Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/02/2009 G Issue 13281
السبت 12 صفر 1430   العدد  13281
عين على السوق والأخرى على (الحيالة!!)

 

بقلم - محمد بن أحمد الشدي

مرة كتبت وذكرت ذلك المثل المصري الذي يقول (إللي عنده مال محيره. يشتري حمام ويطيره).. وهذا ما يفعله الآن أصحاب الملايين اللاهثون وراء بيع وشراء الأسهم بدافع الثراء السريع إنها ستدمركم اتركوها واستثمروا فيما يعود عليكم وبلادكم بالخير الباقي.

لابد وأن كثيرين من أصحاب الملايين قرأوا، أو سمعوا بكارثة سوق المناخ في الكويت قبل سنوات مضت التي قضت على أصحاب الملايين الذين خاضوا غمار البورصة وأسواق الأسهم وأدخلتهم السجون وأوصلتهم إلى حدود التشرد والجنون.

لكن المضاربين وعشاق تجارة الأسهم في بلادنا لم يعتبروا ودخلوا في دوامة أو لعبة الأسهم ونال بعضهم ما ناله من الخسائر والسقوط والتعرض للذل والمرض والإحباط. كل ذلك بسبب الجشع والطمع والركض وراء الوهم!

أنا شخصياً لم أسمع فقط قصص الذين أفلسوا وخسروا عرقهم وكفاحهم وتحويشة العمر كما يقال بالعامية. ولكني رأيت بعضهم في أسوأ حال وأشفقت عليهم، فمنهم من دخل السجن ومنهم أصيب بالسكتة القلبية وانتهى. ومنهم من أصبح ينتظر الصدقة، ومنهم من باع القيم والأخلاق وسار على دروب يترفع عنها أي إنسان عزيز النفس.

الذين دخلوا محرقة الأسهم بإرادتهم كثر، والذين سيدخلون أكثر والمطلوب هو التوعية وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات في الأندية والجامعات والمساجد وإنقاذ الكثير ممن لم يقع بعد في مصيدة أو في محرقة الأسهم.

إننا في وطن يعيش في خير وبحبوحة تحسدنا الدول والشعوب عليها، وأبواب العمل والتجارة مفتوحة وميسرة، خصوصاً تجارة العقار الذي يمرض ولا يموت.. فما الذي يغرينا بالمغامرة في تجارة الأسهم التي قد تجرنا إلى الهلاك والإفلاس! كما حدث في أمريكا هذه الأيام بانهيار أكثر من بنك وهل هناك رابط بين ما حدث لهذا البنك وما يحدث للأسهم عندنا!

لقد كان أجدادنا وآباؤنا يعملون في الحقول وفي أسواق التجارة ويكدحون ويربحون ويحصلون على رزقهم الحلال بلا مغامرة وبلا شبهة وبلا قلق ولا تعب ولا ركض وراء الأوهام، ليتنا نفكر قليلاً ونتبصر ونكون خير خلف لخير سلف قبل الغرب وقبل السقوط في محرقة الأسهم التي لا ترحم..

أخي المواطن تغانم نفسك قبل السقوط الكبير، قبل أن يسحب أصحاب الأموال الكبار أموالهم لأي سبب، وابحث عن مصادر للدخل لأموالك تكون آمنة لا تعتمد على المغامرات والخيال التجاري الجامح الذي ربما رفعك إلى العلالي أو هوى بك إلى مكان سحيق والعياذ بالله.

إن الأمر يحتاج إلى وقفة مع النفس والعمل على كبح جماح النفس البشرية التي تطمع وتطمع إلى المزيد والمزيد وهلم جرا.

إننا نريد من هذا الإنسان والمواطن المستثمر أن يسير بخطوات وئيدة وأن تكون عيناه مفتوحتين جيداً؛ واحدة على السوق وأخرى على الحياله، نعم على الأرض التي فيها الخير والبركة عليه أن يزرع أرضه، في أي مكان كانت هذه الأرض؛ في الرياض أو وادي فاطمة أو الأحساء أو على النيل، فأرض الله واسعة وعلينا ألا نصدق مقولة إن نضوب الماء في بلادنا قريب وأن هذه المشكلة بلا حل.. أعني الزراعة والتي كانت قوتاً رئيسياً لأهل هذه الديار منذ فجر التاريخ!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد