Al Jazirah NewsPaper Friday  30/01/2009 G Issue 13273
الجمعة 4 صفر 1430   العدد  13273
رحم الله.. (ناصر بن عمير)

 

إعداد: خالد الدوس

برحيل الشيخ ناصر بن عمير (70عاما).. عن هذه الدنيا الفانية تفقد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى.. أحد روادها الكبار ورموزها الأفذاذ.. ممن عايشوا هذه المسيرة أكثر من نصف قرن من الزمن وخدموا العمل الرياضي بكل جهد وإخلاص وتفان وتحديدا مع نادي الرياض في منتصف عقد السبعينيات.. الهجرية إبان مسماه القديم- أهلي الرياض- قبل أن يترأسه رسمياً عام 1389 بعد وفاة رمز المدرسة الكبير (أبو عبدالله الصايغ) إثر حادث مروري تعرض له أواخر تلك الحقبة الفارطة.

* والشيخ - ناصر بن عمير- ولمن فاته قطار المعرفة عن هذه الشخصية التربوية والإنسانية والاجتماعية والرياضية المرموقة. كان يعتبر من الرجال الأوفياء الذين خدموا قطاع الحرس الوطني قرابة 40عاما حتى وصل للمرتبة الخامسة عشرة مستشارا ومشرفا عاما على الشؤون المالية والإدارية.. وفي عام 1394 صدرت موافقة سمو رئيس الحرس الوطني (الأمير عبدالله بن عبدالعزيز) -الملك عبدالله- حفظه الله- على ترشيحه لرئاسة النادي الرياضي الذي افتتحه آنذاك.. جلالة الملك فيصل- رحمه الله-.. وذلك تجسيداً لخبرته الرياضية وكفاءته الإدارية العالية التي اكتسبها من (مدرسة الوسطى).

* اشتهر فقيد (رياضة الوسطى) -ابن عمير- بحسن الخلق والأدب والتواضع الجم وكل صفات الخير المتجسدة في شخصيته المتميزة فقد كان -رحمه الله- يكرس مفهوم الرياضة التنافسية بوجهها الحقيقي وحث اللاعبين على التحلي بمكارم الأخلاق والسلوك الرياضي القويم لإدراكه أن الرياضة فن وأخلاق وفروسية قبل أن تكون ميدان فوز وخسارة.. ولم يقتصر دورة على ذلك بل امتد لنواح أخرى إنسانية واجتماعية فقد كان-رحمه الله- يقوم بدعم أبنائه اللاعبين والوقوف معهم في أحلك ظروفهم المادية والصحية والمعيشية ومعالجة أوضاعهم بكل صدق وإيمان ووفاء بل إنه ساهم في إيجاد عدد من الوظائف لبعض لاعبي أهلي الرياض (الرياض حالياً) بقطاع الحرس الوطني ومنهم وعبدالعزيز بن حمد ومبارك الناصر في صورة رائعة تجسد شهامته وأصالته ونبل أخلاقه وحرصه على تأمين مستقبل أبنائه اللاعبين... كان - رحمه الله- يطبق مبدأ (ليس من الحكمة صناعة الأعداء) .. على أولئك الذين اختلف معهم في الرأي ومارسوا معه انتقادهم للأشياء الشخصية في عمله الإداري.. لكنه بقي قلبه يتسع حبا حتى مع أولئك الذين طاله انتقادهم.. هكذا كان (أبوخالد) محافظا على أسس وقيم ومبادئ الاحترام والتعامل الرفيع مع الجميع فكسب بهذه الخصائص السلوكية وبهذه المثالية العالية رصيدا كبيراً في بنك العلاقات العامة... هكذا هم المنتصرون بأخلاقهم العالية وقيمهم النبيلة حينما يتركون سيرتهم النيرة وسمعتهم الطيبة حاضرة في كل الأوقات سواء تواجدوا أو غابوا عن الساحة.

* رحم الله الرياضي والإداري والاجتماعي والتربوي (ناصر بن عمير) الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية.. وترك اسمه محفورا في الذاكرة الرياضية وأخاديد الزمن فما قدمه لوطنه.. من عمل داؤوب وتضحيات جسيمة وعطاءات متواصلة عقودا من الزمن في المجالات الرياضية والاجتماعية. والإنسانية. لا شك أكسبته صفة التميز والريادة في هذه الميادين .. تغمده الله بواسع رحمته..



k-aldous@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد