Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/02/2009 G Issue 13277
الثلاثاء 08 صفر 1430   العدد  13277
العجلان العزيز الغالي الذي فقدناه
د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان

 

(لا حول ولا قوة إلا بالله) أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك وقدرك يارب العالمين. انتقل إلى رحمة الله تعالى سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد العجلان عضو مجلس الشورى ووكيل وكالة الكليات للبنات سابقاً في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء الموافق 1-2-1430 هـ الموافق 27-1-2009م.

فإن المجتمع المتحضر يربي ليقيم أبناء بررة يحملون مشعل التقدم والرقي ويمضون بها قدماً نحو مستقبل أفضل واعد يحدوهم في ذاك ما حباهم الله به من موهبة وذكاء عبقري.

وهؤلاء النفر من الناس يحق القول بأنهم بمثابة نماذج رائدة في المجال العلمي والخدمي والإبداعي والثقافي حيث إن هؤلاء الرواد قد أعطوا المثل في العمل الجاد والإبداع المهني والتقدم العلمي وليس هذا انكباباً على الذات بل عمل جماعي منسجم مع أهداف المجتمع، متجانس مع ثقافته، متوازن مع غاياته ومقاصده السامية. ويمكننا القول - عن يقين - إن هؤلاء النفر حملوا أمانة تنمية المجتمع وتضييق مسافة التقدم بينه وبين من سبقونا في مضمار التقدم والنهوض بالمجتمع وتطوره. وحقيقة كل في مجال عمله قد حققوا قدراً كبيراً من النجاح الإنساني، لذا ينبغي على الجيل اللاحق أن يتعرف خطاهم وسيرهم وما وصلوا إليه وما هو باق ليكملوا المسيرة تحت مظلة ثقافتنا وثوابتنا الملهمة لنا بالمضي قدماً للتعامل بالند مع شئون العالم في مجالات أدائية تتوافق مع مصالحنا وغاياتنا وقيم وأخلاقيات مذهبيتنا وثقافتنا. هؤلاء النفر من الناس المخلصين الأوفياء هم الذين شاركوا بفكرهم وخبرتهم بإحداث نقلة حضارية مشهودة في مؤسسات آلية الدولة العصرية الحديثة بما لها من قوى تنظيمية وإمكانات مادية وبشرية فاعلة ووحدة إرادة وغايات واضحة وعلاقات حسنة وطيبة على الصعيد الإقليمي والدولي على السواء لما لها من مكانة طيبة وحضور جيد مرموق ليس على الصعيد السياسي فحسب بل يتخطاه إلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وأيضاً على صعيد وسائل الاتصال الجماهيري، وهذا هو مرتكز أساسي في علاقاتنا وسياساتنا الدؤوبة الخارجية التي لا تخضع لإملاءات أحد كائن من كان، ولا يهمنا إلا الصالح المشترك والجوار تحت مظلة الثوابت والروابط والعلاقات التاريخية وهذا هو المحور الأساسي كما سبق القول. وفي نظر النخبة المثقفة وجماعة العمل السياسي والإعلامي - أن تصير هذه العلاقات أكثر قوة وفاعلية بوحدة الأهداف ووحدة الرأي ووحدة الصف أمام الاختراقات الثقافية. إن هؤلاء النفر من الناس العظماء نذكر منهم صاحب السعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد العجلان عضو مجلس الشورى ووكيل وكالة الكليات للبنات سابقاً (رحمه الله رحمة واسعة)، رمزاً للعطاء المتميز ونبراساً للانتماء الواثق بروحه الوثابة وفكره الطليعي الدافق المتجدد المستنير، وما له من معززات في حسن الإدارة والتنظيم وجودة التخطيط ودقة الرقابة، وذلك منذ تولي معاليه قيادة العمل.

وهكذا كان عطاؤه غزيراً في كافة المجالات في سبيل رفعة بلدنا الغالي عشقاً لترابها، وحباً لشعبها، والدفع بإمكانات تطويرها. وسوف يسجل التاريخ الوطني لسعادته وإنجازاته مآثر حقبة عاشها ونعيشها معه تمتلئ عزاً وفخراً؟ وستظل أعماله مطبوعة في ذاكرة الأجيال التي تعلمت ونالت ثمار التجربة والخبرة على يديه. فهم كانوا ينظرون إليه نظرة إجلال وتقدير واحترام لما تفرد به من ثقافة وثقة غامرة وإخلاص في العمل ليس لها حدود. وهم يسيرون معه وحوله وعلى مقربة منه روحاً وجسداً يحدوهم الصدق والإخلاص فهو الأب الحنون غفر الله له.

فأتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى كافة أسرة آل عجلان وأخص بالعزاء أبناءه وشقيقاتهم وزوجتيه، كما أخص بالعزاء أيضاً معالي الشيخ رئيس مجلس الشورى صالح بن حميد وجميع أعضاء مجلس الشورى وإلى كافة أقارب الفقيد وذويه ومحبيه وأصدقائه وزملائه، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).



fahd-a-s@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد