Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/02/2009 G Issue 13277
الثلاثاء 08 صفر 1430   العدد  13277
أهلاً بالزعيم التركي

 

الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي عبد الله غول إلى المملكة اليوم ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في غاية الأهمية سواء فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، أو فيما يخص قضايا المنطقة والعالم.

ففيما يخص العلاقات الثنائية فإن هذه الزيارة تأتي بعد زيارتين للملك عبد الله إلى تركيا في عامي 2006، و2007. وكانت زيارته في 2006 هي الأولى لملك سعودي إلى أنقرة منذ توقيع اتفاقية الصداقة والسلام بين المملكة وتركيا عام 1929م. وكانت الزيارة ولا شك نقلة نوعية وكبيرة في العلاقات السعودية - التركية. وفي تلك الزيارة أشار المليك إلى أهمية تعزيز العلاقات بين الدولتين الكبيرتين في المنطقة والعالم بقوله: (لقد تميزت العلاقات السعودية - التركية منذ أن بدأت بالعمق والحرارة وصمدت أمام كثير من التجارب عبر السنين، وأنني أشعر أن مصلحة البلدين، بل ومصلحة المنطقة بأسرها، تتطلب تعزيز هذه العلاقات ودعمها).

ومما يساعد على تطوير العلاقات بين البلدين ما يتمتعان به من خصائص مشتركة أهمها الدين والثقافة والتاريخ المشترك. فتركيا دولة إسلامية عريقة، ونسبة المسلمين فيها تصل إلى 99 في المائة. وهذه النسبة تجعل الشعب التركي البالغ عدده 72 مليون نسمة مرتبطاً عاطفياً وروحانياً بالمملكة التي تحظى بشرف خدمة الحرمين الشريفين. وهذا الدين العظيم أسهم في تشكيل ثقافة البلدين، وخلق شعورا مشتركا بوحدة المصير. كما ان الدين الإسلامي كان حاضرا بقوة في كل مفاصل التاريخ المشترك بين البلدين القديم منه والحديث.

لكن مع الأسف فإن هذه النقاط المشتركة لم تنعكس بما يطمح إليه الجانبان على العلاقات الاقتصادية فعلى الرغم من أن حجم التبادل التجاري قفز إلى الضعف خلال عامين كان في عام 2006م قد وصل إلى ثلاثة مليارات دولار ثم بلغ 6 مليارات دولار في 2008م، إلا أنه لا يزال متواضعا بالنظر إلى طموح البلدين في أن يتجاوز مبلغ الخمسة عشر مليار دولار.

وفيما يتعلق بقضايا المنطقة فإن زيارة غول تأتي بعد أحداث غزة المأساوية، واستمرار معاناة أهل غزة من الحصار الإسرائيلي، واستمرار انشقاق الصف الفلسطيني، ومطالبة الملك عبد الله الفلسطينيين بالتوحد، ونبذ الخلافات، من أجل الوقوف صفا واحدا في وجه العدو الإسرائيلي. وبالتالي، فإن بحث قائدي الدولتين للقضية في هذا الوقت الحساس من الأهمية بمكان لتنسيق المواقف، خاصة وأن الملك عبد الله قد هيأ الأجواء العربية وأشاع جوا من الارتياح إثر المصالحة العربية - العربية في قمة الكويت، وهو ما قد يساهم إلى حد كبير في مساعدة الفلسطينيين.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد