Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/02/2009 G Issue 13281
السبت 12 صفر 1430   العدد  13281
المستثمرون يلهثون خلف الدولار الأمريكي والين الياباني
شبح خفض الفائدة في أوروبا يظهر من جديد!

 

بعد تصريح البنك الفدرالي الأمريكي عن تثبيت سعر الفائدة ورغبته في القريب العاجل بشراء سندات خزينة (طويلة الأمد) وتلويح المركزي الأوروبي والمركزي البريطاني بخفضها، ومع خيبة أمل تجار أسواق العملات من منتدى دافوس الذي لم يفلح حتى بتشخيص المشكلة التي أصابت النظام الرأسمالي فضلا عن إيجاد الحلول الناجعة لها اختار المتداولون العملات الأقل مخاطرة والتي مازالت تتمتع بدعوم سعرية شهرية ومناعة لا بأس بها من الأخبار السلبية.

الدولار الأمريكي

هدوء ملحوظ يصيب الوول ستريت هذه الأيام اتضح ذلك من ضعف عمليات الشراء عند ملامسة حاجز 8000 نقطة لمؤشر الداو جونز، يبدو أن المستثمرين لم يقطعوا الأمل من موافقة الكونجرس الأمريكي على خطة أوباما التحفيزية ظنا منهم بأن الجمهوريين لن يشكلوا عقبة كبيرة أمام السلطة التنفيذية لا سيما أن الاقتصاد الأمريكي سجل انكماشا في الربع الرابع من عام 2008م بلغ 3،8% مقارنة بما هو متوقع عند 5،5%، ومع تزامن الإعلان عن بيانات اقتصادية سلبية جديدة مع جني للأرباح في أسواق الأسهم العالمية وجد تجار هذه العملة أنه من الأفضل الاحتفاظ بالدولار مثلما احتفظ تجار الأسهم الأمريكية بأسهمهم.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

أصبح الحاجز النفسي 1،30 للزوج بمثابة مقاومة صلبة رغم وجود محاولات عديدة لاختراق هذا المستوى نهاية الأسبوع الماضي اتضحت بين 1.28 و1.30 ومما يؤكد فشل هذه المحاولات هو تفاؤل تجار الأسهم الأمريكية بقرارات مرتقبة من الفدرالي الأمريكي، ومما يدل على أن مستوى 1،2327 سيتم زيارته هو النتيجة السلبية لمعدل البطالة لشهر كانون الأول التي بلغت 8% مقارنة بالقراءة السابقة 7.8%. من جهة أخرى المركزي الأوروبي يلوح بتخفيض لسعر الفائدة نصف نقطة إلى 1.5% مما سيحفز المستمثرين من التخلي عن اليورو إجمالا خاصة أمام الدولار الأمريكي وها بدوره سيدفع بالزوج إلى تداولات قد تستقر عند مستويات 1.22 خلال جلسات الأسبوع المقبل. وبما أننا في بداية شهر جديد لابد من الإشارة إلى أن 1.1851 تشكل دعم رئيسي لشهر فبراير خاصة أن المحرك الرئيسي لهذا الزوج هو التحليل الفني بعدما أصيب تجاره بالسأم والملل من البيانات الاقتصادية التي تارة تأتي من منطقة اليورو وتارة تأتي من الولايات المتحدة.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

خيبة أمل طالت المناصرين لعملة الجنيه اللذين استنجدوا بارتداد سعري مؤقت لم يستطع التجار منهم من التجرؤ واختراق منطقة 1،4644 مما يدل على أن بيانات ثقة المستهلك لشهر كانون الثاني GFK والتي سجلت تراجعا -37 مقارنة بانخفاض -33 كانت ناجعة في التأثير سلبيا على الحركة السعرية، ومع توقعات شبه مؤكدة بأن يخفض المركزي البريطاني سعر الفائدة إلى 1% فإنه يمكن لنا فنيا من أخذ الحيطة والحذر من كسر القاع الشهري السابق عند 1.4051 لحظتها سيكون الجنيه الإسترليني من أخطر العملات تداولا في الفترة القادمة.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

معركة طويلة وصعبة حكم عليها هذا الزوج يبدو أن الزمن في حيرة من أمره لا يملك فيها القرار الحازم ولكن من وجهة نظري أعتقد بأن الدولار سيجر الين إلى مستويات 79.61 في الأسابيع القليلة القادمة بعدما فشل الين في اختراق 89.75 مما يدل على أن معدل البطالة كان السبب الرئيسي وراء ذلك حيث وصل إلى 4،4% لشهر ديسمبر مما ساهم في وجود 2،7 مليون عاطل يعيش على أرض اليابان، إضافة إلى أن مؤشر النيكاي الياباني يبدي تماسكا عند حدود 8000 نقطة تفاعلا مع خطة التحفيز للسوق الائتمانية وها بلا شك لا يسير لصالح عملة هذا البلد، وعليه يمكن أن نتوقع فنيا تداولات ضيقة بين 87 و89 خلال الأسبوع القادم.

اليورو

سجلت أسعار المستهلكين السنوية لمنطقة اليورو لشهر كانون الثاني 1.1% بينما كانت القراءة السابقة 1.6% مما يدل على أن معدلات الإنفاق في أوروبا لا تزال في انحدار يترتب عليها هبوط مستمر في الإنتاج الصناعي والسوق الائتماني ومع ترقب لأسعار المنتجين ليوم الخميس سيكتفي حلفاء اليورو بالارتداد المؤقت ولن يتأخروا في جني أرباحهم أمام الدولار قبل أن يفاجأهم المركزي الأوروبي بتخفيض لسعر الفائدة إلى 1.5% كما هو متوقع، حتى العملات الأخرى كالين والدولار الأسترالي ستسهم في المزيد من الخسائر على حساب العملة الأوروبية.

الجنيه الإسترليني

ارتداد مؤقت ملحوظ أمام العملات الرئيسية يليها موجة سريعة من جني الأرباح أمام الدولار الأمريكي والين ترقبا لقرار المركزي البريطاني بخصوص خفض الفائدة مما سيجعل الجنيه ضعيفا أمام العملات لرئيسية ذات العائد المنخفض، وعليه نتوقع بأن يتم ترميم البيوع المتوقعة ضد الجنيه في زوج اليورو مقابل الجنيه على أمل أن تظهر نتيجة مؤشر الإنتاج الصناعي الشهري بصورة إيجابية أو على أقل تقدير عند التوقعات.

الين الياباني

يتعامل المستثمرون اليابانيون هذه الأوقات مع الخطط الإنقاذية تماما مثلما يتعامل المستثمرون في وول ستريت، لحظة ترقب لمؤشر نيكاي الياباني عند 8000 نقطة وتخوف خاصة بعد تصريح وزير الاقتصاد بأن معدل الإنتاج الصناعي قد إنخفض 10% وفقا لقراءة ديسمبر مقارنة بالشهر السابق مع توقعاته باستمرارية هذا الانخفاض، ومع انخفاض شهية المخاطرة لدى المستثمرين في العالم قد لا نشهد عزوم قوية في صفقات البيع لهذه العملة.

وليد العبد الهادي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد