Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/01/2009 G Issue 13274
السبت 05 صفر 1430   العدد  13274
وحدات التغير المنخفضة والعمولات المرتفعة هل زادت المضاربة أم أطالت الانتظار؟
متعاملون: البقاء على وحدة التغير السابقة مستحيل مع وصول الأسهم إلى مستويات متدنية

 

الرياض - عبد الله المحيسن

كثير من المتداولين ربط بين تغيير الوحدات وهبوط السوق وتصور البعض بأنها تفيد المتعاملين بانخفاض السوق وتزيد من التماسك في النزول.. فعشرون حركة (تقريباً) للسهم تجعله متماسكاً أكثر من السابق الأمر الذي يوحي لكثير من المتداولين بأن هبوط السوق أصبح أمراً متحققاً في محاولة من (هيئة السوق) للحد من هذا الانخفاض ما أمكن.

يقول عبد الرحمن القحطاني إن وحدة التذبذب الحالية أثّرت على نفسيات المتداولين وقللت من حضورهم المعتاد ويضيف: السوق كان بحاجة ماسة للأخبار الإيجابية التي تشعر المتداولين بالاستقرار مثل إدراج اكتتابات جديدة والتي تنعش السوق خصوصاً أننا لم نلمس أثر وحدات التغير على المؤشر العام الذي واصل اتجاهاته المعتادة هبوطاً دون أدنى تأثير من هذا القرار.. أما مقبل الحربي الذي جلس لوحده في أحد أطراف صالة التداول فيقول إن الأرباح تقلصت عن السابق ولن نعيد خسائرنا نتيجة وحدات التغير السابقة الأمر الذي يجعلنا نضاعف الانتظار في ظل تذبذب الهللات الطفيف مقابل كثرة المحطات الحالية التي يمر بها السهم في محيط نصف ريال.. ويشارك الحربي بالرأي عبد العزيز الحماد الذي يذكر أن وحدة التذبذب الجديدة فاكهة المتداولين وبخاصة بعد وضع عمولة التداول بعين الاعتبار والتي تفوق وحدة التغير في بعض الأسهم، بينما سعيد الغامدي يرى أن الهللات حصيلة من ربح في سوق الأسهم واعتبر تعديل وحدة التغير لوحة (ممنوع الاقتراب) لمن هم خارج التداول ويترقبون الوقت المناسب للعودة ويؤكد أن وحدات التغير قللت من دخول متداولين جدد لسوق الأسهم.

الخبير الاقتصادي محمد العنقري يقول ل(الجزيرة) إن الهدف من وحدات التغير الحالية هو القدرة على تنفيذ الأوامر وتنشيط التداولات وعدم إقفال الأسهم بشكل مبكر فالعملية فنية بحتة لكنها مفيدة للتداولات، ويضيف: إن تغير الوحدات ثابت وغير محكوم بظروف معينة فمثلاً لو تحسن السوق لن تلغى وحدة التغير الحالية فعملية التداولات كان لا بد أن تتغير معها وحدة التذبذب لأن عدد المتعاملين كبير وعدد الطلبات وقدرة المتداولين على تنفيذ الأوامر صعبة كما يساعد أيضاً في عملية المضاربات وينشطها بشكل أدق.. وعن ما يتردد عن أن تغير الوحدات يحد من المضاربات؛ أكد العنقري أن هذا غير دقيق وإنما قصد منه الحد من الارتفاعات والانخفاضات الحادة التي كانت تتعرض لها الأسهم في السابق وأشار إلى أن الصورة الحقيقية لوحدات التذبذب الحالية لن تتضح إلا عندما يظهر السوق بحالته الطبيعية عندها يتضح للمتعاملين مدى الفاعلية أما الآن - وجميع الأسواق تحت ضغوط الأزمة العالمية وتأثيرها على الشركات - سترى مدى أهمية وحدة التغير.. أما الظروف الحالية فالناس ستعتقد أن هذا الشيء ليس له تأثير وإن كان له تأثير فهو تأثير سلبي لأن الأسواق بالأصل ليست مستقرة لكن عندما تكون الأسواق طبيعية وليس عليها ضغوط سيشعر الناس بأهمية هذا التغيير.. السوق هبط كما هبطت الأسواق كما اتضح ذلك في نتائج الشركات في الربع الرابع.

أما الخبير الاقتصادي هاني باعثمان فقد أكد أن وحدات التغير الجديدة رغَّبت الناس في التداول أكثر وشجعت المتداولين لأنه لم يكن لها أي ضرر على سوق الأسهم ووصفها بأنها (نوع من أنواع التسهيل) واعتبرها خطوة إيجابية.

بينما يرى الخبير الاقتصادي فضل سعد البوعينين أن وحدة التغير لم يكن الهدف منها تحقيق تطلعات معينة بقدر والحاجة هي من فرضتها فالأسهم وصلت إلى مستويات متدنية حيث إن البقاء على وحدة التغير السابقة أمر مستحيل فتكون النسبة القصوى مبالغ فيها جداً ولا يمكن احتسابها لذلك الحاجة لها هي التي فرضت تطبيق (الهلل) والوصول إلى المرحلة الحالية وعندما طبقت وحدة حلت إشكالاً كبيراً كان من الممكن أن يتعرض له السوق في الوقت الحالي.. ويضيف فضل بقوله: في السابق كان عندنا شركة أو شركتان قريبة من العشرة ريالات.. أما الآن شركات كثيرة تحت العشرة ريالات فكيف تكون عمليات التغير فالشرائح الجديدة حافظت للأسهم الرخيصة - ما تحت العشرة ريالات - عدالة التغير وحافظت للأسهم المرتفعة عدالة التغير أيضاً وتحقيق نسبة تغير جيدة للمستثمرين.

وبيَّن البوعينين أن وحدات التغير الحالية لم تؤثر على عدد الصفقات بل غيرت في حجم التداولات وأن وحدات التغير الآن على المستويات المتدنية في بعض الأحيان مكلفة على المتداولين خصوصاً عند قياس الأرباح المحققة في وحدة التغير مقارنة بالعمولات المفروضة على العميل أمام التأثير الفعلي.

وعن ما يدور من انزعاج المتداولين من وحدات التغير نتيجة قلة الأرباح وثبات بعض الأسهم على تذبذبات محدودة تأخر جني الأرباح لفترة أخرى من الانتظار الذي يعد مخاطرة في ضوء المتغيرات الحالية.

وأضاف البوعينين: إن المشرع لا يستطيع الوصول إلى رضا الجميع لأننا الآن في وضع استثنائي ووضع غير طبيعي ومن الطبيعي أن كثيراً من المتداولين غير راضٍ بما يحدث في السوق الآن وشريحة منهم غير راضية بوحدات التغير الجديدة.

وتساءل: ما هو الخيار الأمثل.. هل هناك خيار آخر؟

وأجاب على سؤاله بقوله: لا يمكن أن نربط التغير السابق بأسعار الأسهم الآن التي وصلت إلى أسعار منخفضة تحت عشرة ريالات إذ لا يوجد خيار آخر سوى تغيير وحدة التغير فلو حسبنا وحدة التغير السابقة على الأسعار الحالية لكانت صعبة جداً.. ولفت إلى أنها في بعض الأحيان تضر شريحة من المتداولين لكنها تحقق العدالة وتعطي نوعاً من المنطقية لتداولات السوق وتغيرات الأسعار إضافة إلى أنها لم تمنع النسبة القصوى ولا نزال نشهد أسهماً تغلق على النسب القصوى في الأسعار المتدنية ولكن ذبذبة السهم وتداوله في السوق قد تضر في بعض الأحيان لبعض المتداولين وهذا أمر طبيعي فتجد من يرضى عنه وتجد من لا يرضى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد