغيرهم.

ويشير إلى أن السعودية ستظل تمثل قلب الجزيرة العربية، التي نبتت فيها اللغة العربية, فضلا عن كونها مهبط الوحي، كما نبتت منها الثقافة العربية الأصيلة، (وكما أن الأمم لها طابع حضاري، فإن للسعودية أيضاً طابعها الحضاري, ومن هذا الطابع الشعر وفرسانه، الذي أسهمت فيه الصحراء بشكل كبير، حتى أنبتت ما في الوجود من شعر).

وتعرض للمعطيات التي أسهمت في الهام الشعراء، حتى نضجت قريحتهم الإبداعية في أمة كانت منزل الوحي، الذي يعتبر من معجزات الأمة.. مشيرا إلى أن الصحراء أمام ذلك كانت ملهمة للشعراء، بمختلف أوضاعها, الليلية وما يتصوره البعض من وحشتها، (إلا أنها كانت إلهاما لهم، حتى للذين ابتعدوا عنه).

وتناول المرحلة التي سبقت وتلت الإسلام، والمراحل الأخرى التي شهدت فيها الجزيرة نزوحا إلى الشام والعراق، حتى أصبحت خالية من فرسانها، إلى أن قويت شوكتها في مرحلة أخرى، وضعفت في مراحل تالية، وغفلت عنها السلطة، ونامت معها الجزيرة، وأهملت مع كل ذلك اللغة, وتشكلت معها إمارات صغيرة, حتى عادت الجزيرة إلى ما يكاد يشبه أيام الجاهلية الأولى. ويقول: إن حالة الجزيرة ظلت على ذلك، حتى قامت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية لمحاربة الخرافات والبدع والجهالات، وهى الدعوة، التي أكد أنها كانت دعوة إصلاحية، وليست مذهبا، كما يزعم ويدعي البعض, (وانتشرت مع هذه الدعوة الأدب السعودي في مرحلته الجديدة).

ويقول: كان من نتاج ذلك أن انتشرت المدارس واتسعت معها روح العلم، وبدأ الناس يتوافدون من الجزيرة العربية إلى الدرعية, حتى انتشرت مع كل ذلك اللغة العربية الفصحى، وانتشرت مع ذلك أيضاً الحركة الإبداعية بشكل كبير ومع مرحلة تأسيس الدولة السعودية، وفق ما يؤكد المستشار الناصر, وتوحيد الجزيرة العربية، وإدخال العلم الحديث، اتسعت الحركة الإبداعية السعودية بشكل أكثر, حتى تأثرت أيضاً بثقافة الأمة العربية في مصر والسودان والشام وغيرها من البلدان العربية وحاول الأدباء السعوديون الارتقاء بأصواتهم إلى مستوى المبدعين العرب.

ومع دخول المملكة إلى مرحلة جديدة من التأسيس, وفق ما يؤكده المستشار الناصر, فقد انتشرت معها المدارس والجامعات، ولم تعد الثقافة فردية، ولكنها أصبحت جماعية، وبدأ الشعراء ينطلقون انطلاقات أوسع وآفاق أرحب، معبرين عن أحاسيسهم، حتى تبلورت آدابهم، لتواكب الشعر العربي الحديث.

ويصف هذه المرحلة بأنها كانت مرحلة خصبة، ظهر فيها المفكرون والمثقفون والأدباء، الذين تعلموا خارج الوطن في الجامعات الأوروبية والأمريكية، وعند عودتهم كانت استفادتهم كبيرة في تحديث الإبداعات، فدخلت الحداثة، ليس بمعناها الفلسفي، بأن مركز الكون هو العقل, ولكن كنوع من تحديث الإبداع, بنفض الغبار عنه.

ويعيب المستشار الناصر على الإعلام أنه لم يخدم أصواتا شعرية وإبداعية متنوعة، على الرغم من كفاءة أصوات وإبداعات ومخرجات أصحابها، حتى أن أصواتهم لم تصل إلى خارج السعودية بالوطن العربي, (على الرغم من أن إبداعاتهم تنافس ما يتم طرحه في السوق الشعري خارج السعودية).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد