|
يسعدني ويشرفني أن نلتقي في هذا المحفل وأشكر معالي وزير التعليم العالي الذي دعم ورحب بهذا اللقاء وأشكر الزميل محمد العقيل على نشاطه وزملائه. واقترح علينا البعض أن نتحدث اليوم عن صوت الثقافة والأدب السعودي في الخارج وهل هو واضح أم لا وهل يصل إلى المستوى المطلوب، وإن كان لا يصل فيجب أن تكون رسالتنا هي استعادة تصدير الثقافة مرة أخرى كسابق عهدنا فهذه الثقافة بلسان عربي مبين ونحن أهل لذلك، وإن كان هناك خلل أو قصور ثقافي فيجب أن نتحاشى هذا القصور والضعف لأي سبب من الأسباب.
|
السياسة والاقتصاد يذهبان أما الثقافة وما تنتجه العقول فلا يذهب، وظروف الحياة كثيرة ولا يبقى منها إلا الثقافة، وأود أن أحيي هذه الوجوه الكريمة وأشكر باسمي واسم زملائي واسم وزير التعليم العالي كل من لبى الدعوة ليعطي صورة جيدة عن ثقافة المملكة، والشكر كل الشكر لهذه المبادرة الكريمة وكل من لباها وأرجو - بمشيئة الله - أن نعطي بعض الملامح المغيبة عن تاريخنا وثقافتنا لتصل إلى الإنسان العربي في أي مكان.
|
حمد القاضي: (مدير الندوة)
|
نحن اليوم نمثل الثقافة العربية والمشهد العربي والعالمي عرف فيه أن بلادنا لها حضور اقتصادي وسياسي، ولكن في المنحى الثقافي ربما يكون صوتنا ليس كما ينبغي، وأنا الآن أزعم بعيداً عن العاطفة أن لدينا منجزاً ثقافياً يستحق أن يتم الاهتمام به؛ فالإنسان السعودي يبدع ويعطي، وليس فقط مستهلكاً للثقافة القادمة إليه، ونحن بوصفنا محسوبين على الثقافة فالمسؤولية على عاتقنا كبيرة، وفي مثل هذا المحفل الكبير الثقافي - معرض الكتاب - يمكن أن نقول للآخر إننا لسنا بلداً نفطياً وإن لدينا ما نقدمه للآخر ولدينا منجز ثقافي جيد يحتاج إلى تسويق.
|
الدكتور أحمد الزيلعي: (جامعة الملك سعود)
|
سعيد لكوني في القاهرة اليوم ضمن وفد يمثل الثقافة السعودية، وأحيي جهود الأستاذ عبدالله الناصر منذ أن كان ملحقاً ثقافياً في إنجلترا والولايات المتحدة، كما أشكر الأخ محمد العقيل على جهوده الواضحة ونشاطه ملحوظ، وما قاما به الآن هو شيء موجود في المملكة ولكن من الملحقين الثقافيين الأجانب الموجودين في المملكة فهم يمهدون للاتفاقيات التي تعقد بين بلدنا وبين بلدانهم وهم يستقبلون جميع المثقفين في بلدنا؛ لذا أتمنى من كل ملحق ثقافي في سفاراتنا في مختلف دول العالم أن يكون كهذا الرجل الذي عرفته في لندن، ونحن اليوم في بداية مهمة مفلحة ونتمنى المزيد من وزارة التعليم العالي رغم عدم تقصيرها، كما يجب أن نكون نحن الأكاديميين عند حسن الظن في المشاركة بثقافة بلدنا لننشرها في كل مكان، ويجب أن نختار المتخصصين عند إيفاد أي مندوب ثقافي لدينا في مهمة دولية بأن نرسل المتخصص في شؤون هذه البلاد وثقافتها وتاريخها؛ لذا فالمسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والأكاديميين المثقفين في السعودية، وأنا سعيد جداً بهذه المناقشات.
|
الدكتور عبدالله المعطاني:
|
منذ أن جاءت فكرة الأيام الثقافية قبل عشرة أعوام وجاب مثقفونا مختلف دول العالم رأى العالم كله منجزنا السعودي الثقافي. وأشيد بالأستاذ عبدالله الناصر لجهوده الحثيثة لنشر الثقافة السعودية والأدب، أما ما يرتبط بغياب الثقافة السعودية فأنا أضع تحت هذا التعبير خطوطاً عريضة؛ لأن الثقافة السعودية هي جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية فلا أخال أن بلداً به مطبعة منذ عام 1818 يكون بعيداً عن الثقافة، ومصر أم الثقافة ونحن كطلاب تتلمذنا على يد مثقفي مصر ونحن مثقفي السعودية امتدادنا مع مصر منذ أكثر من 20 عاماً وأنا وزملائي من المثقفين كنا نشارك في النادي العربي الذي يعده الأستاذ أحمد سويلم منذ أكثر من 15 عاماً وأنا أسرد هذه القصص الشخصية لأؤكد أن الثقافة السعودية لم تكن بمعزل وهي موجودة ولكن لدينا مشكلة وهي (عدم التواصل)، والمثقف السعودي في قلب الثقافة العربية ونذكر جميعاً الندوة العربية في الثمانينيات وخرجنا منها بمجلدات تدرس في غالبية الجامعات العربية والعالمية.
|
الدكتور عبدالمحسن القحطاني:
|
لا أدري من أين أبدأ؛ فأنا أقعد الآن إلى جوار الأستاذ عبدالله مستمعاً ومتحدثاً حيث يتشابه هذا بموقف حدث منذ أربعين عاماً، ولا ينبغي علينا أن نجلد ذاتنا ونقزم أعمالنا، وسأعيدكم إلى ذكرى مجيء طه حسين إلى المملكة وكان حينها الملك فهد وزيراً للثقافة وقال أمامه إن قول الكثير من المثقفين.. وطن ولد فيه ووطن هذب أنفسنا وعلم سلوكنا وإن أنسى لن أنسى تلك الأمة التي بكت، لا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولكن لأن الوحي انقطع عن الأرض بالسماء.
|
وطه حسين تتلمذ وكل الكوكبة العربية الثقافية مع مثقفين عربيين فنحن لحمة واحدة؛ فيجب أن نلهث وألا نتثاءب فإنجاز الأديب السعودي كثير في مختلف المحافل العالمية التي ذهب إليها وهو عربي يحمل همَّ هذه الأمة كما جئنا نحن الآن، والسبب أن دولتنا زرعت فينا ذلك وألا ننكفئ على ذاتنا.
|
|
بما أنني معنيٌّ بالمسألة الشعرية فلن أطيل في الحديث والتنظير رغم أن الحديث في هذه المسألة ذو شجون وسأروي لكم شعراً للشاعر محمد أمل دنقل:
|
|
|
|
|
|
أما الشاعر الآخر فهو محمد بن جابر الحربي الذي كان مفترضاً أن يكون معنا الآن، فيقول:
|
أعمارنا تمضي ملفوفة بسفاح |
والوقت يسبقنا من لهفة التفاح |
والنار تحرقنا كي نوقد المصباح |
ولا أظن هناك أجمل من هذا الكلام! |
|
شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذا الملتقى الرائع، ولا بد أن نجابه بعض المصاعب؛ حتى نصل إلى مبتغانا، وأعتقد أننا أمام كأس نصفها مملوء ونصفها فارغ، ولنتحدث عن الجانب المملوء ونقول إن العلاقات العربية الثقافية السعودية لا تتشابه مع العلاقات الثقافية السعودية العالمية، ولدينا نتاج أدبي سعودي يطبع معظمه في الدول العربية ويعود إلينا في السعودية ويتناوله نقادنا والنقاد العرب والعلاقات العربية السعودية تماسية مهمة، وهناك جانب آخر وهو الجامعات السعودية والعربية حيث إن هناك علاقة تعاون خاصة جداً بين جامعاتنا السعودية والأخرى العربية، وهناك دور مهم لأساتذة الجامعة السعوديين الذين درسوا في الخارج أو تخرجوا في إحدى الجامعات العربية. ولو نظرنا إلى الرواية في الأدب السعودي فسنجد أن هناك نسبة كبيرة جداً تغطي معظم دول العالم مثل سميرة بنت الجزيرة التي دارت وقائعها في مصر ولبنان، وهناك غيرها مثل بنات الرياض وغيرها.
|
ولا تزال هناك حاجة إلى مد الجسور بين الأدب السعودي وبين آداب العالم العربي والعالمي وهذا هو النصف الفارع من الكأس.
|
|
أشعر بحرج لوجودي، ولكنني قررت أن أسمع صوتي لكم؛ لأن الكلمة أمانة، وأنا سعيدة جداً لوجودي بينكم، وليس لي فصاحة السادة الأكاديميين والشعراء، ولكن أريد أن أشكر الأستاذ عبدالله الناصر الذي أعرفه منذ أن ذهبت ابنتي للدراسة في بريطانيا وتعرفت عليه هناك وأشكره لكل جهوده، وأنا اليوم أقول إننا تقوقعنا خلال الثلاثين عاماً الماضية، وخصوصاً النساء؛ فقد كان لا يُسمع لهن إلا صوت رجالنا، ولكننا اليوم خرجنا من القمقم وخرجنا خروجاً جميلاً، وشكراً.
|
الدكتور عبدالله الزهراني:
|
أشكر زميلي الأستاذ محمد العقيل على جهوده وأشكر الدكتور محمد بن عبدالله الناصر على اختياره لهذه الأسماء اللامعة والذين أعتقد أنهم سيمثلون المملكة تمثيلاً جيداً، ماذا عساني أن أقول بين كل هؤلاء الجهابذة إلا أنني أتساءل عدة تساؤلات:
|
- هل أخذنا كأدباء ومفكرين بسبل تسويق ما أنتجنا بدور النشر؟
|
- هل نشارك بفعالية وانتظام في المشاركات العربية والعالمية؟
|
- هل لدينا من يقدر دور المثقف في وسائل الإعلام وهناك من يتتبع دور المثقفين في وسائل الإعلام؟
|
- هل لدينا دراسة علمية دقيقة تحصر من يشارك ومن ينشر وكم نشر وكم ترجم وكم عدد النسخ المباعة؟
|
- هل تقوم الجامعات بنشر كل الأسماء التي شاركت في كل المنتديات والمؤتمرات الدولية؟
|
|
حقيقة يجب أن نطرح تساؤلاً عن دول الإعلام في الداخل وهل لعب دوراً مهماً في نشر الثقافة السعودية خارج المملكة التي تحوي تاريخاً في كل شبر من إرجائها، فهل وظفنا هذا التاريخ جيداً ليعرفه الجميع؟ أنا أعتقد أننا مقصرون تجاه هذا الأمر؛ فهل قمنا بواجبنا لنشر تاريخنا وثقافتنا كي يحرص كل الناس على القدوم إلينا باستثناء الحج والعمرة وهو أمر آخر؛ فقنواتنا التلفزيونية ليس بها شيء ولا تحوي ثقافة؛ فيجب أن نكون كبقية الأمم في الحفاظ على تراثنا وتاريخنا؛ فالأمريكان لو وجدوا حدوة حصان عمرها 120 عاماً قدروها ووضعوها في متحف والإنجليز يحافظون على تراثهم وأدبهم ورواياتهم، فلم نحن بعيدون عن كل هذا ولدينا العقول والأدباء والمثقفون الذين يقدرون على توصيل ثقافتنا وتراثنا وتاريخنا إلى الأجيال القادمة ليعلموهم أنهم نشأوا على أرض صلبة من التاريخ والثقافة؟!
|
|