Al Jazirah NewsPaper Friday  30/01/2009 G Issue 13273
الجمعة 4 صفر 1430   العدد  13273
سامحونا
وداعاً.... أبا خالد!!
أحمد العلولا

 

.. من يوم لآخر يفتقد مجتمعنا رجالات أفاضل من ذهب لا يمكن تقديرهم بثمن... وقد يصعب تعويضهم.. لكنها هذه سنة الحياة.. وقضاء الله وقدره حيث شاءت حكمته أن يختارهم إلى جواره سائلين لهم القرار في الفردوس الأعلى.

.. من هؤلاء العم الفاضل.. الفقيد ناصر العمير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته... والذي تشرفت ذات يوم بزيارته في داره مرفوقاً بالصديق الرياضي عادل البطي الذي يعتبر أحد أبنائه وقد عرفته عن قرب بما اتسم به -المرحوم- من حسن خلق وتواضع ومحبة للآخرين.

.. في تلك المقابلة التي يرجع تاريخها إلى بداياتي الصحفية.. حاولت جاهداً تقديمه للمجتمع والرأي العام.. لكن محاولاتي قوبلت بالرفض من جانبه مبرراً ذلك بأن ما كان يقوم به من جهد ودور ملموس في الساحة الشبابية والرياضية هو عبارة عن جزء من مسؤولية وواجب من صميم عمله... وفي المقابل لم يكن باحثاً عن الشهرة.. والأضواء.. علماً أن العمير كان بحق علماً بارزاً فترة الثمانيات الهجرية.. وكان من أوائل الشباب المشاركين في بناء وإحداث النقلة الرياضية في مجتمع تقليدي يرفض بشدة أي نوع من أنواع التغيير.

.. والعمير الذي وافق على رئاسة النادي الأهلي سابقاً.. الرياض حالياً بعد وفاة أبي عبدالله الصايغ الذي ارتبط اسمه بالنادي... كان قبوله الرئاسة يمثل تحدياً ومواجهة ساخنة.. وهي التي دفعت السلطة العليا من باب الثقة بمكانته وكفاءته وقدراته لإدارة وقيادة الجهاز الرياضي بقطاع الحرس الوطني في سنوات التأسيس الأولى... وقد استطاع العمير خلال فترة وجيزة أن يقدم للمجتمع السعودي برمته حركة رياضية كبرى لا مثيل لها في ذلك القطاع وكلنا نتذكر ذلك الإقبال المنقطع النظير من شباب الوطن للانتساب لميدان الرياض بالحرس الوطني عبر المشاركة في كافة الألعاب حيث حظيت بكل ألوان الرعاية من توفير أجهزة فنية وإقامة معسكرات تدريب خار ج المملكة..

وكان (رياضي) الحرس الوطني أيام العمير متميزاً مزهواً بالفخر والثقة.. كما كان في تلك الفترة الطالب الذي يدرس في ثانوية (اليمامة) مقارنة بغيرها من المدارس الأخرى!

* أما وقد ترجل الفارس ناصر العمير عن جواده.. وقال لمحبيه وداعاً.. فلا نملك سوى أن نقول بنبرة حزينة رحمك الله... {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وسامحونا




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد