Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/02/2009 G Issue 13302
السبت 03 ربيع الأول 1430   العدد  13302
تقييم الرجال للأفعال الكبيرة

 

مثلما لا تظهر معادن الرجال إلا في الملمَّات.. كذلك هي القيادات المتميزة والواثقة بنفسها.. الساعية إلى نشر الخير والعدالة والسلام؛ فبعد أن أنجز الرئيس المصري تحقيق الحلم العربي واستطاع جمع الإخوة الفلسطينيين وإعادة اللحمة إلى البيت الفلسطيني.. كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول المهنئين والمساندين لجهود القيادة المصرية؛ فقد جسَّدت رسالته - حفظه الله - إلى أخيه الرئيس مبارك أسمى المواقف النبيلة التي يستشعرها الأخ لأخيه، والذي يستهدف خير وصلاح أمته، كما أظهرت الرسالة فهماً وتقييماً رائعاً ومنصفاً للجهد الذي بذلته القيادة المصرية؛ فعندما يسود العقل ويملأ ضمير الحكمة مساحة الكلمة فينيرها تعجز عقبات الطريق وعثرات الحاقدين أن توقف أمة حددت أهدافها ومضت منطلقة إلى آفاق رحبة.

هذا ما أنجزته القاهرة حينما قادت قيادتها، ممثلة برئيسها محمد حسني مبارك، إخوانهم الفلسطينيين إلى الطريق السليم والصحيح نحو الحل والمصالحة التي كانت حلماً لأشقائنا الفلسطينيين خاصة، وللعرب والمسلمين عامة.

ومما لا شك فيه أن الجهد الذي بذله الرئيس حسني مبارك ومساعدوه يؤكد أن المعدن الأصيل وعبقرية الشعب المصري الحر الأبيّ يظهران في أوقات المحن، وأن القيادة يظهر دورها التاريخي في الأوقات الصعبة؛ فقد قاد الرئيس المصري وفريق خبير من كبار مساعديه الجهود الساعية إلى وقف الاقتتال الفلسطيني ونسج مع فريقه التصالحي بلا ملل ولا كلل ومن دون ضعف جهوداً استمرت أشهراً طويلة معززةً بدعم ومساندة الأشقاء العرب، وخصوصاً قيادة المملكة العربية السعودية.

إن ما حققته القاهرة، وباستجابة كريمة من القيادات الفلسطينية، وخصوصاً الإخوة في السلطة الفلسطينية وحركة حماس، يؤكد أن تحكيم العقل والإيمان بالله ونبذ غرائز النفس الأمارة بالسوء، يقود دائماً إلى طريق الإصلاح مهما ارتُكب من أخطاء. وتحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة الوئام إلى البيت الفلسطيني يؤكدان للجميع، سواء كانوا حاقدين ومبغضين لتطور الأمة العربية والإسلامية، أو محبين ومشفقين على المصير الفلسطيني، أن أمتنا العربية والإسلامية تختزن نفوساً أبية وقيادات قادرة على تحقيق ما يحقق الحلم العربي.. فها هي القيادة المصرية تنجز مصالحة فلسطينية وطنية.. وها هي القيادات الفلسطينية تستجيب لواجبها الوطني، مؤكدةً أن الدم لا يمكن أن يكون ماءً، وأن الدم الفلسطيني الذي خضب نضالاً استمر أكثر من ستة عقود لن يُسكب إلا من أجل استعادة الحق المسلوب.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد