Al Jazirah NewsPaper Monday  02/02/2009 G Issue 13276
الأثنين 07 صفر 1430   العدد  13276

وجَعُ غِيابٍ بلا إيابْ
سعد البواردي

 

مهداة: إلى روح شقيقي د. محمد الذي رحل

قَدَر الناس أنّهم للفَنَاء

هكذا يا أخي وجدتُ عزائي

لم يكن هيِّناً رحيلك عني

أنتَ مني دماء عمري ومائي

كيفَ أحيا وجفّ مني ربيعي؟!

كيفَ أبقى وماتَ مني هوائي؟!

نصف عمري افتقدته.. أتراني؟!

أترى دونه يطيب بقائي؟!

* * *

يا شقيقي.. ويا رفيق طريقي

دون لقياكَ علّتي ودوائي

استوى في الحساب حلمٌ بجنبي

كنتَه أنتَ لي .. وآخر نائي

أستحمُّ الفراق دمعاً سخيناً

أطعمُ الحزنَ غدوتي وعشائي

لستُ أدري وقد رحلتَ بعيداً

أصباحي أعيشهُ.. أم مسائي!

* * *

كان لي بلبلٌ يغرد في الأرض

توارى.. وما احتوته سمائي

غاب لحناً.. وصار ناياً حزيناً

رَجْعُهُ في الفضا كرجع بكائي

* * *

واحدٌ أَنتَ لي .. بقيتُ وحيداً

أنكشُ الأرض من أسى كبريائي

كنتَ طفلاً .. وكنتُ كالطفل أشقى

أطلب العيشَ.. استطببُ عنائي

أسلمتك الحياةُ منها قياداً

فتعلمتَ كي يكون شفائي

عشتَ حلماً وعشتَ علماً تهاوى

في صقيع الشتاء مثل شتائي

أنتَ ودَّعْتَه إلى اللحد حُكماً

وأنا في انتظار حكم قضائي

* * *

يا شقيقي إن الفراقَ مريرٌ

لن يَعُزَّ البقاءُ دون لقائي

كلنا يا أخي على الدرب أسرى

أحملُ القيدَ - مُذ رحلتَ - ورائي

لن يَهُون الفراق فالفقر شيء

دونه المال.. فهو أصل بلائي

وعزائي أن نلتقي .. رُبَّ لقيا

قَبْلَها الموت .. قد أراها عزائي

وعزائي براعمٌ أنت منها

حقل حب مُتيَّم في فنَائي

شدَّها اليتم حِلمها أن ترى الحلمَ

جميلاً.. مؤطراً.. كستنائي

أن ترى الحقلَ صار نبتاً وبيتاً

تتمناهُ .. يوم كنتَ إزائي

* * *

هكذا أمرنا لقاً.. وابتعادٌ.!

هكذا عمرنا قصير كرائي!

يتجلَّى.. وفي النهاية يخبو

تاركاً للحياة معنى الفناء

لكَ حبي وكنتَ مني قريب

لك صبِّي وأنت بالبُعْد نائي

الرياض ص . ب 231185 الرمز 11321 فاكس 2053338


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد