في يوم الجمعة الموافق 21-12-1429هـ وعند الساعة العاشرة والنصف صباحا فاضت روح والدي سعيد بن إبراهيم آل سبيت إلى خالقها وبارئها، توفي أبي رحمه الله وجميع أموات المسلمين، فحزن القلب لفراقه ودمعت العين لرحيله، ولكن ما نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
الموت حق ونعلم أن لكل نفس يوما موعودا وساعة معروفة، قال جل شأنه {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}نعلم أن الفراق صعب ولكنها سنة الله في خلقه وليس لنا مفر من ذلك ونحن نؤمن به جل شأنه.
لقد عانى كثيرا من المرض الذي ألزمه الفراش لمدة سنتين ولكن لله حكمة في ذلك إلى جنة الخلد يا أبي وأيدينا مرفوعة للمولى عز وجل أن يرحمك ويسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يجعل ما أصابك في آخر عمرك تكفيرا لذنوبك ورافعا لدرجاتك وأن يلهمنا الصبر على فراقك، لقد كنت يا أبي إنسانا مخلصا كريما عزيزا مربيا فاضلا حكيما حازما في كل أمورك صادقا مع نفسك والآخرين، عرف عنك المواقف المشرفة كنت شجاعا في الحق لا تخاف في الله لومة لائم لقد حثيتنا على مكارم الأخلاق وحسن الخلق لأنك تعلم أنها هي الباقية، سوف تبقى يا أبي بيننا بآثارك الطيبة ولا يغيب إلا جسدك الطاهر لقد تركت أثرا يحكي عنك ويخلد ذكراك من أعمال طيبة وذرية صالحة أنت يا أبي ملكت القلوب بسمعتك الطيبة وحنانك الأبوي وذكرك الحسن الذي تناقلته الألسن فاستقر في القلوب بطيبتك التي يعترف بها القاصي والداني فقد كنت شيخا زاهدا عابدا لله ملازما لروضة المسجد ومؤذنا لأكثر من خمسين سنة فما زرعته بالأمس تحصده اليوم، هنيئا لك يا أبي حب الناس الذين حضروا على مدى 4 أيام ناقلين أحر تعازيهم ومواساتهم وألسنتهم تلهث بالدعاء لك كانت الدموع قد خانت البعض منهم والآخر حاول حبس أحزانه لكنها بادية على ملامحه.
شكر الله سعيهم وغفر ذنبهم ولا أراهم مكروهاً لقد رحلت يا أبي وأنت راض عن أبنائك، نعدك يا أبي بالمحافظة على مكانتك العالية وسمعتك الطيبة التي هي خير ما أورثته لنا بعد مماتك.
رحمك الله يا أبي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.