Al Jazirah NewsPaper Friday  06/02/2009 G Issue 13280
الجمعة 11 صفر 1430   العدد  13280

فجر قريب
ما أروعها!
د.خالد بن صالح المنيف

 

هي لغةُ الشوق وعنوان الحب ومذيبة الخلافات، سالبةُ السخائم، مسكنةُ الغضب ومصفيةُ النفوس، رمزُ الود ومنعشةُ العلاقات وجسرُ الأرواح..

نعم إنها الهدية.. وقديماً قال الشاعر:

هدايا الناس بعضهم لبعض

تولد في قلوبهم الوصالَ

وتزرع في الضمير هوى وودًا

وتلبسهم إذا حضروا جمالا

وتأثيرها في الناس أمرٌ بين جلي وأثرها المحسوس في المشاعر لا نقاش فيه وأكدت أدبيات الشرع هذا، وقد جاء في حديث سيدنا - صلى الله عليه وسلم - (تهادوا تحابُّوا).. وإليك أيها العزيز بعض ذوقيات الهدية:

1- قبل أن تُهدي صفِ نيتك واخلص مقصدك حتى لا يفوتك الأجر والثواب.

2- من الحكمة تلمّس حاجة الشخص المُهدى إليه ومناسبة الهدية للعمر والجنس والاهتمام.

3- عدم تحميل النفس ما لا تطيق بالمبالغة في قيمة الهدية فهي ذات معنى معنوي أكثر منه مادي.

4- أهم من الهدية طريقة تقديمها كما يقول الفيلسوف بياركورنيل، فالابتسامة الدافئة لحظة التقديم وكذلك الاهتمام بتغليفها واختيار الألوان المناسبة والعلب الجميلة يضفي قدراً من الروعة والتشويق.

5- من الذوق ألا تهدي الآخرين ما سبق أن أهدي إليك كما يفعل الكثير من النساء من تكديس لهدايا ما بعد الولادة ومن ثم إعادة تصديرها!

6- لا تقم بفتح الهدية أمام المُهدى إليه لأنها إشارة تلهف لسماع الانطباع وهذا يزهد في الهدية.

7- احرص على أن تكتب كلمات عذبة في كرت أنيق ترفقه بالهدية تعبر فيها عن مشاعرك كأن تكتب هذا البيت مثلاً:

لو كان يُهدى إلى الإنسان قيمته

لكان يُهدى لك الدنيا وما فيها

أو تكتب حينما تهدي زوجتك عطراً: (أيها العطر خرجت من أزهارك وعندما تنسكب عليها ستعود إلى ما هو أجمل من تلك الأزهار, اذهب إليها وتعطر بمس يديها وعبير أنفاسها وكن رسالة حبي لها).

8- يُهدى الرجل عادة قلماً أو محفظة ومسبحة أو عطراً أو ساعة والمرأة مجوهرات وساعة وعطراً ولا شيء يعادل الورد عندها.

9- الحرص على رفع ملصق الثمن عن الهدية.

10- إذا أهدي إليك ورد فبادر بوضعه في مزهرية في مكان بارز في غرفة الجلوس مستنشقاً عبيره منتشياً به منبهراً من جمال ألوانه.

11- لا تُهدي نقوداً إلا حال علمك بالحاجة الماسة للمهدى إليه ويوضع المبلغ في مظروف، وإلا فالهدايا العينية أرسخ في الذاكرة وأقوى أثراً.

13- من علامات اللؤم والخفة تذكير المهدى إليه بالهدية حال حدوث خلاف وشقاق فاحذر أن تكون ممن يمن بالعطاء

* أما المُهدى إليهم فتلك بعض الذوقيات الخاصة بهم:

1- عندما تُهدى حلوى أو ما يؤكل فمن الذوق تقديمه للضيوف في نفس المناسبة وعندما تُهدى ما يلبس فمن الروعة أن ترتديه عند أول لقاء بينك وبين المهدي.

2- إذاكانت الهدية شيئاً عينياً فبادر بفتحها مبدياً إعجابك ومظهراً سرورك بها ولا تنس أن تعاود شكر المهدي برسالة خلال 24 ساعة.

3- من قلة الذوق ما يفعله بعضهم حينما يُهدى شيئاً فيقول لو كانت كذا أو لو كان ذلك اللون أو ذاك الموديل أو لو سألتني قبل أن تأتي به!!! فهذا مما يكسر الخواطر وكابح قوي عن الإهداء مستقبلاً.

4- أصحاب الذوق الرفيع هم من يبادلون العطاء بعطاء فجميل منك أن ترد الهدية بعد زمن على ألا تكون من نفس جنس ما أهديت، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا لله حتى تروا أنكم قد كافأتموه)، وفي المقابل إذا كنت أنت من أهدى فلا تنتظر ثمناً أو مقابلاً فهي حبل ود وليست ديناً!

* وأخيراً فالهدية لا تقتصر على الماديات فحسب, فأن تحفظ سراً وتشارك أحدهم فرحاً أو هماً أن تبتسم وأن تضحك لطرفة سمعتها للمرة الثانية، أن تسمح لأحدهم بتجاوزك في طابور، أن تداعب أو تصغي لطفل وتقبّل رأس شيخ, تلك هي أثمن الهدايا

ومضة قلم

أنا لا أنظر لقيمة الهدية, ولكن إلى القلب الذي قدمها!

* * *

khalids225@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد