Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/02/2009 G Issue 13284
الثلاثاء 15 صفر 1430   العدد  13284
عمّقت الحاجة إلى الحكم الأجنبي
أخطاء تحكيمية مؤثرة في نصف نهائي فيصل تفشي الخشونة وتضيع العدالة

 

كتب - سامي اليوسف

منح الحكم الدولي السابق والمحلل التحكيمي الحالي عمر المهنا الحكم الدولي عبد الرحمن العمري (8.2) درجة من عشرة في تقييمه لأدائه التحكيمي في إدارته لمواجهة نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بين فريقي النصر والاتحاد التي انتهت لمصلحة الأول بهدف دون رد، فيما منح الحكم الدولي عبد الرحمن الجروان سبع درجات من عشرة، وهي أقل درجات الجيد، في تقييمه لأدائه التحكيمي في مباراة نصف النهائي بين فريقي الهلال والشباب التي حسمها الأخير بركلات الترجيح.

وجاء تقييم الحكمين من قبل المهنا عبر البرنامج الأسبوعي (صافرة) الذي يعرض على القناة الرياضية السعودية، وانتقد المهنا الحكم العمري في عدم طرده للاعب النصراوي يوسف الموينع بالطاقة الحمراء، وفي احتسابه للضربة الحرة المباشرة التي سجل منها النصر هدف الفوز بالمباراة الذي سجله البرازيلي إلتون في الدقيقة 88، مشيراً إلى أن اللعبة لم تكن تستوجب احتساب (فاول) على المدافع الاتحادي صالح الصقري؛ لأن الكرة كانت متاحة للعب لكل واحد منهما.

وأشاد المهنا بعدد من الجوانب الإيجابية لأداء الحكم الدولي عبد الرحمن العمري التي جاء من أبرزها لياقته البدنية العالية، وثباته في مسألة منح الإنذارات وتقديره للأخطاء وبالتالي سيطرته على المباراة، وتعاونه الجيد مع مساعديه، وشخصيته الواضحة في المباراة التي جعلت اللاعبين يتقبلون قراراته.

فشل الجروان

من جهة ثانية، اعتبر المحلل التحكيمي عمر المهنا أن الدولي عبد الرحمن الجروان لم يكن موفقا بصفة عامة في إدارته لمباراة الهلال والشباب؛ فلم يكن ثابتا في مسألة منح الإنذارات وتقدير الأخطاء، وفي تعامله مع مبدأ إتاحة الفرصة، ولم يحتسب ركلة جزاء واضحة وصريحة للهلال في الدقيقة 63 ولم يطرد مدافع الشباب زيد المولد لضربه اللاعب الهلالي ويلهامسون.

يقول المهنا (كان يفترض أن يطرد الحكم لاعب الهلال خالد عزيز عندما احتسب ركلة الجزاء الشبابية لأنه منع فرصة تسجيل هدف محققة، وكان يمنح مبدأ إتاحة الفرصة في ألعاب لا تستحق، ويفعل العكس مع حالات تستحق أن يمنح فيها مبدأ إتاحة الفرصة). وأشار المهنا إلى أن الحكم الجروان كان يفترض أن يطرد لاعب الشباب بدر الحقباني منذ الشوط الأول عندما خاشن لاعب الهلال محمد الشلهوب مع بداية اللقاء.

إجماع واختلاف

وكان أبرز محللي التحكيم السعودي قد أجمعوا على فشل الحكم الدولي عبد الرحمن الجروان في إدارته لمباراة الهلال والشباب لتساهله في السماح بتفشي الألعاب الخشنة التي تضرر منها لاعبو الهلال تحديدا السويدي ويلهامسون على مدار الشوطين، وعدم احتسابه لركلة جزاء للهلال في الدقيقة 63، وبالتالي يكون قد فشل في تطبيق مواد قانون كرة القدم وتوفير المتعة وتحقيق العدالة والمحافظة على سلامة اللاعبين.

فيما انقسم المحللون على بعض قرارات الحكم الدولي عبد الرحمن العمري خاصة فيما يتعلق بطرد اللاعب النصراوي يوسف الموينع لمخاشنته في الشوط الأول، بينما اعتبر محمد فودة قرار العمري احتساب الضربة الحرة المباشرة التي سجل منها النصر هدف الفوز صحيحة، في حين اتفق عمر المهنا وناصر الحمدان على اعتبار قرار العمري باحتسابها خاطئا.

الحاجة إلى الأجنبي

مع تفاقم أخطاء الحكام السعوديين خاصة الدوليين منهم، وتأثير أخطائهم على سير ومجريات ونتائج المباريات كما حدث في مباراتي نصف النهائي لبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، تبرز في واقع الأمر أهمية الحاجة للاستعانة بالحكم الأجنبي في مباريات كأس ولي العهد القوية والجماهيرية ذات الحساسية من جهة، وكذلك فيما تبقى من مباريات دوري المحترفين خاصة تلك التي تتعلق مباشرة بتحديد هوية المتنافسين على اللقب الذي بات محصورا بين الهلال (المتصدر) ووصيفه الاتحاد وصراع الهبوط في قاع الترتيب. فاللاعبون بحاجة إلى التركيز والتفرغ للعب الكرة بعيدا عن إشغال أنفسهم بأخطاء ومؤثرات وضغوط التحكيم وعواقبها على أدائهم ونتائج مبارياتهم. وتواجد الحكم الأجنبي سوف يكفل توافر عامل التركيز والتفرغ للعب الكرة في ظل عدم توافر بوادر تلوح في الأفق التحكيمي تفيد بأن الحكم السعودي الدولي يطور من قدراته.

تصريح غريب

ولعل ما يزيد الحاجة لتواجد الحكم الأجنبي ما أفرزه تصريح رئيس لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم عبد الله الناصر الذي امتدح أداء الحكم الدولي عبد الرحمن الجروان على الرغم من أخطائه الكوارثية التي أجمع على فداحتها خبراء ومحللو التحكيم المحلي ومعهم النقاد الفاهمون في قانون اللعبة.

فقد قال بالحرف (إن أداء الحكم كان ممتازاً)، وبهذا الصدد يقول المحلل التحكيمي في صحيفة (الجزيرة) والحكم السابق أحمد الوادعي لبرنامج (ملفات هلالية) الذي يذاع مساء كل يوم خميس: إن كان الناصر قد قال عن أداء الحكم الدولي عبد الرحمن الجروان بأنه ممتاز، فهذا يعني أن الجروان قد تحصل على (9) درجات فما فوق من أصل (10) في التقييم، ومن هنا يجب أن ينصف الحكم الجروان ويكلفه في الأسبوع المقبل..!

ويضيف الوادعي (مثل هذه التصريحات تعطي انطباعا خاطئا للحكم، الذي يخطئ ويمتدحه رئيسه، أتمنى ألا يكون هدف الناصر وهو رئيس اللجنة من وراء تصريحه معاندة زملائه المحللين، فمثل هذا الأسلوب له ردة فعل غير مقبولة وسلبياته أكبر من إيجابياته على الحكم والتحكيم).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد