Al Jazirah NewsPaper Friday  06/02/2009 G Issue 13280
الجمعة 11 صفر 1430   العدد  13280
الرئيس التركي عبدالله غول في مؤتمر صحفي عقب اختتام زيارته للمملكة:
علاقاتنا بالمملكة قوية وتتسم بالشفافية بما يخدم قضايا الأمة

 

الجزيرة - عوض مانع القحطاني:

امتدح فخامة الرئيس التركي عبد الله جول العلاقات السعودية - التركية وقال انها علاقات قوية وتتسم بالشفافية والوضوح وبما يخدم قضايا الأمة العربية الإسلامية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده فخامته مع وسائل الإعلام السعودية حيث رحب بهم وقال: لا شك في اهمية هذه الزيارة التي أقوم بها إلى المملكة على رأس وفد كبير من المسؤولين الأتراك ورجال الأعمال والالتقاء بالأخوة الأصدقاء في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، موضحا أن المباحثات التي تمت بين البلدين كانت ناجحة وحققت أهدافا كثيرة وأن العلاقات بين البلدين تتقدم بشكل قوي وسريع في كل المجالات خاصة بعد الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لتركيا، وها نحن اليوم في المملكة لدفع هذه الأخوة وهذه العلاقات وهذا التعاون إلى الأمام وإلى المزيد.

وأوضح الرئيس التركي أن المباحثات السعودية - التركية تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين والقضايا الأساسية، مشيرا إلى أن البلدين مهمان في المنطقة، فالسعودية حامية للحرمين الشريفين ولها ثقلها الإسلامي وتركيا عضو في الناتو وتحاول هاتان الدولتان لما لهما من ثقل على الاستمرار في دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط إلى الأمام وجعل هذه المنطقة مستقرة، مؤكدا أن الاستقرار والأمن في حياة الشعوب أمران مهمان لذا يجب أن نعمل مع المملكة كتفا بكتف لمنع الاضطرابات في المنطقة.

وأوضح الرئيس التركي أن المباحثات مع القادة السعوديين قد ركزت على تناول جوانب عدة من القضية الفلسطينية وعملية التشرذم والتفكك بين القيادات الفلسطينية، وما يمكن عمله لتحقيق المصالح وإعادة المياه إلى مجاريها من الأشقاء الفلسطينيين لخدمة قضيتهم.

وعن المباحثات الاقتصادية بين البلدين أوضح غول أن المباحثات ركزت على رفع مستوى التبادل التجاري من 5 مليارات دولار إلى 10 مليارات دولار، وما يجب أن نسير فيه بين البلدين الصديقين من خلال الاستثمارات المتبادلة بين الطرفين.

فإننا دعونا رجال الأعمال في البلدين إلى الزيارات المتبادلة ودعم هذا التوجه مؤكدا أن السعودية تعتبر من الدول التي استطاعت بالفعل تحويل الأزمة العالمية التي حصلت في العالم إلى أزمة قليلة الضرر في بلدها، لذلك تعتبر من البلدان المستقرة ونحن نهنئ القيادة السعودية على هذه الإنجازات التي حققتها في بلدها، كما أننا فخورون بثقة هذه البلاد برجال الأعمال الأتراك الذين سوف يشاركون ويساهمون في دفع عملية التنمية في هذه البلاد، وامتدح الدور الذي يقوم به مجلس الشورى في البلدين من دعم لهذه المسيرة. وسرني جدا أن أكون أول رئيس دولة إسلامية يحضر لمجلس الشورى السعودي ويخاطب المجلس عن تطلعات البلدين في دعم كل القضايا بما يخدم المصالح المشتركة بما يزيد من حجم التعاون بين البلدين.

وبين الرئيس التركي أن الوفد التركي قام بزيارة العديد من المنشآت في المملكة وخاصة العلمية والتعليمية وهذا يدل على أن التعاون ليس فقط في المجال التجاري أو السياسي بل هو في شتى مناحي الحياة في مجال الأبحاث والتعليم والتراثية وبوجود الكوادر التعليمية في جامعة الملك سعود.

وأكد الرئيس التركي أن ما يزيدنا فخرا وعزا أننا قمنا بزيارة المصانع الحربية في الخرج برفقة سمو الأمير خالد بن سلطان حيث قمنا بزيارة موقع مركز تطوير الناقلات المدرعة التي هي ثمرة من ثمرات التعاون بين البلدين، ورأينا كيف يتم تطوير هذه المدرعات بأيدي طاقات سعودية تركية جنبا إلى جنب، ولمس أعلى مستوى في الجودة والتقنية الحديثة.

وحول سؤال عن تأثير موقف تركيا من إسرائيل على علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي أوضح غول أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لم تتأثر بموقف تركيا من دعم قضية غزة.. والمفاوضات تجري حالياً على قدم وساق لدخول تركيا هذا الاتحاد، وأوضح أن دعم تركيا هو لدعم الشعب الفلسطيني ونحاول أن نخفف من معاناته وألمه وهذا واجب علينا.

وحول سؤال عن أن إيران تشكل خطرا على المنطقة وما يمكن أن تقوم به تركيا.. أوضح أن إيران مهمة ودولة صديقة بالنسبة لتركيا وهي من دول الجوار للمنطقة وخلال مباحثاتنا معهم نؤكد على وجوب تعزيز التعاون مع دول المنطقة والحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة.

وعن الدور الذي تلعبه تركيا في منطقة الشرق الأوسط بين الرئيس التركي قائلا: نحن ندعم السلام ومبادرة السلام في الشرق الأوسط وندعم المشكلة الفلسطينية باعتبارها من أهم المشكلات في الدنيا كلها، لذلك عندما نساعدهم فإننا نريد لهم الاستقرار نريد أن تكون لهم دولتهم جنبا إلى جنب مع إسرائيل.. وكذلك توجهنا أن نرسم السلام بين سورية وإسرائيل وبين إسرائيل ولبنان وهذا ما نعمل عليه.

وحول سؤال ل(الجزيرة) عن إنشاء مجلس تنسيقي بين تركيا والمملكة لدعم مسيرة التعاون بين البلدين أوضح فخامته قائلا: العلاقات السعودية - التركية هي على أعلى مستوياتها في كل المجالات ونحن نعمل على جعلها نموذجية أكثر فأكثر، وقد وقعنا على عدة اتفاقيات مهمة بين البلدين من خلال قطاعات مختلفة ونسعى حالياً لإنشاء مراكز تجارية في كل من الرياض وجدة.

وعن سؤال آخر لـ(الجزيرة) في حالة مواصلة إسرائيل ضرب الفلسطينيين فهل سوف تقطع تركيا علاقاتها مع إسرائيل؟

تركيا كدولة موجودة في المنطقة ترى المشكلات من حولها فهي تحاول حلها بالطرق الدبلوماسية والعقلانية ومن المهم جدا قبل ذلك محاولة حقن الدماء فلذلك لدينا سياسة واضحة نحاول أن نعمل عليها وهي سياسة صحيحة، كما أن المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تعتبر منطلقا نعمل عليه لتهدئة الأمور.

وحول سؤال هل تم الاتفاق بين المملكة وتركيا على تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط.. وما الذي يمكن أن تفعله تركيا بعلاقاتها مع إسرائيل؟

نعتقد أن مبادرة الملك عبد الله التي أطلقها في بيروت هي الحل الوسط لحل مشكلات الشرق الأوسط.. كما يجب علينا كشعوب في هذه المنطقة ألا نترك الإدارة الأمريكية الجديدة فهي التي نعول عليها لحل مشكلاتنا، يجب علينا أن نساهم وأن نساعد هذه الإدارة لدفع عملية السلام في المنطقة.

وأوضح الرئيس التركي ان علاقة بلاده مع إسرائيل يجب أن نقيمها ونستثمرها جميعا وأن نسعى لاستخدام هذه العلاقات من أجل توظيف السلام في المنطقة، وبين أنه لو لم تحدث أحداث غزة لقطعنا شوطا كبيرا في حل كثيرا من المشكلات بين العرب وإسرائيل ونحن سنواصل لحقن الدماء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد