Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/03/2009 G Issue 13312
الثلاثاء 13 ربيع الأول 1430   العدد  13312
طموح جديد في الثقافة والإعلام
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل

 

تعتبر أجهزة الثقافة والإعلام من أخطر أجهزة الدول المعاصرة فهي تتعامل مع الفكر والتوجيه والإرشاد والتوعية والتثقيف وبناء السلوك، وهي واجهة تترجم واقع وتطلعات الدول وتعبر عن طموحاتها، بل ومن خلالها يمكن قراءة الكثير من عناصر السياسة الداخلية والخارجية لأية دولة، ولذلك تنال هذه الأجهزة كل الاهتمام في عالمنا المعاصر بمختلف توجهاته وتنوع دوله ومجتمعاته.

ووزارة الثقافة والإعلام في وطننا - المملكة العربية السعودية لها طبيعة خاصة وسمة - إن لم تكن سمات مميزة - فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بدولة راسخة البناء وصرح قوي البنيان أقامه مؤسسه الملك عبدالعزيز يرحمه الله على كلمة التوحيد وشعارها، وجمع أركان الدولة القوية الفتية على هدي من شريعة الإسلام، وقد وجه يرحمه الله مسيرة هذه الدولة نحو هدف مهم وهو تحقيق الخير لصالح الوطن وأبنائه بتمكين دين الله في جوانب الحياة المتعددة على أرضها، فكان لأجهزة الدولة التي أقامها وأسسها دورها في تحقيق الأهداف حيث ارتبطت تلك الأجهزة بحكمة القيادة وسياسة الدولة التي حرص عليها أبناؤه البررة من بعده، وكان لتطور الحياة في المملكة أثره الكبير في أن تتوسع تلك الأجهزة في خدماتها، وتتعمق في كفاءتها فكان للتعليم والصحة والمواصلات والنقل والزراعة والمياه والصناعة والشؤون الاجتماعية وغيرها من الأجهزة دوره في تحقيق النماء وتوفير الرخاء بحكمة القائد وحرصه على مصلحة الوطن والمواطن.

وقد كان لوزارة الثقافة والإعلام أدوارها ومسؤولياتها المنوطة بها في مختلف مراحل التنمية وفي شتى حقولها - وإن اختلفت درجة الوفاء بهذه الأدوار أو الاضطلاع بتلك المسؤوليات فإن الآمال دائم تظل متجددة يعززها ما نلمسه ونعرفه جميعا - وعن يقين - من وعي كامل وحرص أكيد من قبل قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظه الله، من حرص على مصلحة هذا الوطن الذي يمثل لحمة واحدة قوية تقف خلف قيادتها تبادلها حبا بحب ووفاء بوفاء، عبر ثقة راسخة من القيادة الحكيمة التي تنتقي الرجل المناسب للمكان المناسب بل وفي الوقت الملائم والمناسب.

لقد لامس الجميع ذلك في المجال الثقافي والإعلامي - والذي نحن بصدده - في تعيين معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزيرا للثقافة والإعلام، فقد جاء ذلك الاختيار الحكيم معبرا عن توجهات المرحلة القادمة من مسيرة البناء والتنمية والتي يعول فيها على أجهزة الثقافة والإعلام المزيد من الجهود الحقيقية الواعية المدركة لواجباتها، القادرة على القيام بمسؤولياتها، المتمكنة من ترجمة ثقة القائد إلى برامج عمل وإلى خطط طموحة تجعل من رسائل التثقيف ومن أجهزة الإعلام أدوات للتنوير ومناهج للتوعية بقضايا الوطن التي تحتاج إلى فكر أبنائه وعقولهم وسواعدهم بل وجهودهم وإخلاصهم في كافة مواقع العمل، وتجعل منها أيضا أجهزة ناطقة بمكانة هذا الوطن في كافة الأصعدة ومختلف الميادين ومترجمة لما تناله المملكة من مركز روحاني تتعايش معه أفئدة المسلمين في كل مكان، وما تحتله من مكانه يعرفها كل منصف وتؤكدها حقائق الواقع الجغرافي والاقتصادي بل والإنساني.

ومن هنا تجيء مباركتي وتهنئتي لمعالي وزير الثقافة والإعلام محاطة ومحفوفة ومسبوقة بخالص الدعاء بأن يوفقه الله لهذه المهمة والمسؤولية الجليلة والتي لا يشك كل من يعرفه أنه أهل لها ومحل الثقة إليها، فقد عرفته كلية التربية أستاذا ماهرا يحفظ له تلامذته حتى الآن كل ود وحب وتقدير، فقد كان إلى جانب أستاذيته البارعة متواضعا وناصحا أمينا لكل من تتلمذ على يديه وقد كان لي شرفا أن أنال ذلك.

وقد عرفته ساحة وزارة الإعلام في السابق وكيلا فائقا في إدارته منصفا لمن يعملون معه، مخلصا لمسؤولياته، ثم عرفته الساحة الدبلوماسية سفيرا بارعا يشهد له بالحنكة المتمرسة والعمل الدؤوب الذي يجمع ويقارب ويوفق، وهو فوق ذلك إنسان في تعامله يزين خلقه بالحلم ورقة الطبع وحسن الخلق الذي يفيض به شعره وأسلوبه الشاعري المعروف.

إن هذه المواصفات في وزير الثقافة والإعلام في بلادنا هي التي تتقدمه إلى كرسي الوزارة وموقع المسؤولية، وهي التي تجعلنا نتطلع إلى مرحلة عمل جديدة في أجهزة إعلامنا وثقافتنا تتناسب وثقة القائد - يحفظه الله - وتتلاءم مع تطلعاتنا نحو إعلام هادف وثقافة سعودية فاعلة تسهم في البناء وتحقيق نجاحات في مسيرة الانطلاق، إننا نأمل من وزارة الثقافة والإعلام في عهده الجديد أن تبني فوق الرواسخ والإنجازات وتضيف إليها قفزات يشار إليها بالبنان، لتحقق نقلة نوعية في مختلف ميادين الثقافة والإعلام وفي أجهزتها المتباينة والمتعددة التي هي في حاجة لهذا الفكر المستنير وإلى حس الشاعر المرهف وإلى تعامل الدبلوماسي الحذق وإلى سلوك الإنسان الودود الذي يجعل للإعلام السعودي حضوره في فضاء الإعلام الفسيح في الداخل والخارج، ويضع ثقافة الوطن إلى حيث ترتجي هذه الثقافة المشرقة الأصيلة من أبنائها الذين يقدرونها.

فتحية لوزارة الثقافة والإعلام في عهد جديد وبارك الله في قيادتنا ووفقها لتحقيق الطموحات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد