حاول إداري كرة في أحد الأندية السخرية من رغبة اللاعب عيسى المحياني في الانضمام للهلال فقال: (ربما هم (يقصد الهلاليين) وعدوه باللعب للمنتخب..!!). وهذا القول من ذلك الإداري لم يكن مجرد سخرية وحسب ولكنه غمز ولمز بأن نادي الهلال يمتلك نفوذا لضم هذا اللاعب أو ذاك لصفوف المنتخب. وهذا الغمز من ذلك الإداري لا يقدح في الهلال بقدر ما يقدح في اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات.
أما إذا تعاملنا مع ذلك التصريح بعمق فيما يخص الهلال، فنجد أن صاحبه محق تماما وأيده في ذلك سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال عندما قال: إن نادينا موصل سريع للاعبين لصفوف المنتخبات بفضل ما يهيئه النادي من بيئة كروية صحية يجد فيها اللاعب أقصى درجات الرعاية والاهتمام إداريا وتدريبيا، ومن خلال هذه البيئة تنطلق موهبة اللاعب وتتفجر طاقاته ويحلق في سماء الإبداع.
وبالفعل، فالهلال من أفضل الأندية إن لم يكن أفضلها على الإطلاق الذي يهتم باللاعب ويوفر له كل أسباب التطور الفني بما يهيئه من إمكانات تدريبية عالية المستوى ومن اهتمام ومتابعة إدارية واعية ودقيقة، ومن توفير حوافز مالية تحقق متطلبات اللاعب وتطلعاته، وكذلك ما يجده اللاعب في النادي من دافعية معنوية تجعله في حالة رغبة جامحة ومستمرة في صعود درجات المجد، بالإضافة إلى نقاء الأجواء في البيئة الزرقاء؛ حيث يتنفس اللاعب الحب ويمارس صدق الانتماء، فضلا عن ذلك ما يجده اللاعب من زخم جماهيري يذهله أينما حل أو ارتحل في كل شبر من بلادنا الغالية. أما ما يعادل تلك العوامل في تحقيق الدافعية للاعب الهلالي فهو تاريخ النادي المرصع بالذهب وأمجاده التي بناها عبر أجياله المتعاقبة والتي جعلت من اسم (الهلال) علامة كروية مسجلة في قمة صفحات المجد المحلي والعربي والقاري. وهذا التاريخ الناصع أدخل كل جيل هلالي في تحد مع الجيل الذي قبله. فلاعبو الهلال لا يتنافسون مع لاعبي الأندية الأخرى وإلا لرأيناهم قريبين في تاريخهم وبطولاتهم وإنجازاتهم من الآخرين، ولكن فريق الهلال عبارة عن أجيال تتنافس مع بعضها، وهذا سر من أسرار عظمة هذا النادي ورقيه وابتعاده بمقدار الضعف في عدد بطولاته عن أقرب من يزعمون منافسته.
فالهلال في رأيي لا منافس له من خارج أسواره فهو حالة خاصة، لا ينافسه إلا هو. ولا ينافس الفريق الأزرق الحالي إلا جيله السابق. وهذه أصعب درجات المنافسة وأجملها.
