Al Jazirah NewsPaper Friday  30/01/2009 G Issue 13273
الجمعة 4 صفر 1430   العدد  13273
الخال حمدان.. طبت حياً وميتاً
محمد بن فوزان النصار – الزلفي

 

قلة من الرجال أو بالأحرى النوادر من الرجال تبقى ذكراهم، والحزن على فراقهم مؤلماً وطويلاً، بل يتعدى إلى أبعد من ذلك الارتباك في لحظات عصيبة تمر على الإنسان المؤمن وما ألطف ما أنعم الله علينا بهذا الدين وسنة الحياة والأمل بجنان الرحمن، إنها المنايا والصبر والاحتساب والفطرة السليمة وعدم الجزع، لله ما أعطى وله ما أخذ، في الأسبوع الماضي فقدنا عزيزا وأحد رجالات الأسرة الكبار الخال الغالي حمدان بن عبدالله النصار رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه وجعله الله من الشهداء والصالحين، في ظهر الأربعاء الماضي ودع خالنا وعمنا هذه الدنيا الفانية راضياً صابراً محتسباً رغم ما يعانيه من متاعب صحية مسح الله بها خطاياه، في هذا اليوم ودعنا حبيبنا الخال حمدان وأكثر مودعيه وما أكثر من نعاه أيام عصيبة تلقينا فيها العزاء لفقده من كل حدب وصوب جزاهم الله خير الجزاء تنظر لكل المعزين وتقول أهل الكويت هنا في الزلفي وأهل الرياض ومن جميع المناطق ومسقط رأسه الزلفي الذي أحبها وولد ومات فيها.. سيل من الاتصالات والبرقيات تلقيناها بعد أن أعيانا التعب وإخوته وأبناؤه ومحبوه، لن أزيد وأذكر مآثر الفقيد لأن شهود الله في أرضه فمن يعرفه كل لحظة يفاجئنا بموقف وقصة تعطر ذكراه.

مات صاحب القلب الأبيض، الشهم الكريم، محب كبار السن، واصل الرحم، عرفته صبورا جلدا في أصعب المواقف، لين الجانب، صاحب بسمة تملؤها المحبة الصادقة، رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة وعزاؤنا ذكراه الطيبة وسيرته الحسنة، ولله الحمد والبركة في عقبه ابنيه: عبدالله وحمد وأشقائه الأوفياء وأخيه الأكبر الخال نصار الشهم الكريم المعطاء وإلى حرمه الصابرة وكريماته وشقيقاته وجميع أسرة النصار وأخوال أبنائه الجار الله الكرام وأخواله السعد المنيفي الكرام وكل معارفه ومحبيه، رحمه الله وجمعنا وإياه بدار الخلد وألهمنا الصبر والسلوان.

قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.

وأخيراً لنا بنبينا قدوة حسنة ونقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبا عبدالله لمحزونون. كما نسأل الله أن يجعل ما أصابه كفارة له وتمحيصاً لذنوبه وتطهيراً لبدنه وسبباً لدخوله الجنة.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد