Al Jazirah NewsPaper Monday  02/02/2009 G Issue 13276
الأثنين 07 صفر 1430   العدد  13276
دعوة صادقة من ملك شجاع

 

مجدداً يدعو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الإخوة الفلسطينيين إلى التلاحم، والوقوف صفاً واحداً ليكونوا سدّاً منيعاً في وجه العدو الإسرائيلي. والملك عبد الله عندما يدعو إلى التآخي ونبذ الخصومة بين الأشقاء، فإنّه يبدأ بنفسه أولاً ليضرب أروع النماذج والأمثلة لغيره من إخوانه المسلمين للحذو حذوه.

فالملك عبد الله بن عبد العزيز مدّ يد الأخوّة والمحبة في قمّة الكويت، وأثلج قلوب أكثر من مليار مسلم، في وقت كان المسلمون في حاجة ماسّة إلى نبذ الصراع، والشقاق. فانقلبت الأحداث العربية من صورة قاتمة إلى صورة مختلفة تماماً، أعطت أملاً كبيراً في إصلاح حال الأمّة اليوم. فلقد كان موقفه - حفظه الله - شجاعاً ونبيلاً، سيكتبه التاريخ بمداد من ذهب. فالأمّة الإسلامية اليوم لا يمكن أن تواجه التحديات، وتدافع عن نفسها وتدافع عن قضاياها في ظل وجود شقاق بين أبنائها، لأنّ الخلافات تضعف جانب المسلمين، وتوهنهم، وتجعلهم فريسة سهلة لأعدائهم، وتضع أصدقاءهم في حيرة من أمرهم!.

ولم يكن البطش الإسرائيلي في أبناء غزة ممكناً، لو كان الفلسطينيون متوحِّدين خلف قيادة واحدة صامدة. ولكن مع الأسف الشديد، فما إن انتهى العدوان - بل وقبل انتهائه - حتى دبّت الخلافات مجدداً بين الفصائل الفلسطينية، ولا سيما بين حركتي فتح وحماس، وأخذ قادتها يطلقون التصريحات التي تشكك في وطنية بعضهم بعضاً، وكأنّ الأحداث المأساوية في الأسابيع الماضية لم تكن كافية لأن ترمّم الصّدع الفلسطيني.

ولذلك، رأى خادم الحرمين الشريفين أنّ من واجبه الديني أن يذكِّر إخوته الفلسطينيين بحق بعضهم على بعض، وأن ينبذوا عن أنفسهم الشيطان الذي يحرص تمام الحرص على التحريش بينهم، وزرع الأحقاد في قلوبهم، أملاً في إضعافهم أكثر فأكثر، والمستفيد الأول والأخير هم أعداء الأمّة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني المجرم.

فمتى يستيقظ الإخوة في فلسطين؟ وما الذي يمكن أن يوقظهم، إن لم توقظهم الأسابيع العجاف الماضية؟ ألم تكن مشاهد الضحايا والدمار كفيلة بأن ترقق قلوب الفلسطينيين بعضهم على بعض، أم أنهم ينتظرون أحداثاً مأساوية أخرى يكون فيها الشر أعظم والبلاء أكبر؟!.

***






















 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد