Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/02/2009 G Issue 13286
الخميس 17 صفر 1430   العدد  13286

الإعلامي الصدوق الذي افتقدناه
مطيع النونو

 

بالأمس القريب أفل رجل إعلامي من رجال الإعلام والأدب والثقافة الذين مارسوا الأداء الوظيفي الإداري والمالي والعمل الثقافي على أرض المملكة العربية السعودية، وهو شخصية نبيلة؛ فيه التقى والصلاح والجرأة والصراحة، وهو الأديب الزميل معتوق عبد الرحمن شلبي.

لقد كان خبر وفاته خبراً مؤسفاً وحزيناً ويدل على حسن الخاتمة، وعلى أنه (إن شاء الله من أهل الجنة) أوسع له في دار النعيم المقيم. وهو من مواليد جدة، قدم خدماته لوطنه ما ينوف عن أربعة عقود بدأها في البريد السعودي، ثم انتقل إلى القوات الجوية وعمل فيها عشرين سنة، وأخيراً انتقل إلى وزارة الإعلام في النصف الثاني من عقد 1390 الهجري الموافق 1975م في عهد معالي الدكتور محمد عبده يماني الذي تقلد منصب وزارة الإعلام في عهد الملك خالد بن عبد العزيز وولي عهده الأمير فهد بن عبد العزيز (الملك) في أعقاب استشهاد الملك فيصل رحمهم الله يوم 25 آذار مارس 1975م.

وتسلم الأخ معتوق شلبي بعض المناصب في الوزارة، ومنها تولي الشؤون الإدارية والمالية وكان مثالاً للقدوة الصالحة للأمور المالية التي تحتاجها وزارة الإعلام لتنظيم مسيرة العمل دون تأخير أو إبطاء مع استعمال المرونة لتسهيل قضايا المراجعين، ويعبر عن نصائحه للجهاز الإداري والمالي وتطبيق النظام.

لقد التزم الفقيد بسياسة الباب المفتوح التي اتخذتها القيادات السعودية والوزراء وكبار الموظفين وهي السياسة التي درج عليها جلالة الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، وسار عليها أبناؤه من بعده، وهو مظهر من مظاهر الحكم المبني على كتاب الله الكريم (القرآن) وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشأن تنظيم العلاقة بين الراعي والرعية، وهي كسمة أساسية من سمات النظام الملكي في شبه الجزيرة العربية.

وكان الزميل معتوق الشلبي يخاف الله في كل أعماله من خلال رأيه السديد، ومن أخلص لعمله وضع هيبته ومحبته في كل قلب؛ لذلك فرض محبته على الجميع.

والحقيقة لم أقل اليوم شيئاً عن الزميل الصديق العزيز -رحمه الله- فإنني أسرد تاريخه وباختصار في وزارة الإعلام؛ لذلك فإن تاريخه في الوزارة هو الذي يقول وأقره. لقد كان سريع البت في كل المعاملات دون تأخير حتى لا يقع الضرر على أصحابها، واستمر في عمله الدؤوب عشرين سنة في وزارة الإعلام، ولكن اضطر للتقاعد بسبب إصابته بالمرض الذي لازمه منذ ما يزيد على عشر سنوات، واختار لنفسه أن يلتقي زملاءه الأدباء والمثقفين والإعلاميين في ندوة أسبوعية (يوم الجمعة) لعرض الشؤون الثقافية ضمن برنامج يعده في كل عام، وفي هذا العام الهجري1430هـ دخلت الندوة الثقافية عامها الرابع، وكان يديرها صديقه العزيز الدكتور عبد العزيز الداغستاني، ويحضر الندوة الاسبوعية الكثير من أصدقاء صاحب الندوة ومحبيه يتقدمهم معالي الدكتور محمد عبده يماني الذي يأتي من جدة للمشاركة في تلك الندوة، وكان الفقيد محافظاً على استقامة ذاكرته ولم تطفئه تلك السنوات.

وفي جلسة التعزية لليوم الأول عرض الدكتور اليماني على أبناء الفقيد الراحل ضرورة استمرار عقد الندوة أسبوعياً تخليداً لذكرى والدهم، ووافق الأبناء على استمرار الندوة كعادتها في عهد والدهم، وكانت بشرى طيبة لذكرى رحيل الفقيد ومآثره الخالدة.

رحم الله الفقيد الجليل وكل من وضع لبنة في هذا الصرح الإعلامي الأخلاقي، وأسكن فقيدنا في جنات الخلد، وتعازينا لأبناء الفقيد وبناته وأسرته.

وأردد هذا البيت لأبي تمام الذي يقول:

عليك سلام الله وقفاً فإنني

رأيت الكريم الحر ليس له قبر

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد