Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/02/2009 G Issue 13286
الخميس 17 صفر 1430   العدد  13286
برئاسة الأمير سطام.. اللجنة العليا لحماية البيئة
إستراتيجية لإدارة جودة الهواء للحد من التلوث بالعاصمة الرياض

 

الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - التهامي عبدالرحيم:

برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض، عقدت اللجنة العليا لحماية البيئة بمدينة الرياض مساء أمس الأول الثلاثاء الموافق 15 صفر 1430هـ، اجتماعها الرابع، وذلك بمقر الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بحي السفارات.

وأوضح المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، أن الاجتماع ناقش في البداية نتائج الدراسة التي أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حول جودة الهواء بمدينة الرياض، وهدفت إلى تقويم الوضع الحالي لجودة الهواء في المدينة وتقويم الآثار المختلفة لتلوث الهواء على صحة الإنسان، والآثار الاقتصادية، وتقويم طرق التحكم بالتلوث مع تطوير خطة إستراتيجية لتحسين جودة الهواء بمدينة الرياض، حيث تم تقسيم الدراسة إلى ثلاث مراحل شملت المرحلة الأولى مراجعة وجمع المعلومات من الجهات المختلفة، فيما شملت المرحلة الثانية تحليل المعلومات ووضع النماذج الرياضية، بينما شملت المرحلة الثالثة تحليل الآثار الصحية والاقتصادية وتطوير خطة إستراتيجية لإدارة جودة الهواء. وقد غطت الدراسة منطقة يصل نصف قطرها 100 كيلومتر من مركز المدينة شملت حدود حماية التنمية، حيث تم رصد مصادر الانبعاثات الرئيسة، ودرست الآثار الناجمة ضمن المنطقة الحضرية.

وبناءً على نتائج الدراسة تم الخروج باستراتيجية لإدارة جودة الهواء في المدينة ترتكز على الحد من التلوث ومراقبة جودة الهواء بشكلٍ مستمر وتطوير وتشغيل النماذج الرياضية لمحاكاة حركة الملوثات وتقويم التعرض لهذه العوامل والآثار الصحية وتحليل التكلفة والعائد.

وقد تم التأكيد على فاعلية منع حدوث التلوث من المصدر بدلاً من تقليل التلوث بالتحكم الذي يتعامل معه في المرحلة الأخيرة.

وتتضمن الإستراتيجية سلسلة من الإجراءات التي يتوقع البدء بها خلال هذا العام 1430هـ وتشمل:

- تحديد مقاييس وأهداف برنامج إدارة جودة الهواء مثل مقاييس الانبعاثات ومعايير جودة الهواء.

- تصميم وتنفيذ استراتيجيات الحد من التلوث، وتشمل الضوابط التقنية للمصادر الثابتة والمتحركة ومنع التلوث وبرامج فعالية الطاقة (سواءً الإلزامية أو التطوعية) والحد من مصادر الانبعاثات العالية، كما تشمل أيضاً ضمان التوافق مع المقاييس طوال الوقت.

- تقويم حالة جودة الهواء وقياس مدى تقدمها نحو الأهداف الموضوعة لها، وتتطلب هذه الخطوة مراقبة واسعة النطاق ومستمرة للهواء المحيط بالمدينة ومراقبة الانبعاثات من المرافق وتحليل حالة جودة الهواء وتشغيل النماذج الرياضية لمحاكاة حركة الملوثات وآثارها على الصحة العامة.

كما شملت الإستراتيجية خمسة محاور هي:

- تطوير البنية التحتية لتنفيذ استراتيجية إدارة جودة الهواء.

- تطوير الخطط التنفيذية طويلة المدى وقصيرة المدى.

- تطوير إجراءات لضمان التوافق مع المقاييس.

- وضع برنامج مراقبة ومراجعة للخطط التنفيذية.

- التنسيق والتواصل التام بين الجهات المعنية.

وقد أقرت اللجنة عدداً من التوصيات التي توصلت إليها الدراسة على أن يجري تحويلها إلى برنامج تنفيذي مفصل تشارك فيه جميع الجهات المعنية، وذلك بهدف التحكم في مصادر تلوث الهواء بمدينة الرياض، ركزت هذه التوصيات على الحد من تلوث الهواء الصادر من المصادر المختلفة وخصوصاً ما يتعلق بالوقود المستخدم، والأنشطة الصناعية، والمواصفات السعودية للمركبات والسيارات.

وأشار المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ إلى أن اللجنة اطلعت عقب ذلك على سير العمل في الخطة التنفيذية لحماية البيئة بمدينة الرياض، التي تشتمل على 46 برنامجاً بيئياً موزعة على خمسة محاور تشمل التلوث، والنفايات، وموارد المياه، والموارد الطبيعية والمناطق المفتوحة والحياة الفطرية، والإدارة البيئية، حيث تقوم الجهات المشاركة بتنفيذ تلك البرامج.

أولاً: محور التلوث يتضمن هذا المحور سبعة برامج من أبرزها:

- برنامج دراسة الآثار الناجمة عن التلوث.

- برنامج مراقبة جودة الهواء : يجري العمل من قِبل الهيئة على تشغيل 5 محطات لمراقبة جودة الهواء في مناطق مختلفة من مدينة الرياض ومن المقرر إقامة 10 محطات إضافية في أجزاء أخرى من المدينة.

- برنامج إدارة جودة الهواء: ويشمل بناء نموذج رياضي لمحاكاة حركة الملوثات وارتباطها بالمصادر, وتطوير مؤشرات جودة الهواء في المدينة.

واستخدام نظم المعلومات الجغرافية للاستفادة من قواعد المعلومات البيئية.

- دراسة شاملة للتقييم البيئي لمحطة توليد الطاقة الكهربائية الثامنة بمدينة الرياض: وقد انتهت هذه الدراسة التي قامت عليها الشركة السعودية للكهرباء بالتعاون مع معهد الملك عبدالله للبحوث بجامعة الملك سعود حيث يجري النظر في نتائج الدراسة وتوصياتها والإجراءات اللازمة لتنفيذها.

- معالجة التلوث البصري وتحسين الطابع البصري للمدينة: حيث أنهت أمانة منطقة الرياض وضع التنظيمات النهائية للوحات الإعلانية في الشوارع وعلى المباني والميادين, وتقوم بأعمال التنسيق والتشجير من خلال برنامج شامل يؤدي إلى تحسين الطابع البصري لشوارع المدينة وميادينها.

- تطبيق إجراءات للحد من التأثيرات السلبية للموجات الكهرومغناطيسية.

- الحد من آثار الضوضاء والتحكم في مصادرها.

ثانياً: محور النفايات يشتمل هذا المحور على عشرة برامج من أهمها:

- وضع نظام إدارة متكامل للنفايات على مستوى المدينة.

- البرنامج التجريبي لفرز وإعادة تدوير النفايات: وقد تم إنشاء محطة للفرز التجريبي بطاقة تشغيل قدرها 300 طن - يوم.

- إيجاد مرافق للتخلص من الزيوت والمشتقات البترولية العادمة: حيث تم تخصيص موقعين لمعالجة وتكرير الزيوت على طريق الدمام وفي جنوب الرياض، وسيتم طرحها في مزايدة عامة.

- برنامج معالجة النفايات الطبية: يجري التنسيق بين وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة لتطبيق هذا البرنامج, وكذلك بحث التخلص النهائي من هذه النفايات بطريقة آمنة.كما قامت وزارة التربية والتعليم بالتعاقد مع متعهد للتخلص الآمن من النفايات الطبية الناتجة من الوحدات الصحية التابعة لها.

برنامج عين النظافة

- برنامج إنشاء مدافن حديثة للنفايات: تم تخصيص مدفن نفايات رئيس شرق مدينة الرياض بنحو 60 كلم، ويتوقع أن يتم البدء بالعمل في هذا الموقع خلال السنوات الخمس القادمة.

- برنامج نظافة البيئة البرية.

ثالثاً: محور موارد المياه ويضم هذا المحور ثمانية برامج من أبرزها:

- حماية مصادر المياه من التلوث: ويجري العمل على تفادي وصول التطوير الحضري إلى مواقع مصادر المياه ومنها صلبوخ والبويب ونساح وغيرها من المواقع القريبة للتطوير الحضري أو الأنشطة المساندة له.

- ترشيد المياه: تم فحص 39000 من الشبكات العامة وتحديد الانكسارات وإصلاحها بأحياء مدينة الرياض. ويجري العمل على برامج وأنظمة تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه ومنها برامج إعادة التدوير.

- برنامج مراقبة جودة مياه الشرب: حيث يتم أخذ عينات دورية من مواقع مختلفة من شبكة إمداد مياه الشرب العامة للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات, بالإضافة إلى عمل زيارات لمصانع المياه المعبأة ومستودعات التخزين للتأكد من مطابقتها للاشتراطات والمواصفات.

- إعادة استعمال مياه الصرف المعالجة: بدأ في المحرم هذا العام العمل في برنامج الخطة الشاملة لإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة.

- الحد من ارتفاع منسوب المياه الأرضية: يجري حالياً تنفيذ عددٍ من مشاريع خفض المنسوب بوساطة الشبكات في كلٍ من حي الصحافة والنفل والفلاح والتعاون والازدهار والربيع والغدير والواحة والفواز وأجزاء من أحياء طويق والعريجاء بمجموع أطوال تبلغ نحو 127كلم, ومن المتوقع طرح عددٍ من المشاريع خلال هذا العام تشمل أجزاء من أحياء التعاون والغدير والندى والصحافة والربوة وبدر وطويق بمجموع أطوال تبلغ 37 كلم، حيث تساهم تلك المشاريع بالإضافة إلى مشاريع الصرف الصحي في خفض منسوب المياه الأرضية في تلك الأحياء إلى مستويات آمنة.

- تجميع ونقل ومعالجة مياه الصرف الصحي بمدينة الرياض: تم تنفيذ مشاريع متعددة في مجال الصرف الصحي من أبرزها محطة المعالجة في الحاير (مرحلة أولى بسعة 400 ألف م3) وتنفيذ المرحلة الثانية من محطة طريق الخرج بسعة 100 ألف م3 لتصبح سعتها 200 ألف متر مكعب يومياً, ويجري العمل على مشاريع شبكات وخطوط نقل رئيسة تشمل جميع أحياء الرياض الجديدة لتغطي مساحة تصل إلى 375 كلم2, وسيتم توقيع عقود شبكات تصل مساحة تغطيتها إلى نحو 200 كلم2.

ومن المخطط تغطية 80% من المناطق المطورة خلال السنوات الخمس القادمة.

رابعاً: محور برامج الموارد الطبيعية والمناطق المفتوحة والحياة الفطرية: يتضمن هذا المحور تسعة برامج من أهمها:

- حماية وتطوير مناطق الحياة الفطرية: تم إعداد خطة التأهيل البيئي لمنطقة بحيرات الحاير التي تُعنى بوضع تصور شامل لتطوير منطقة بحيرات الحاير يشمل وضع التصور المستقبلي للمنطقة، ومخطط هيكلي للمنطقة ووضع برنامج تنفيذي وضوابط لتطوير وتأهيل المنطقة وسيتم البدء بتنفيذ بعض عناصر البرنامج التنفيذي خلال العام الحالي 1430هـ ومنها حماية محمية الحاير وتنظيم منطقة البحيرات التي تقع ضمنها، بينما يتم في الوقت الحالي بحث في آلية حماية وتنمية المحميات الأخرى في وادي حنيفة وهي محمية وادي لبن ومحمية الحيسية, كما يجري العمل على تحديد مناطق أخرى مؤهلة للحماية والنظر في تنمية الحياة الفطرية ضمن تلك المواقع بناءً على برنامج طويل المدى يخص كل موقع حسب طبيعته والجهة المسؤولة عنه.

- حماية وتنظيف واستغلال الأودية والشعاب: يتم في هذا البرنامج العمل على حماية الأودية والشعاب المتبقية ضمن أعمال التخطيط العمراني, ووضع خطة لحماية الأودية الرئيسة وتحديد مجاري السيول فيها, والعمل لإعداد وطرح مشروع خاص بأعمال تنظيف الأودية والشعاب, كما يجري العمل على تنفيذ إجراءات لحماية ما تبقى من الشعاب الغربية لوادي حنيفة, كذلك يجري الإعداد للاستفادة من تجربة تأهيل وادي حنيفة، وذلك لوضع برنامج لإعادة تأهيل وادي السلي شرق الرياض.

- حماية وتنظيم استغلال الأراضي الزراعية ذات التربة الجيدة: تم مؤخراً تعديل بعض ضوابط تجزئة الحيازات في وادي حنيفة وروافده، كما يجري العمل على متابعة المناطق الزراعية والمحافظة عليها من الزحف العمراني، وكذلك الحد من التعديات على الأراضي ومجاري السيول والأودية.

- برنامج تطوير وادي حنيفة: يجري العمل حالياً في المرحلة الأخيرة من مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة من طريق العمارية شمالاً إلى منطقة البحيرات جنوب الحاير بطول نحو 80 كم، واشتمل مشروع التأهيل البيئي على عدة أعمال منها تنظيف الوادي وإزالة المخلَّفات، وتهذيب مجاري السيول وإعادتها لوضعها الطبيعي لضمان انسيابية جريان مياه الأمطار والسيول درءاً لمخاطرها على الممتلكات والأرواح، وإنشاء طرق محلية لخدمة أصحاب المزارع ومرتادي الوادي تم تصميمها لتكون أكثر أمناً وتؤدي إلى تحسين حركة المرور, إضافة إلى حماية الجسور القائمة وتحويل خطوط الخدمات التي تعترض مسار قنوات المياه، كما تم إنشاء ممرات للمشاة وزراعة وتشجير بطن الوادي بالنباتات الطبيعية في أجزاء من الوادي وتوفير المرافق العامة في الوادي من مصليات ومواقف للسيارات ودورات مياه عامة وتأهيل المناطق البيئية الواقعة في الأراضي الحكومية وتجهيزها للاستثمار من قِبل القطاع الخاص، كما جرى تنفيذ عددٍ من مواقع التنزه على امتداد الوادي مع التركيز على خمس مناطق لتكون متنزهات رئيسة, وتم وضع شبكة متكاملة للإنارة ونظام إرشادي شامل, ومن المتوقع أن يتم بمشيئة الله إنهاء الأعمال الرئيسة في الوادي خلال هذا العام1430 هـ.

- برنامج الساحات البلدية (100 ساحة بلدية في مدينة الرياض): أنجزت أمانة منطقة الرياض 25 ساحة بلدية موزعة في أرجاء المدينة حتى الآن, ويجري طرح عددٍ من الساحات خلال هذه الفترة فيما يستمر تطوير تصميم تلك الساحات من خلال استطلاع التجربة السابقة في الساحات التي تم تنفيذها بهدف تعزيز الإيجابيات التي أحدثتها تلك الساحات في الحياة الاجتماعية داخل الأحياء.

- برنامج تشجير الرياض: تم في هذا البرنامج الانتهاء من المرحلة الأولى لتشجير الشوارع الرئيسة للمدينة، فيما يجري تنفيذ المرحلة الثانية لتشمل الميادين الرئيسة, بالإضافة إلى العمل على توسيع مشاريع هذا البرنامج لتشمل الأحياء السكنية والمناطق الطبيعية والبرية المحيطة بالرياض.

- إنشاء حديقة نباتية بمدينة الرياض: يجري تنفيذ هذه الحديقة على أرض مساحتها مليونا متر مربع جنوب غرب المدينة، وذلك ضمن مشروع حدائق الملك عبدالله العالمية, حيث يشمل المشروع الحديقة النباتية الخارجية والمسرح المفتوح وبعض مواقف السيارات وساحة العروض والمداخل وبعض الطرق الداخلية وبعض الحدائق المتخصصة ومناطق للجلوس والتنزه.

خامساً: محور الإدارة البيئية يشتمل هذا المحور على سبعة برامج من أهمها:

- تطوير وتحسين آلية وإدارة حماية البيئة في مدينة الرياض: من خلال وضع الآلية المناسبة وفق النظام العام للبيئة لضبط وتطبيق اللوائح الخاصة بحماية البيئة وتطبيق المخالفات.

- برنامج الإعلام والتوعية البيئية: سيتم البدء في هذا البرنامج لغرض توحيد جهود التوعية على مختلف المستويات وفي كل الوسائل, لبناء استراتيجية موحدة تحدد دور الجهات المختلفة.

- خطة تحسين الوضع البيئي والحضري لمنطقة جنوب المدينة: سيتم البدء في إعداد هذه الخطة خلال العام الحالي 1430هـ إن شاء الله، وتهدف إلى وقف التدهور البيئي وإيجاد بيئة حضرية مناسبة ومراجعة وتحسين مخطط استعمالات الأراضي والخطط القطاعية لجنوب الرياض.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد