Al Jazirah NewsPaper Friday  30/01/2009 G Issue 13273
الجمعة 4 صفر 1430   العدد  13273
سعر الوايت يصل إلى 700 ريال
الجفاف يحدق بجبال وقرى بني مالك بجازان

 

جازان - جبران المالكي

جفاف لم تشهده قراهم وجبالهم منذ عقود، مزارعهم ماتت.. وجبالهم الخضراء تحولت إلى أراض جرداء. والجفاف يحاصر ماشيتهم وقطرة الماء غالية بل غالية جدا إذ وصل سعر صهريج المياه إلى 700 ريال في بعض القرى والجبال النائية، متعهدوا السقيا غابوا في وقت كان الجميع ينتظرهم وكميات إن حضرت غير كافية.

إنها معاناة سكان قرى وجبال محافظة الداير بني مالك ومراكزها التي تعاني منذ اكثر من عام من ندرة وشح الامطار مما نتج عنه جفاف لم يشهدوا له مثيلا ولأول مرة منذ عقود. تمر فترة الزراعة ومزارعهم بدون محاصيل فجبالهم معروفة بوفرة الامطار طوال العام ولاسيما في فصل الصيف وهم يعتمدون بعد الله على مياه الامطار في الزراعة والشرب والرعي.

ماشيتهم يهددها الجفاف الذي أفنى مزارعهم ولاسيما مزارع القهوة والموز الجبلي، وسعر المياه أرهق جيوبهم ولاسيما اذا ماعرفنا أن غالبية السكان يعيشون على مساعدات الضمان الاجتماعي لتأتي قيمة الماء على مصروف ابنائهم ويضاعف معاناتهم.

الحكومة حفظها الله اعتمدت سقيا لجبالهم وقراهم عن طريق الصهاريج الا ان متعهدي السقيا غابوا في وقت كان الجميع في أمس الحاجة إلى ذلك الماء الذي وإن كان قليلاً إلا انه قد يحل جزءًا من المشكلة.

غياب غير مبرر لمتعهدي المياه الذين لايراهم السكان الا كل أربعة او خمسة اشهر عندما يريدون الحصول على المستخلص عندها يأتون لسكب المياه دفعة واحدة حتى يتم الحصول على مشاهد من نواب ومشايخ القبائل كي يتمكنوا من الحصول على المستخلص من قبل الوزارة بينما بقية الشهور يبقون بدون ماء.

اكثر من خمسة اشهر لم يجد السكان قطرة واحدة من قبل متعهدي السقيا في الكثير من القرى ليلجأ السكان إلى شراء الماء في وقت ضاعف سائقو الصهاريج القيمة لتصل إلى 700 ريال في بعض القرى الجبلية مبررين رفع الاسعار إلى قلة المياه وحاجتهم إلى االوقوف في طوابير لساعات طويلة عند البئر الوحيدة بمحافظة الداير التي ينضب ماؤها احيانا مما يستدعي الانتظار إلى تجمع الماء في داخل البئر.

المشاريع المستقبلية قائمة ولكنها بعيدة والسكان في أمس الحاجة للماء والعطش لا يعرف الانتظار.

جفاف تام

المواطن محمد المالكي تحدث للجزيرة قائلا تتعرض مناطقنا الجبلية إلى جفاف لم تشهده منذ عقود طويلة انا عمري سبعين سنة ولم تمر سنين عصيبة كما هو الحال حاليا وفي السنوات الأخيرة بدأت الامطار تقل وجفت عيون واودية تعودنا إنها تجري طوال العام ولكن منذ أكثر من عام انقطعت الامطار ماعدا امطار خفيفة متفرقة وجفت المزارع ولاسيما مزارع البن الجبلي والموز ومات غالبيتها ولاول مرة يمر فصل الصيف دون أن نتمكن من زراعة مدرجاتنا الجبلية التي اعتدنا ان نزرعها معتمدين بعد الله على مياه الامطار في سقيها لتبقى من دون زراعة.

حسين السعيدي أوضح انه من مربي الماشية وانهم كانوا يعتمدون على المراعي في رعي ماشيتهم الا ان الجفاف قضى على تلك المراعي وحولها إلى اراض جرداء ولاول مرة منذ مايقارب العام لم يمكنوا من رعي ماشيتهم لقلة الامطار وجفاف الاشجار والمراعي مما ضاعف من معاناتهم والتزاماتهم كونهم اعتادوا على الرعى الا ان الامر اختلف وأصبحت ماشيتهم تعتمد على الاعلاف والشعير.

المتعهدون غير ملتزمين

أوضح العديد من السكان ان الكميات المعتمدة للسقيا عن طريق الصهاريج غير كافية فيما رأى بعضهم انها غير مجدية وانه لابد من آلية معينة تضمن وصول الماء للمستفيدين بانتظام بدلا من الوضع الحالي الذي ينتظر المواطن صهاريج السقيا لاكثر من اربعة اشهر وتساءل المواطن محمد المالكي لماذا يغيب المتعهدون لفترات طويلة وماذا يعمل المواطن الضعيف طوال تلك الفترة سوى اللجوء إلى شراء الماء وسط جشع البعض من سائقي الصهاريج الذين يستغلون الازمة الحالية لرفع الاسعار وطالب بوضع الية معينة تضمن وصول الماء شهريا لكل مستفيد.

اما يحي المالكي فقال معاناتنا كبيرة فنحن نمر بفترة جفاف لم نعهدها ونسأل الله ان يسرع باغاثتنا مشيراً إلى ان سكان المناطق الجبلية اعتادوا حفر خزانات أرضية وتجميع مياه الامطار وتأتي كميات السقيا لتساعد في حل ازمة المياه الا ان قلة مياه الامطار جعلت الناس تحتاج إلى تلك الكميات التي يرى انها غير كافية ابداً واضاف على الرغم من كون تلك المياه غير صالحة للشرب على الرغم من شرط ان تكون مياه صالحة للشرب ومع ذلك فقد رضينا بها الا انها لم تصل منازلنا الا نادراً وطالب بوضع الية لمتابعة متعهدي المياه الذين لا نراهم الا مع حاجتهم لمشاهد رسمية كي يستطيعوا من خلالها الحصول على المستخلص.

وبين موجة الجفاف وتطلعات الاهالي تبقى المعاناة قائمة تنذر بهجرة جماعية للعديد من سكان القرى الجبلية والنائية بحثا عن الماء مالم يكن هناك إجراء

للوقوف مع سكان قرى وجبال محافظة الداير ومراكزها الخمسة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد