Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/01/2009 G Issue 13272
الخميس 03 صفر 1430   العدد  13272
ترجمة مقالة الأمير تركي الفيصل
تركي بن ناصر الموح

 

كتب الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة (مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية)، مقالاً نشرته صحيفة (فايننشال تايمز) تحت عنوان (الصبر السعودي بدأ ينفد)، حيث ذكر أنه طوال العقود التي قضاها في الخدمة العامة ظلّ يؤيّد بقوة عملية السّلام بين العرب والإسرائيليين. وفي الأشهر الأخيرة، نادى بإمكانية تنفيذ خطة السّلام، التي اقترحتها المملكة العربية السعودية في عهد إدارة أوباما إذا ما قبل الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني معاً تقديم تنازلات صعبة. ولكن بعد العدوان الإسرائيلي الدموي على غزة، أصبحت هذه المناشدات للتفاؤل والتعاون تبدو ذكرى بعيدة المنال. ويقول سموالأمير إن قوات الدفاع الإسرائيلية، في الأسابيع الماضية، لم تقتل أكثر من ألف فلسطيني فحسب، وإنما أوشكت على قتل عملية السّلام ذاتها. وما لم تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة خطوات أكثر قوة وجديّة لمنع المزيد من المعاناة والمذابح بحق الفلسطينيين، فستكون عملية السّلام والعلاقات الأمريكية - السعودية واستقرار المنطقة عرضة للخطر. وأنه في الأسبوع الماضي كتب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خطاباً إلى الملك عبدالله، يعترف بوضوح بالسعودية زعيمة للعالمين العربي والإسلامي، ودعاه فيه إلى دور أكثر مواجهة إزاء هذا العمل الوحشي وقتل الأطفال في غزة. ودعا نجاد السعودية إلى قيادة الجهاد ضد إسرائيل. (حتّى الآن المملكة قاومت مثل هذه الدعوات. لكن كل يوم يصبح الإبقاء على ضبط النفس أمراً أكثر صعوبة).

ويمضي قائلاً: إذا كانت الولايات المتحدة تريد مواصلة لعب دور ريادي في الشرق الأوسط وعدم الإخلال بتحالفاتها الاستراتيجية معه - وبالتحديد علاقتها الخاصة مع السعودية - فعليها أن تعيد النظر في سياساتها إزاء إسرائيل وفلسطين. ويقول إن الإدارة الأمريكية الجديدة سترث (سلّة مملوءة بالأفاعي) في المنطقة، لكن هناك أشياء يمكن القيام بها لتصحيح الأوضاع: أولاً، على الرئيس باراك أوباما أن يعالج الكارثة في غزة وأسبابها. حتماً هو سيدين إطلاق (حماس) الصواريخ على إسرائيل. لكن ينبغي له أيضا إدانة الفظائع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وتأييد القرارات الدولية في هذا الصدد، فضلاً عن الإدانة البيّنة للتصرّفات الإسرائيلية، التي أدّت إلى هذا الصّراع، بداية من بناء المستوطنات في الضفة الغربية إلى حصار غزة والقتل المستهدف والتوقيف التعسّفي للفلسطينيين. وعليه كذلك أن يعلن نيّة أمريكا العمل على جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدّمار الشامل، بمظلّة أمنية للدول التي توقّع، وعقوبات لتلك التي ترفض التوقيع، والدعوة إلى انسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من (مزارع شبعا) في لبنان، وتشجيع مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية، وتأييد قرارات الأمم المتحدة لضمان وحدة الأراضي العراقية وسلامتها. كما ينبغي لأوباما إعطاء مساندة قوية لمبادرة السّلام التي اقترحها العاهل السعودي. ويختم سمو الأمير - تركي الفيصل آملاً في أن يمتلك أوباما من البصيرة والإنصاف والحزم ما يكبح به النظام الإسرائيلي الغاشم ويفتح فصلاً جديداً في صراع من أشدّ الصراعات تعقيداً ومرارة.

الخلاصة إن الأمير تركي الفيصل يرى في هذا المقال، أن الإدارة الأمريكية الجديدة سترث (سلّة مملوءة بالأفاعي) في منطقة الشرق الأوسط، معتبراً أن هناك أشياء يمكن القيام بها لتصحيح الأوضاع وهي معالجة الكارثة في غزة وأسبابها، ولكن من خلال تبنّي إدارة الرئيس أوباما، موقفاً متوازناً حيال طرفي الصراع.

والله الموفق.

عضو جمعية الإعلام والاتصال السعودي
عضو الهيئة العالمية الإسلامية للاقتصاد والتمويل


turki.mouh@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد