Al Jazirah NewsPaper Friday  06/02/2009 G Issue 13280
الجمعة 11 صفر 1430   العدد  13280
إصلاح لا بد منه

 

تشارك المملكة في مؤتمر دولي بإيطاليا لبحث سبل إصلاح منظمة الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي بمشاركة نحو 80 دولة. وهو مؤتمر دولي مهم، ولكن الأهم أن يخرج بنتائج قابلة للتنفيذ من أجل إصلاح هذه المنظمة العتيقة.

إن مشكلة مجلس الأمن الدولي وهو أحد أهم مؤسسات هيئة الأمم المتحدة هو أن تشكيله لا يعكس الواقع الدولي اليوم، وإنما هو إفراز لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أي منذ ما يصل إلى 64 عاماً. وبالتالي، فإن هذا المجلس أصبح عقبة من عقبات الأمن الدولي بسبب طغيان ما يسمى الفيتو، وخاصة الفيتو الأمريكي على قرارات هذا المجلس القديم والمتهالك.

فمجلس الأمن الدولي خاضع لسياسات المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، وهذا ما تفرضه سياسة القوة، فالقوي يفرض رؤيته على الضعيف. إلا أن القوة والضعف أمران نسبيان ومتغيران مع تغير الظروف المحيطة، وتبدل عوامل الضعف والقوة. فأمريكا اليوم مثلا، ليست كأمريكا المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بل إنها ليست كأمريكا قبل عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن!. فإن كان التغير قد يحصل في غضون سنوات قليلة، فكيف يكون مدى التغير في خلال نصف قرن!.

ولقد أثبتت الأحداث المتوالية أن مجلس الأمن صار حكرا على الدول الخمس الدائمة العضوية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. وقراراتها تصدر وفقا لمصلحة هذه الدول، وليس لمصلحة الأمن الدولي بالضرورة. بل إن بعض هذه الدول وقفت ضد قرارات مصيرية كان يمكن لو صدرت أن تساعد في تحقيق شيء من الأمن، وليست أحداث غزة عنا ببعيدة. فأمريكا وقفت قلبا وقالبا مع إسرائيل المعتدية، وسمحت لها بمواصلة العدوان على الأبرياء دون أن يتحرك الضمير الأمريكي قيد أنملة. وهذا شأنها، وسيحاكمها التاريخ، ولكن المصيبة أن تتحكم أمريكا بقرارات النقض وبأساليب الضغط على قرارات هذه الهيئة الدولية التي يفترض لها أن تعالج كوارث العالم، وتنصف المظلومين، وإلا فإنه وجودها غير ذي جدوى، واستنزاف للأموال فحسب!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد