Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/01/2009 G Issue 13274
السبت 05 صفر 1430   العدد  13274
غضبة أردوغان

 

هيمنة الصهاينة على المفاصل السياسية والإعلامية والاقتصادية المؤثرة عالمياً لم تعد بحاجة إلى إثبات وليس تهويلاً أو تبريراً لعجزنا في مواجهة النفوذ الإسرائيلي المتغلغل في كل المفاصل المؤثرة دولياً حتى أصبح القرار الدولي خاضعاً للتوجهات الإسرائيلية من خلال تواجد مؤيدي إسرائيل، ليس فقط اليهود منهم الممسكين فعلياً بالتكتلات الاقتصادية والإعلامية وبالتالي إخضاع السياسيين لهيمنتهم، فالأحزاب والجماعات السياسية تحتاج إلى تمويل وإلى إعلام، وكل هذين المؤثرين يخضعان لسيطرة اليهود والصهاينة من غير اليهود الذين يشكلون (لوبيات) وهي تجمعات تعمل لصالح إسرائيل حتى على حساب مصلحة البلد الذي تتواجد فيه.

حتى المؤتمرات والمنتديات الدولية التي تحرص الدول والشخصيات العالمية المؤثرة على الاشتراك في فعالياتها تخضع بصورة أو بأخرى لهيمنة هذه الجماعات من خلال مشاركة المال والإعلام فأصحاب التمويل هم الذين يفسحون المجال للإعلاميين المرضي عنهم توجيه تلك المؤتمرات والمنتديات وقد فضحت الواقعة التي تابعها ملايين المتلقين في منتدى دافوس من خلال (ندوة أحداث غزة) التي جرت يوم الخميس والتي شارك فيها بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي ورئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريس والتي حاول الصحفي الغربي الذي أدار الندوة تجييرها لخدمة إسرائيل وتبرير عدوانها على أهل غزة، فلم يكن عادلاً في منح الوقت لكلام المشاركين في الندوة حيث كان نصيب عمرو موسى وبان كي مون ثمان دقائق فقط لكل واحد منهما وأردوغان اثنتي عشرة دقيقة، في حين منح شيمون بيريس خمساً وعشرين دقيقة، ولم يتدخل عندما (قل أدبه) بالزعيق باتجاه رئيس الوزراء التركي، والذي عندما حاول تصحيح الأقوال التي برر فيها بيريس عدوان إسرائيل على أهل غزة وقتل أطفالها، منعه ذلك الصحفي المتصهين، فما كان من رئيس الحكومة التركية إلا الانسحاب من الندوة فاضحاً الانحياز الأعمى والدائم لكل ما تفعله إسرائيل والتسليم بما يقوله قادتها وفرضه على المشاركين حتى وإن كان هؤلاء المشاركون من ضحايا أفعال إسرائيل المرفوضة.

أردوغان تصرف وفعل ما يجب أن يفعله كل ذي كرامة يرفض هيمنة الصهاينة، واضعاً الأساس للتعامل مع من يزوِّرون الحقائق من خلال إسكات أصوات الشرفاء التي ستكون حافزاً لوقوف الآخرين الذين لازالوا يعيشون في جلباب الصهاينة.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد