Al Jazirah NewsPaper Friday  30/01/2009 G Issue 13273
الجمعة 4 صفر 1430   العدد  13273
انشدوا البركة واتركوها لغزة
عبدالهادي محمد القحطاني

 

يستعد موظفو الدولة بعد أيام قليلة لاستلام الزيادة الثانية 5% التي أقرتها الدولة من العام الماضي لمدة ثلاث سنوات بمجموع 15%، وإذا ما ذهبنا إلى حسبة بسيطة لهذه الزيادة نجد أنها تغطي نسبة كبيرة من المواطنين باعتبار أن عدد العاملين في الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة (710.859) موظفاً ومستخدماً سعودياً وغير سعودي من الرجال والنساء بمختلف الجهات الحكومية والمؤسسات العامة منهم (631.024) سعودياً يشكلون ما نسبته 89%، وإن كانت الإحصائية قديمة بعض الشيء عام 1422هـ فلك عزيزي الموظف أن تتصور حجم ذلك الدعم خاصة أن المتقاعدين فقط المستلمين رواتبهم منصف الشهر الحالي بلغت الزيادة لهم 232 مليون ريال، فما بالك بحجم زيادتنا؟ من المؤكد أن يكون المبلغ كبيراً ويعطي دافعاً حقيقياً ومعنوياً لإخواننا المكلومين في غزة ويجسد الإيمان الحقيقي المتمثل بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، فضلاً على أنه يحقق دعما كبيرا ضد العدو الإسرائيلي الذي انتهك القانون الدولي وارتكب حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية في غزة، فقتل الآلاف ورمل النساء وسحق الأطفال وقذف الشيوخ وهدم البيوت والمساجد والمدارس بهمجية لا مثيل لها وبمباركة كاذبة من حاخاماتهم الذين يتبركون بقتل أطفال فلسطين، قاتلهم الله. وبالتالي يكون التبرع أقل ما يملك المسلم لنصرة حماة ثالث الحرمين الشريفين حماهم الله من عدوهم ونصرهم نصرا مؤزرا.. اللهم آمين. وأعظم من ذلك طبيعة العمل الخيري الذي ينوي به الموظف التقرب من الله وينشد الأجر العظيم الصادر من إرادة الخير الذي يعمل صاحبها بمقتضى الواجب والإسلامي والإنساني على حد سواء، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (اسهروا عيونكم واضمروا بطونكم واستعملوا أقدامكم، وأنفقوا أموالكم، وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال تعالى {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} فلم يستنصركم من ذل، ولم يستقرضكم من قل. استنصركم وله جنود السماوات والأرض، واستقرضكم وله خزائن السماوات والأرض، وهو الغني الحميد. وإنما أراد أن يبلوكم أيكم أحسن عملا، فبادروا بأعمال تكونوا من جيران الله في مقابل شكر الإنسان لربه، وتصرفه الحسن في نعمه يشكره الله. ونحن نعلم كم تكون العطية كثيرة إذا امتدت بها يد الكريم من الناس، ولكننا لا نستوعب سعتها ونوعيتها إذا كانت من عند رب العالمين الذي وسعت رحمته كل شيء، كل هذا يدعونا إلى ألا نقبض أيدينا عن الإنفاق في سبيل الله لننال بذلك الأجر الكريم، وعلى رأسه رضى الله تعالى، ومن ثم حياة طيبة هانئة.

مصداقاً لحديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم (ما نقص مال من صدقة) ويقول صلى الله عليه وسلم (كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد