Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/01/2009 G Issue 13274
السبت 05 صفر 1430   العدد  13274

جداول
جمعية حقوق الإنسان لكيلا تضيع جهودها..!
حمد بن عبدالله القاضي

 

أتابع بإعجاب - جهود ونشاطات (جمعية حقوق الإنسان) وأتمنى لها النجاح، ولكن الأحظ أنّ الجمعية توسّعت كثيراً في اهتماماتها ومتابعاتها وفي المبالغة في أخبارها وحضورها الإعلامي، وهذا في تقديري يضيع جهودها ويجعلها لا تحقق الأهداف المطلوبة منها في الحفاظ على حقوق الإنسان والدفاع عنها ولو ركّزت في أعمالها وعلى اختصاصاتها لكان ذلك أقرب إلى تحقيق منجزها الإنساني على أرض الواقع.

إن توسّع الجمعية في متابعاتها وصلاحياتها يجعل جلّّ ما تقدم حول قضايا الإنسان يقتصر على خطابات توجِّهها للجهة المعنيّة فضلاً عن النشر بالصحف عن الموضوعات التي تتابعها، وأتمنى أن يكون في ديوان المظالم قدوة لها في منهج عملها ومتابعاتها ووصولها إلى نتائج عملية حول أي مشكلة تتعلّق بحقوق الإنسان وليس فقط مجرّد النشر والإعلام!.

***

لاحظت أنّ جمعيتنا الكريمة تضخّم بعض الظواهر الاجتماعية القليلة، وتبرزها بوسائل الإعلام على أساس أنها (ظواهر) متفشية وهي ليست كذلك، وأضرب مثلاً ما نشرته صحيفة (الاقتصادية) حول أنّ الجمعية تبحث وتناقش موضوع رمي الأطفال في مجاري الصرف الصحي!.

أزعم أنّ هذه حالات فردية يمكن للجمعية أن تعالجها بشكل فردي، فهي لا تتجاوز حالات محدودة طوال السنوات الماضية فضلاً عن أنّ النشر عنها على أساس أنها ظاهرة أمر لا يصح وهناك ظواهر فعلاً لانتهاك حقوق الإنسان تستحق جهد وبحث الجمعية، إنّ لديها (ملفات كثيرة وساخنة) تُنتهك فيها حقوق الإنسان فعلاً من بعض الناس الذين لا يردعهم دين أو يؤنّبهم ضمير، وأضرب مثلاً لذلك بانتشار انتهاك حقوق بعض النساء من مطلقات وأرامل ويتيمات فهناك هضم وعضل لبعضهن وتقصير في الإنفاق عليهن وهضم لحقوقهن، وأخذ لأولادهن ... إلخ هذه المآسي التي تعاني منها أمثال هؤلاء النساء.

أما قبل

فإنني هنا لا أنفي جهود الجمعية بل إنني أبارك جهودها وأتمنى لها التوفيق، فقط أدعوها إلى التركيز على القضايا التي تشكل ظواهر متفشية بالمجتمع لتوليها عنايتها بالبحث والجهد، أما الحالات الفردية فعليها أن تسعى إلى حلها - إن استطاعت - بشكل فردي دون أن تسرق جهدها أو تضخم إعلامياً من شأنها.

جمال العمل والتعامل معاً

** كم يأسرك (الخلق الرفيع) ... الذي يمتلكه بعض الناس حديثاً وسلوكاً وإخلاصاً.. ويكون هذا الخلق أروع وقعاً عندما يصدر ممن يتعاملون مع أكثر الناس حاجة إلى الكلمة الطيبة، والابتسامة المضيئة.

ويبلغ بك الارتياح ذروته عندما يتمثل هذا (الخلق) في طبيب منحه الله إلى مهارة العلاج جمال الخلق، ومكارم الأخلاق .. إنه بهذا يكون السعيد في داخله عندما يحس أنه منح السعادة لغيره بعمله المضيء، وبتعامله الجميل.. إنّ مثل هذا الإنسان يجعلك تتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).

وحقاً ..

فنحن مهما اعتلينا من مناصب، وملكنا من أموال تظل قيمتنا الحقيقية بما نملكه وما نستطيع أن نمنحه من خلق جميل.. فالناس لا يهمهم منا سوى (الكلمة الطيبة) التي نستطيع أن نضيء بها جوانب عملنا وتعاملنا معهم..!

وهْمٌ أكاد به!

** صورة شعرية بارعة الجمال بقدر براعتها في الخيال..!

إنّ الشاعر يستدني طيف الحبيب حتى ليكاد يتمثّل له هذا الطيف كياناً لا خيالاً، وجسداً لا شبحاً.. وبقدر ما في هذه الصورة من ظمأ وضنى فإنّ فيها ضوءاً ودفء ظلال:

يدنو خيالُك حين شطَّ مزاره

وهْمٌ أكاد به أقبّل فاك

ولكم الله أيها العشّاق العذريون.!

Hamad.Alkadi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد