Al Jazirah NewsPaper Friday  20/02/2009 G Issue 13294
الجمعة 25 صفر 1430   العدد  13294
الهاجس الأمني الخليجي مشترك.. ومبادرة خادم الحرمين في الكويت فرصة حقيقية لتنقية الأجواء العربية
مملكة البحرين.. خليجية.. عربية.. والأحلام التوسعية الإيرانية مرفوضة

 

الجزيرة - القسم السياسي - متابعة خالد الدوسري

في ظل ما تعانية منطقة الشرق الأوسط من أزمات سياسية متزامنة في الوقت نفسه مع أزمة اقتصادية طاحنة ما زال العالم يعاني منها .. تخرج مجدداً بلبلة إيرانية وادعاءات لمهاجمة البلد الشقيق (مملكة البحرين) في سيادته وادعاءات بتبعيته لها .. هذه الأطماع التوسعية والأحلام غير الواقعية، ستعكِّر، بلا شك، الجهود العربية الرامية إلى توحيد الصف العربي وتنقية الأجواء وإنهاء الخلافات السياسية .. وآخرها تأكيداً ما جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت، والتي دعا فيها إلى تنقية الأجواء العربية وإنهاء الخلافات، وأعلن انطلاق هذه المبادرة من المملكة العربية السعودية..

مرة أخرى تخرج تهيؤات وأحلام إيرانية وتهاجم مملكة البحرين من جديد في هذا الوقت، حينما تبجّح مسؤولوها، وآخرهم علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب قائد الثورة الإيرانية في مدينة مشهد الإيرانية قبل أيام، والتي (ادعى فيها بتبعية البحرين لإيران، واصفاً إيّاها بأنها كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة، وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني).

أمام هذه الأحلام، وفي ظل ما تمر به المنطقة من أزمات طاحنة .. ليس سهلاً أن تمر هذه التصريحات بلا وكيل ولا رقيب، وخصوصاً على دولة شقيقة ذات سيادة وتمثل جزءاً كبيراً من اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي, وذلك في وقت ترمي فيه دول الخليج إلى تحسين علاقات حسن الجوار .. وضمان أمن الخليج، إلاّ أنّ الخطر الإيراني لا يزال قائماً، وإن كان ثمة تكتيكات إيرانية جديدة حول ملفها النووي، خصوصاً بعد قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما وفتحه المجال أمامها (إيران) للحوار، حيث ستحوّل ادعاءاتها على مملكة البحرين كورقة ضغط على دول المنطقة والبحرين خصوصاً، إلاّ أنّ ذلك يُعد تهديدات لسيادة دولة، وهو ما أكدته البحرين على لسان وزير خارجيتها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، حين أبلغ السفير الإيراني في البحرين ساعتها، أنّ التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الإيرانيين تمس سيادة واستقلال مملكة البحرين، وتتعارض مع علاقات حسن الجوار بين البلدين ومع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

وتأكيداً لما يمثله الخطر الإيراني على المنطقة العربية والخليجية وخصوصاً بعد تهديداتها للبحرين، يبقى المجال الأمني هاجساً خليجياً مشتركاً، وهو ما تؤكد عليه جميع قمم القادة الخليجيين، انطلاقاً من تنسيق المواقف العربية بشأن عملية السلام في المنطقة، وقيام الدولة الفلسطينية، وإبقاء المنطقة العربية بعيدة من التهديدات والتدخلات ومخاطر النزاعات والحروب والنزاعات الإقليمية، وتوحيداً للصف العربي ولمّ الشمل.

وانطلاقاً من التكامل الخليجي وتوحيد العمل المشترك، وقفت دول الخليج وستبقى حاجزاً منيعاً ضد أي تهديدات أو تدخلات إيرانية في شؤونها، وقد شكّل موقف المملكة العربية السعودية منطلقاً ثابتاً لهذا العمل الخليجي المشترك، حيث أكدت المملكة ورفضت وبلهجة صريحة (هذه التصريحات الإيرانية اللامسئولة، وأكدت أنّ ذلك محاولة للاجتراء على حقائق التاريخ والجغرافيا، ويعتبر تعدياً سافراً على سيادة عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة ، وتعدياً على هوية مملكة البحرين وانتمائها العربي).

كما يأتي الموقف السعودي والصريح كتحذير لإيران بأنّها بتصريحاتها وأي تهديد يصدر منها لإحدى دول الخليج خاصة، سوف يقف عائقاً الجهود والمبادرات الخليجية المخلصة، التي تهدف إلى بناء علاقات حسن جوار بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. كما يأتي الموقف السعودي متزامناً مع تذمّر عربي ورفض عربي لكلِّ مطامح أو أطماع إيرانية في المنطقة العربية والخليجية خصوصاً، وهو ما يؤكده التحرك المصري برئاسة الرئيس محمد حسني مبارك الذي أكد خلال رحلة مفاجئة للبحرين تضامنه ونبذه لهذه التصريحات، وتأكيد رفض أي تهديد لأي دولة عربية أو خليجية، كما يترجم التحرك المصري تأكيدات أردنية متضامنة مع مملكة البحرين تمثّلت في زيارة الملك عبد الله الثاني التضامنية للبحرين والتي أكد من خلالها مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ضرورة إبعاد شبح الخلافات والتوترات عن المنطقة والحد من التدخلات في شؤونها من قِبل الغير.

إيران الطامعة والغارقة في الأحلام ستعرض نفسها لمزيد من العزلات الاقتصادية والسياسية، فأمام العقوبات الأمريكية والأوروبية بسبب استمرارها في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ستبقى بتهديداتها لجيرانها تعاني المزيد، خصوصاً من جيرانها دول الخليج العربية التي ما زالت ترمي من نوايا مخلصة إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، وما تحرك مملكة البحرين عندما أوقفت مفاوضات مع إيران لاستيراد الغاز الطبيعي إلاّ أولى الخطوات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد