Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/03/2009 G Issue 13312
الثلاثاء 13 ربيع الأول 1430   العدد  13312
بين إيران و(التُقْيَة..!؟)
محمد بن عبد العزيز الفيصل

 

لم تكن عفوية أو من قبيل الصدفة تلك التصريحات (الغائرة) التي تصدر بين الفينة والأخرى من المسؤولين في الدولة الفارسية على الصعيدين الديني والسياسي؛ التي يراعى فيها التوقيت، حيث يمر العالم الإسلامي بظروف صعبة للغاية والكيان الفلسطيني يمر بأحلك الدروب وأقساها،

ومع كل ذلك تصر إيران على خلق المشاكل والنزاعات مكشرة بذلك عن أنياب أطماعها في الدول المجاورة.

تأتي التصريحات الإيرانية ضد مملكة البحرين وكيانها المستقل والجزر الإماراتية تعيش أقسى أيامها (قسراً) تحت وطأة الاحتلال (الإيراني) الغاشم ظلماً وعدواناً؛ تزامناً مع الاحتفال ببناء أول محطة نووية في (بوشهر) جنوب إيران في حين أبرمت دولة الإمارات عقوداً عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات درهم! تضامناً مع كل ذلك وذاك؛ فهي تدفع دول المنطقة نحو التسلح والتترس ردعاً لأي أطماع قد تتطور مع مرور الزمن إلى اعتداء أو احتلال، كما حدث مع البحرين عندما أعلن علي أكبر ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب قائد الثورة الإسلامية تبعيتها لإيران ووصفها بالمحافظة الرابعة عشرة؟! وأنه كان يمثلها نائباً في مجلس الشورى الوطني!.. كل ذلك أو بعضه قد يترجم ما أرمي إليه ويؤكد الأطماع الإيرانية المتزايدة في الخليج، علماً بأن هذا التصريح لم يكن الأول من نوعه ضد البحرين، فقد سبقته تصاريح (متنوعة) من المسؤولين الإيرانيين.

مشكلة إيران أنها لا تزال تحلم باستعادة الإمبراطورية الفارسية مملكة كسرى البائدة؛ نعم هذه هي النوايا الحقيقية التي تسعى إيران إلى تجسيدها واقعاً حياً تفرضه على منطقة الشرق الأوسط بالقوة النووية التي تطمح لامتلاكها.

والكل يعرف حكاية الكذب والدجل التي ترددها الحكومة الإيرانية بشأن المفاعلات النووية وأغراضها السلمية! بالإضافة إلى الأطماع والطموحات الفارسية في الأراضي العربية فهم لم يعترفوا حتى الآن ب(لخليج العربي) ويصرون على تسميته بالخليج (الفارسي..؟!) مخالفين بذلك جميع الحقائق الواقعية والتاريخية.. لم لا؛ فلهم مبرراتهم الخيالية.

وإيران تعتمد في جميع مخططاتها على (التُقْية) وهي أن تظهر ما لا تبطن وذلك بإبراز شيء مخالف للحقيقة التي يعملون عليها ليل نهار، في حين تبقى الحقائق كالأسرار المدفونة لا يكشفونها إلا بعد حين، فمهما أظهرت الدولة الإيرانية من حسن النوايا فهي كاذبة ومخالفة لما تعمل عليه، فالتُقْيَة هي أساس عملهم واعتقادهم.. وبعد كل ذلك هل بقي شيء لحسن النوايا لدى النظام الإيراني.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد