Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/02/2009 G Issue 13281
السبت 12 صفر 1430   العدد  13281
خبير اقتصادي ينتقد تأخر القضاء عليها
(عندكم وظيفة؟) تقليعة الشباب الجديدة للبحث عن العمل

 

متابعة وتصوير - عبد الله الحصان

(عندكم وظيفة؟) سؤال بريء أراد أن يعبر به أحد الشباب السعوديين عن معاناته مع البطالة ولم ينتظر الشاب الإجابة على سؤاله الذي دونه على خلفية سيارته فرد بنفسه بعبارة (ردد ياليل ما اطولك !!!!) ويبدو أن الوظيفة باتت الهاجس الذي يؤرق هذا الشاب فاستخدم سيارته ليعبر عن ذلك ويرى على حد قوله أنها أمثل طريقة يعبر بها عن مشكلته.

كاميرا (الجزيرة) لعبت دور رجل المرور واصطادت سيارة الشاب وهي تجوب إحدى الطرق بمدينة الرياض وقامت بإيقافها على جانب الطريق، وعندما ترجل من سيارته تيقن أن من أوقفه ليس برجل مرور فسألناه مباشرة ودون مقدمات عن الأسباب التي دعته لكتابة هذه العبارة على سيارته فرد بشفافية يحسد عليها دون أن يتعرف على هوية السائل فقال: بصراحة يا أخي لقد واجهت صعوبة في الحصول على وظيفة بعد تخرجي وحصولي على دبلوم في التمريض. وطرحنا عليه سؤالاً آخر هل تعتقد بأن هذا العبارة هي إعلان لطلب وظيفة؟ فرد قائلاً: (نعم لأنني لم أجد طريقة أمثل منها ولعلها تكون سبباً في الحصول على وظيفة أؤمن بها مستقبلي).

وبالاتصال على أحد الاقتصاديين للتعليق على الموضوع، قال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين: ما حدث من هذا الشاب لا يعني وجود مشكلة يعيشها هذا الشاب وإنما يعكس عن واقع يعيشه العديد من الشباب السعوديين وهو مؤشر لزيادة معدلات البطالة والتي تؤكد مؤشرات أخرى عديدة أن مشكلتها ما زالت قائمة. وأضاف البوعينين: ما حدث من الشاب يعكس تماماً حجم معاناة آخرين من البطالة التي تؤرق كاهل العصب الرئيس في المجتمع وهم الشباب.

واستغرب البوعينين التحدث عن التنافسية وعن جذب الاستثمار وإغفال جوانب مهمة كخدمة المجتمع وخلق الوظائف، مستشهداً بتجربة المجمتعات المتطورة حينما يقومون - مثلاً - بإنشاء مصانع أو شركات ويكون لها ضرر بيئي فإن الجهات الرسمية تلزم أصحاب هذه المصانع والشركات بتقديم خدمات اجتماعية وإتاحة فرص عمل تصل لمضاعفة الوظائف بينما تشهد المصانع لدينا في المملكة أقل نسبة توظيف وتصل رواتب الموظفين لأرقام متدنية وتابع: هناك قطاعات أخرى تشهد تدنياً في الأجور سواء في قطاع التعليم الخاص والذي يصل متوسط رواتب المعلمات فيه إلى 2000 ريال فقط. وطالب البوعينين بإحداث نهضة فعلية على المستوى الرسمي والشعبي لتدريب وتأهيل الشباب للقضاء على البطالة التي باتت تؤرق كاهل المجتمع ككل.

إلى ذلك هددت وزارة العمل اتخاذ أقصى العقوبات بحق أي شركة أو مؤسسة تستثمر الأزمة المالية العالمية لتسريح موظفيها السعوديين.

وقال مصدر بالوزارة ل(الجزيرة): لم يثبت حتى الآن أن قامت شركة أو مؤسسة بتسريح موظفيها كما ذكر مؤخراً بعدد من وسائل الإعلام، ولا توجد هناك أي ظواهر لقيام المؤسسات والشركات بتسريح موظفيها لهذا السبب.

وحول الاجراءات التي يمكن أن تقوم بها وزارة العمل بحق أي شركة أو مؤسسة يثبت أنها قامت بتسريح الموظفين السعوديين، أكد أن كل ما من صلاحية الوزارة ستتبعه بحق هذه الشركات التي تقوم بتسريح موظفيها من غير أي مبرر مثبت.

وحول زيادة طلبات الاستقدام وهل شهدت خلال هذه الفترة أي تغيرات، أضاف المصدر بأنه لا توجد هناك أي متغيرات عما كانت عليه في السابق.

وعالمياً تأثرت اقتصاديات الدول الكبرى بزيادة ضخمة في معدلات البطالة وخلال الأسبوع الماضي وحده أعلنت شركات أمريكية منها سبرينت وهوم ديبوت وكاتربيلر وتكساس اينسترمنتس الاستغناء عن أكثر من 60 ألف وظيفة.

كما أعلن عن خفض عشرة آلاف وظيفة أخرى. وخلال الشهر الماضي فقط أعلن عن الاستغناء عن أكثر من 210 آلاف وظيفة وبشكل عام هناك أكثر من 11 مليون عاطل في الولايات المتحدة بارتفاع 48% عن عددهم قبل عام.

ويعني ذلك أن هناك أربعة يبحثون عن عمل مقابل كل فرصة عمل في الولايات المتحدة، وأظهر استطلاع أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية أن نحو 75% من موظفي الموارد البشرية في الشركات الأمريكية يتوقعون خفض المزيد من الوظائف في الأشهر القليلة المقبلة.

وفي فرنسا نظم مئات الآلاف من العمال في الخميس الماضي إضراباً على مستوى البلاد للمطالبة برفع الأجور وحماية الوظائف سعياً لحمل الرئيس نيكولا ساركوزي على عمل المزيد من أجل العمال العاديين. ومع ذلك فإن زعماء العمال أشادوا بالإضراب الذي تميز للمرة الأولى بمساندة نقابات العمال الثماني الرئيسية في البلاد ضد الحكومة منذ تولي ساركوزي السلطة في عام 2007م.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد