بالرغم من توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر اثنين وعشرين يوماً، إذ تم وقف إطلاق النار في يوم التاسع عشر من الشهر الماضي إلا أن تبعات العدوان وما قبله لا يزال أهالي غزة يعانون منها، فالسكان يعيشون حتى الآن معاناة في العودة للحياة الطبيعية، إذ يعانون حتى الآن نقصاً في إمدادات المواد الغذائية، وتلبية حاجياتهم الأساسية من مياه الشرب، كما أن إزالة ومعالجة آثار العدوان الإسرائيلي تحاصر المواطنين الفلسطينيين في غزة في حياتهم اليومية، فمياه الصرف الصحي بما تحمله من مشاكل معيشية وصحية وبيئية، بالإضافة إلى ما تثيره (المياه الآسنة) التي تطلقها مياه المجاري من روائح تزكم الأنوف وتجعل الحياة صعبة للسكان المفروض عليهم التعايش مع مثل هذه الحالات الشاذة، إضافة إلى ما تسببه من أمراض أقلها مرض (الكوليرا) وتلبكات المعدة، والطفح الجلدي وأمراض متعددة، كما أن بقاء مثل هذه المشاكل دون حلٍ ولزمن طويل يصعب معالجتها لتراكم مثل هذه الأزمات الصحية والبيئية. كما أن التدمير الذي تعرضت المنازل والمباني والأبراج السكنية ومنشآت البنى الأساسية قد خلف آلاف الأطنان من الأتربة والأحجار وهي بدورها تدمر البيئة وتخرب الجو ومناخ قطاع غزة عموماً.
جميع هذه المنغصات والإشكاليات تفرض على الجميع وأولهم المهتمون باسباغ العدالة والحقوق الإنسانية للشعوب، وعلى أصحاب القضية وفي هذا الشأن على الفلسطينيين أولاً وعلى العرب ثانياً تسريع إعادة أوضاع قطاع غزة إلى حالتها الطبيعية وإخراجها من هذه الأوضاع المأساوية التي فرضت على أهلها ومن أهمها فرض حصار جائر بإقفال المعابر التي تربط القطاع بالعالم الخارجي والتي أوصلت أهل غزة إلى حياة ضنكة. وبالتالي فإن الأولوية التي يجب أن تتضافر جهود الأسرة الدولية مع الفلسطينيين جميعاً والعرب على رفع الحصار وبأسرع وقت وفتح تام للمعابر جميعاً حتى تلبى احتياجات المواطنين وتوفر مطالب إعادة إعمار قطاع غزة من تدفق لمواد الإعمار من الحديد والمواد الأولية للبناء.
ومن هنا يأمل الفلسطينيون وبالذات أهل غزة معالجة كل المعوقات والإشكاليات التي تعترض مباحثات القاهرة خصوصاً تلك التي تهتم بالتوصل إلى عقد اتفاق هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يوقف العدوان المتكررة للإسرائيليين على غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية.. والوصول إلى اتفاق يعيد اللحمة للبيت الفلسطيني، ويعزز الوحدة الفلسطينية التي توصل إلى إنجاز حكومة وحدة وطنية فلسطينية تعالج كل الإشكاليات التي تعرقل إنجاز الاستحقاقات الفلسطينية.
