يقول الباري عز وجل في محكم تنزيله {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ..}ولا راد لقضائه ونحمده جل وعلا على القضاء والقدر.. خيره وشره.. ففي الأمس القريب غيب الموت المغفور له بإذن الله تعالى سعادة الشيخ حمود بن عبدالرحمن الشبيب -طيب الله ثراه- بعد حياة أفناها في طاعة الخالق وخدمة الدين ثم المليك والوطن.. هذا الشيخ الفاضل الذي عرفه الشماليون عن قرب عندما كان -يرحمه الله- يعمل وكيلاً لإمارة منطقة الحدود الشمالية في حقبة من الزمن وكان العضد الأيمن لسيدي صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - يحفظه الله- وكان له العديد من المساهمات والدور الفاعل في تسيير أعمال ومهام إمارة المنطقة ورأس العديد من اللجان والمهام ذات العلاقة بأعمال الإمارة، بل كان -يرحمه الله- مثالاً يحتذى به في الإخلاص والتفاني في العمل، مما جعله يحظى بتقدير واحترام من لدن صاحب السمو أمير منطقة الحدود الشمالية وأهالي المنطقة، وكان يواصل الناس ويقف معهم في السراء والضراء ويحرص على قضاء حوائجهم.. فقد كان الفقيد -طيب الله ثراه- رجلا فاضلا متواضعا جداً يخدم الكبير وكأنه أخ له، ويحتضن الصغير وكأنه واحد من أبنائه.. هذا إلى جانب الكرم الذي عرف به فنجد أن باب منزله مفتوح لاستقبال الزوار والضيوف من داخل المنطقة وخارجها، وكثيرا ما يثني سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية -حفظه الله- على هذا الرجل وإخلاصه وقد حزن كثيراً عندما علم بنبأ وفاته يرحمه الله، داعياً له سموه بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته.. هذا إلى جانب الأعمال الإنسانية التي قام بها -يرحمه الله- في حياته.. وقد عمل -يرحمه الله- بعد انتقاله من إمارة منطقة الحدود الشمالية ليعمل محافظاً لمحافظة حفر الباطن ثم محافظاً لمحافظة الخرج ثم أحيل إلى التقاعد لمرضه إلى أن توفاه الله.. فلو أردنا الحديث عن مآثر هذا الشيخ الفاضل سعادة الأستاذ حمود بن عبدالرحمن الشبيب فإننا لا نستطيع أن نوفيه حقه أبداً في مساحة كهذه.. فإلى جنة الخلد بإذن الله تعالى (أبا فهد) ونسأل الباري عز وجل في هذه الأيام المباركة الفضيلة أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يجعل كل ما قدمتموه في حياتكم من أعمال إنسانية وجهود مباركة في موازين حسناتكم.. ونحن إذ نشاطر إخوان الفقيد وأبناءه الأعزاء الأستاذ سلطان والأستاذ سلمان والأستاذ ثامر، والأمير مشعل بن فهد بن مساعد، والأستاذة رقية والشيخة حصة، والأستاذة نجوى والأستاذة جواهر والأستاذة مشاعل ووالدتهم الغالية (أم فهد) وعائلة الشبيب كافة العزاء في هذا المصاب الجلل لنسأل الباري عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يغفر لموتانا وموتاهم إنه سميع مجيب الدعاء.