Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/02/2009 G Issue 13277
الثلاثاء 08 صفر 1430   العدد  13277
الحبر الأخضر
رالي حائل وصناعة النجوم
د. عثمان بن صالح العامر

 

مشكلتنا محلياً خاصة في بعض المناطق أننا لا نعرف كيف نصنع النجم!!، ولا نملك المشروعات المؤسساتية التي بها ننمي الملكات ونصقل المواهب بل إننا -وللأسف الشديد- نثبط عزائم ذوي الهمم العالية ونضعف أصحاب النفوس التواقة، نقتل وندمر في ذوات أبنائنا الصغار وطلابنا النجباء النجومية المرتقبة، نجتثها من جذوها ونحن لا نعلم!!، نسلب الثقة من نفوس النشء بكل بساطة وبلا مبالاة!!، ولذا قد يكون لدينا في بيوتنا في مدارسنا من يمكن أن نطلق عليهم مشروعات للنجومية ولكن لا أحد يعبأ بهم أو يلتفت لهم سواء أكانت النجومية المتوقعة نجومية في الدعوة وحسن الإلقاء، أو في التمثيل والإنشاد، أو في الابتكار والاختراع، أو في الرسم والتصميم، أو في القيادة والإدارة، أو في التفكير والتخطيط، أو في العلاقات والإعلام أو في الفن والرياضة أو... ومن يبدع ويسطع نجمه فمن نفسه وخارج حدود منطقته أو بدعم ومساندة من خارج المنطقة وللأسف الشديد، ولقد لاحظ هذا السلوك المتوارث والتفت إلى هذه الإشكالية المجتمعية المعقدة البعض من أصحاب الفكر النير والرأي السديد أمثال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل الذي عرفت عنه جودة التفكير وعمق النظرة وسعة الأفق وحسن الرأي، وكانت نتيجة التفكير والمدارسة في هذه الإشكالية المتجذرة احتضان الرالي وتنظيمه في النفود الكبير بمنطقة حائل وذلك من أجل صقل المواهب وتنمية القدرات والاستفادة من طبيعة المنطقة وتوظيفها في جلب رؤوس الأموال والتنمية المستدامة، وبارك هذه الخطوة ودعم هذا المشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والهدف من هذا المنشط الموسمي كما جاء على لسان سمو أمير المنطقة في أكثر من مناسبة ليس الرالي بحد ذاته مع أهميته عند المختصين والمهتمين بمثل هذا النوع من الرياضة بل إن الهدف أكبر من ذلك بكثير، ولو كان الهدف محصوراً في تنظيم هذا السباق العالمي لتمت الاستعانة بإحدى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم المناسبات الرياضية وأسندت لها هذه المهمة حسب ما هو متعارف عليه دولياً، واليوم وبعد مضي أربع سنوات من التجربة يمكنني القول إن هذا الحدث المتكرر أكسب أبناء المنطقة الثقة وصار بكل ملامحه وبجميع أبعاده بمثابة دورة تدريبية إعلامية وإدارية وقيادية واقتصادية ورياضية لأبناء المنطقة علاوة على أنه قرب الهوة بين المحلية الموغلة في الانكفاء على الذات والعالمية بكل ملامحها المختلفة. فالتشيكي والبريطاني والإماراتي والقطري والسعودي الذي جاء من الرياض أو جدة أو القصيم أو المنطقة الشرقية يقف جنباً إلى جنب مع راعي جبه والعليم وقناء وأم القلبان و... أهل النفود في المنطقة، ولكن السؤال المهم هنا: هل هذا النشاط وما يبذل فيه من جهد صنع لنا نجوماً في هذا النوع من أنواع الرياضة المعروفة؟، نعم لقد أوجد فرق عمل متميزة في الإدارة والتنظيم والتغطية الإعلامية والعلاقات العامة ولديها القدرة - في ظني - على تنظيم أي مناسبة تحتضنها المنطقة بل وحتى خارج المنطقة، وهذا بحق مكسب كبير يستحق الإشادة والشكر، ولكن السؤال الذي يدور اليوم. لقد برز في رالي حائل السنوات الماضية نجوم في ميدان التنافس على المراكز الأولى من أبناء المنطقة حظوظهم في هذا العام أقل بكثير عما كانت عليه في الأعوام الثلاثة الماضية.. لماذا، أين هم هذا العام، بل أين هم عن المشاركات العالمية والعربية؟ السبب في ظني يعود لما أشرت إليه أعلاه (نحن مجتمع لا يحتفي بالمبدعين ولا يشجع المبرزين) لقد سأل مقدم قناة الرياضية المتسابق يزيد الراجحي الحائز على المركز الأول في هذا السباق عن أولئك الذين يقفون خلف هذا الإنجاز المتميز فقال: إنهم كثر وعلى رأسهم الجمهور الذي يشجع ويدفع لبذل الجهد، والفريق المساند مهم للغاية، وطبعاً الملاح المرافق له دور مهم جداً لتحقيق النجاح، والسيارة وفريق الصيانة و...(إنها بإيجاز حلقة متكاملة تصنع النجومية).. أبناء المنطقة -وللأسف الشديد- يصنعون أنفسهم بأنفسهم وليس هناك من يدعمهم من رجال المال والأعمال إلا ما ندر ومثلهم كثر في مجالات الإبداع والتميز المختلفة ولذا تموت النجومية وتؤد في مهدها - وللأسف الشديد- إن الاستفادة من الرالي في تنمية روح الإبداع مشروع ما زال قائماً ومن أراد أن يتقدم خطوة للأمام فمن الآن استعداداً للعام القادم ومشروعات النجومية في المملكة كثر وحقها الدعم والمباركة والتحفيز من قبل القطاع الخاص والجمهور والكلمة الطيبة صدقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد