Al Jazirah NewsPaper Friday  06/02/2009 G Issue 13280
الجمعة 11 صفر 1430   العدد  13280
لما هوآت
فضاءات أعلى...!
خيرية السقاف

 

لي صديقة شغوفة برياضة كرة القدم.., ولها فريقها المفضّل، لا تقف معلوماتها في هذه اللعبة عند حدوده، بل لكي تنافح عنه في نجاحه وتقدمه أو في إخفاقه وتأخره.., فهي تعي تماماً ما لا بد أن يؤديه مسؤولوه من استقطاب لاعبين محترفين له أو مدربين معترف لهم بالمهارة، وتتابعه في الملعب متى عليه الهجوم ومتى عليه أن يتخلّى عن خطة ما داخل الملعب، أو تغيير لاعب في الوقت المناسب, ثم هي على دراية بقضايا اللعبة وأحكامها، وبخطط اللعبة واللعب في الموقع, وبحركة أقدام اللاعبين, وبمتى يحصدون الكروت الصفراء والحمراء، ومتى يحق لهم الضربات المجزية والركنية، وبما هو موقف الفرق الأخرى وعلاقاتها بفريقها، فتشجع الفريق المتآلف معه، وتتحمس ضد الآخر, كما هي لسان محلّل للنتائج توقع الأحكام على ما كان صائباً أو العكس, وفي الليلة التي يواجه فيها فريقها مصيراً مرحلياً أو انتقالياً ليحقق بطولة ما أو يكسب نقاطاً في صالح مسيرته على كأس وطني أو عربي أو دولي تكون مشمرة للدعاء، متأملة في مؤآزرتي لفريقها, وأذهب في حيرة بين أن أميل حيث أشجع فرق أبنائي أو فريقها.. فلا أحد في بيتي يشجع فريقها.. لكنها صديقة مقرَّبة صادقة ومخلصة.. ذلك الحد الذي أوقفني للتفكر.. ليس في مدى تفضيل لاعبين تنصب عقولهم في متابعة حصاد أقدامهم، ولا لأي الفرق يمثّلون فوق رقعة من الأرض تتاح في كل مرة لغيرهم، دون أن تنسب لهم وحدهم..، ولا لمن ينتمي تشجيعاً أبنائي وصديقتي.., بل فيما أخذت هذه اللعبة من قدرة السيطرة على وجدان الشرائح الكثيرة، بل الغالبة بين الناس في المجتمع وتحديداً العربي.. فيما لم يستطع غيرها أن يجتذبهم بمثل أو أقرب من جاذبيتها فيوظّف جلَّ ميولهم لنحوٍ يقلّل من أهمية هذا الاندفاع لها.. ليكون البديل في صالح المنجزات الأكثر أهمية في بناء العقول لتبتكر للحياة قيمة ترقى قليلاً عن الأقدام...

فيما لا ننكر أن القدم هي مركبة السفر, وأن السفر هو بوابة الوصول, وأن الوصول هو سعة الخيارات، وأن الخيارات تقابل تنوّع البشر وتوافق رغباتهم وقدراتهم ومهاراتهم.., وهناك تنبت ذرات عجين الحياة لعمار أرضها... وأفران أرغفة غذائها..

ثمة دعوة ثلاثية، لفريق صديقتي للفوز ولفرق أبنائي... والثالثة الأخرى أن تنبسط طرق السفر للعقول نحو الفضاءات الأخرى المقابلة لفضاءات مساحات ملاعب كرة القدم.. فثمة تحليق أبهى للأعلى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد