Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/02/2009 G Issue 13284
الثلاثاء 15 صفر 1430   العدد  13284
قناعة الفقراء وجشع الأغنياء!
مهدي العبار العنزي

 

الفقر هذا المرعب المخيف، هذا الذي بسببه تأتي أغلب مصائب المجتمعات ومنذ أقدم العصور وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. الفقر تعوَّذ منه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وقال عنه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (لو كان الفقر رجلاً لقتلته).

وسيد البشرية الصادق الأمين قال (إن ابن آدم لو أعطي وادياً من ذهب لتمنى أن يكون لديه واد آخر). ولهذا فإن التناقض واضح وكبير بين فقير يتمتع بالقناعة، وبين غني لا يعترف بالقناعة!

وحتى أن بعض أصحاب رؤوس الأموال عندما يقال لهم إن القناعة كنزٌ لا يفنى، يقولون إن الذي قال هذا القول كان لا يملك من الدنيا شيئاً! مع أن هؤلاء يطالبون الفقراء بالتعفف والقبول بالأمر الواقع. وصحيح أن القناعة لدى الفقراء صبر وإيمان ويقين بأن الله هو الرزاق، مع إدراكهم أن الفقر من أخطر قضايا المجتمع فتكاً، ويدركون أيضاً أن المال في الغربة وطن وأن الفقر في الوطن عزبة. وبما أننا في مجتمع إسلامي متحاب ومتكاتف وبما أن للتكافل الاجتماعي وطناً في وطن الأمجاد، فإننا نذكِّر بما يدور في المجالس مفاده لو أن كل ميسر دفع زكاة أمواله حسب الأصول الشرعية لأصبح الفقر معدوماً في هذا البلد، عندها يتخلص الأغنياء من الجشع والطمع، وعندها يتحقق حلم الفقراء ويصبح للقناعة مكانة في نفوس الأغنياء ويتفقون جميعاً على أن كرامة الإنسان تكمن في مساعدة أخيه الإنسان.. فهل من آذان صاغية؟؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد