Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/02/2009 G Issue 13291
الثلاثاء 22 صفر 1430   العدد  13291
المنشود
معلمٌ وينشد الراحة؟!
رقية سليمان الهويريني

 

في رسالتها، نسيتْ إحدى المعلمات كتابة اسمها أو تجاهلتْه، كعادة بعض السيدات حتى المتعلمات منهن، ممن تخجل من ذكر اسمها بسبب ثقافة تأصلت في النفوس، فلا تكتبه إلا بسجل الحضور لأسباب معروفة!

في ردها على مقال (معلمو الصفوف الأولية والغضب)، تقول تلك المعلمة (كتبتِ عن قرار منع إجازة معلمي الصفوف الأولية مع طلابهم، وطالبتِ أن تكون الدراسة 18 أسبوعاً، وأن المعلم ينهي المنهج بسرعة ليتمتع بالإجازة. وتحدثتِ عن ضعف مستويات الطلاب. وأقول لك: لماذا تكتبين عن سلبيات المعلم فقط؟ وتعرفين أن المجتمعات المتقدمة تريح المعلم حتى يبدع ويرفع من مستوى الطلاب. ولم تتطرقي لتحسين أوضاع المعلمين والمعلمات ووضعهم على المستوى والدرجة التي يستحقونها! تكتبين هذا الكلام وأنت في مكتب فخم ومعطر بأنواع العطور ومن دون إزعاج! فلماذا لا تقومين بزيارة للصف الأول لتري الفصول القذرة، وتشمي الروائح الكريهة لدرجة وضع مراوح شفط في الفصل؟ أليس من الأفضل أن تري الفصول ومعاناة المعلمات قبل الكتابة في هذا الشأن؟).

وللرد على صاحبة هذه الرسالة أقول: لستُ بعيدة عن الميدان التربوي، ولم أعمم جميع معلمي ومعلمات الصفوف الأولية. بل إنني طالبت منحهم حقوقاً يومية وليست فصلية، فناشدت الوزارة استبدال الإجازات بتخفيف أنصبة أولئك المعلمين والمعلمات بما لا يزيد عن خمس عشرة حصة في الأسبوع، وعدم تجاوز عدد الطلبة عشرين طالباً في الفصل الواحد، وإعفائهم من حصص الاحتياط والنشاط والمناوبة؛ تقديراً لجهودهم وتخفيفاً عليهم، وتحبيباً لهم في أبنائنا الأطفال مما يكون له مردود إيجابي على الجميع. وأتساءل: أيهما أفضل للمعلم التمتع بتلك المميزات طيلة العام الدراسي أو منحه إجازة أسبوعين فيهما جدال ونقاش؟! وأرجو أن تحكمنا الموضوعية في الطرح والمطالبة بالحقوق.

وحول المستويات التي هي حق للمعلمين والمعلمات فإن الوزارة تسعى في هذا الأمر وأرجو تحقيقه إن شاء الله.

أما عن تحديد الدراسة بثمانية عشر أسبوعاً فهو إنفاذ لقرار مجلس الوزراء حتى لا يعمد بعض المعلمين إلى ضغط المنهج وإنهائه بسرعة واستعجال عبر ستة عشر أسبوعاً، ويضطر المخلصون منهم بالاستعانة بحصص الاحتياط لإنقاذهم من ضيق الوقت رغم عدم غيابهم. ولا شك أن هذا القرار في مصلحة الطلبة ومعلميهم.

ثم إنني من خلال زيارتي لبعض الفصول الأولية وحتى العليا رأيت تلميذات، وصدمت بكونهن لا يستطعن القراءة فكيف بالكتابة! فأين دور المعلمة المبدعة طيلة أربعة أشهر؟ وأين النتيجة التي نطالب بها، وستجعلنا من الدول المتقدمة؟ أم أن الهدف الإجازة والراحة والمميزات؟!

والحق أنني لآسى للنتائج الضعيفة، وأتألم للمخرجات الهزيلة! حيث يبدو أن هذه المعلمة - صاحبة الرسالة - وغيرها من بعض المعلمات هن سبب الضعف الشديد لمستوى أولئك التلميذات، فقد كانت رسالتها تغص بالأخطاء الإملائية والنحوية عدا عن الأسلوب الركيك! الذي يعيب المعلم كإهمال الهمزات أو نقط التاء المربوطة أو كتابتها تاء مفتوحة، ووضع ياء بدل الكسرة للمخاطبة، ونون بدل التنوين، وقضم بعض الحروف!

فيا مسؤولي وزارة التربية: ألا ترون أن بعض المعلمين فعلاً بحاجة لراحة طويلة؟

ألا فامنحوهم! رحمة بطلابنا، ومحافظة على مستوياتهم العلمية قبل الدخول للمدارس!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض11342



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد