Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/02/2009 G Issue 13281
السبت 12 صفر 1430   العدد  13281
متعافٍ من الإدمان يسمي ابنه باسم أحد رجال مكافحة المخدرات

 

تعليقاً على ما قرأته في جريدة الجزيرة رقم (13231) على أحد التحقيقات حول (المخدرات)، ما سر أن يسمي متعاف من الإدمان ابنه باسم أحد رجال مكافحة المخدرات؟ إنه عرفان بالجميل المتمثل في تقويمه من قبل رجل المكافحة، وجدير بأن يقبل رأسه ويمنحه المكافأة، فهو لم ينقذ مواطناً بل أنقذ أسرة. والمخدرات تحد صارم، ومرض صامت، وحرب معلنة، سلاح مدمر، تستهدف أمن المجتمع وتنميته، كم هم ضحاياها! مشكلة المخدرات مشكلة عالمية، إنها مرض وبائي، تصل إلى مكان العمل والمعمل، والأسرة والمجتمع، قتل للطاقات والعقول، معطلة لخلايا المخ، إنها رجس من عمل الشيطان، تضيع المستقبل وتحوله إلى أطلال، وفي الحلال غنية عن الحرام {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (4) سورة المائدة، مضرة لا نفع فيها، لا تسمن ولا تغني من جوع، تفسد وتهدم قوى الجسم، مسببة للأمراض والأوجاع، موصلة للهم والقلق النفسي، والاكتئاب والتفكك الأسري. إنها إفلاس ودمار، تضعف الإيمان، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، تدعو للانزواء والانطواء. والبعد عن مواطن الخمور والكحول وقاية من الوقوع في آفة المخدرات، وثمة مقترحات لا تقلل من الجهود المبذولة بل تعززها، وكم هي أعباء المستشفيات والمصحات، بذل الجهود الوقائية والعلاجية مطلب، والتعاون في الإصلاح والاستصلاح واجب، والتقويم سبيل الأمن والاطمئنان، واحتضان المبتلى وعدم التبرئة منه نجاح، فلا مكان للتبرؤ أو التشمت بالمبتلى بل لا بد من العلاج، فقد تكون عنده خصال حميدة لا تكون عند غيره، وعلاج البطالة والفقر فلاح، واحترام الأنظمة المرعية تحقيق لطاعة ولي الأمر، وتجفيف منابع وصول المخدرات مطلب أمني، والتوسع في فتح قنوات التوجيه علاج للتائهين، واختيار الصحبة الصالحة حماية من الانحراف، ونشر العيادات وتخصيص الأوقاف عليها في أرجاء البلاد تسهيل لعلاج المدمنين، وإفشاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمان لسفينة النجاة، مأمول الرفض الاجتماعي والنصح الجماعي وقيام المجالس البلدية بالحد من أماكن المقاهي نفع للعباد، وتسيير قوافل الخير في نواحي البلاد للتوعية والتحذير مطلب ديني، وتفعيل دور الأندية الشبابية مطلب شبابي، وإنشاء المراكز الاجتماعية مطلب وطني. فرجل الأمن قد يحد من الانتشار، لكن الوقاية خير من العلاج، فالبرامج الوقائية أقوى فاعلية وتفاعلاً، كبح جماح المخدرات وقاية، والابتعاد عنها ضمان للم الشمل العائلي. من ابتلي بشيء من هذه الآفة، عليه أن يستغفر الله، ويصدق مع خالقه، ويتوب إليه، ويكثر من ذكره ودعائه، وباب التوبة مفتوح {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (49) سورة الحجر، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وتقوى الله غنى بلا مال، ومخرجٌ من كل ضيق. على من ابتلي بشيء من هذه الأدواء، أن يدنو ممن يقربه لمولاه، وأن يبتعد عن المواطن المؤثرة عليه سلباً، فالسعادة والراحة في طاعة الله (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى). والإنسان بصير بعيوب نفسه، وإصلاح العيوب قبل فوات الأوان قوة في الإرادة، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) (30) سورة آل عمران، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، والموت يأتي بغتة، والتماسك والتفاعل نجاة للبلاد والعباد، والقيام بحفظ ما اتفقت عليه الشرائع السماوية (الدين والعقل والنفس والعرض والمال) سبيل المؤمنين. وتحية لرجال مكافحة المخدرات على إنجازاتهم الأمنية التي نقرؤها يوماً بعد يوم، فهم دروع واقية للوطن والمواطن والمقيم، وأهل للدعم المادي والتحفيز المعنوي. حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وبلاء.. آمين.

سعود بن صالح السيف
الزلفي - ص ب 1427



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد