Al Jazirah NewsPaper Friday  20/03/2009 G Issue 13322
الجمعة 23 ربيع الأول 1430   العدد  13322
غداً وبعد غدٍ بمركز الأمير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة
الأمير نواف والأميرة نورة يفتتحان المعرض التشكيلي للجنة رعاية السجناء

 

تقرير - المحرر التشكيلي

يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب مساء غد السبت بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض معرض الفن التشكيلي لموهوبي السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والذي تشارك فيه لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والمديرية العامة للسجون ودار الملاحظة ورعاية الفتيات وعدد من الفنانين التشكيليين من مختلف مناطق المملكة، وتفتتح صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت أحمد بن عبدالعزيز رئيسة القسم النسائي بلجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بعد غد الأحد 25 من ربيع الأول الساعة السابعة مساءً بالمركز نفسه وسيستمر المعرض إلى تاريخ 10 ربيع الآخر 1430هـ الموافق 6 إبريل 2009م.

وحول هذه المناسبة ذكر رئيس قسم الرجال بلجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض الأستاذ عبدالسلام الراجحي أن اللجنة تسعى وفق أهداف عملها التي أنشئت من أجلها إلى تقديم مختلف البرامج والأنشطة التي تخدم السجناء والمفرج عنهم وأسرهم واهتمامها برعايتهم بما يضمن اندماجهم في المجتمع ومساعدتهم على عدم العودة إلى الانحراف وذلك من خلال إلحاقهم بدورات تدريبية لإتقان حِرف مناسبة تضمن لهم الكسب الشريف مما يسهم بإذن الله في استقرار أوضاعهم المادية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق النبيل جاءت فكرة إقامة هذا المعرض الذي يقدم جانباً من مهارات هؤلاء السجناء والمفرج عنهم وأبنائهم والتي رعتهما اللجنة وسعت لتعزيزها.

كما أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت أحمد بن عبدالعزيز رئيسة القسم النسائي للجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض في تصريح لها أن الدور الذي تقوم به لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم من خلال نشاطاتها وفعالياتها لدعم أسر السجناء والمفرج عنهم ومساندتهم نفسياً واجتماعياً ليكونوا أداة فاعلة في مجتمعنا الحبيب كان له الدور البارز في العديد من المجالات فعمل لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم لم يعد مقتصراً على التلبيات المادية بل تخطينا إلى أبعد من ذلك، حيث وصلنا بهم إلى عالم الفن والثقافة بحثاً عن الإمكانات الإبداعية للفن التشكيلي في داخلهم ما جعلنا نسعد بإقامة معرض للفن التشكيلي لموهوبي السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والذي سيشرفنا بافتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، وأضافت سموها أن ما يجعلها تفخر بهذا العمل هو مدى حقيقة جمال الإنسان حين يصبح فناناً والأجمل إن كان هذا الفن وليد معاناة خاصة بالفنان نفسه، فمن حقهم أن يبدعوا لكم ومن حقهم أن تروا إبداعاتهم ولأننا كنا حلقة الوصل أحببنا العمل على إقامة هذا المعرض باذلين أقصى الجهود من أجل إنجاحه واختتمت سموها بخالص شكرها لكل من ساعد لإتمام هذا العمل كما وجهت سموها الشكر لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين على دعمه لأعمال اللجنة ووكيل وزارة الثقافة والإعلام سعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل ورئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة الرياض الأستاذ عبدالسلام الراجحي ومدير مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون بمعهد العاصمة النموذجي الفنان التشكيلي محمد المنيف والشكر موصول لكافة العضوات والأخصائيات باللجنة وعضوة ومديرة القسم النسائي الأستاذة وفاء شماء وذلك لما قامت به من خطوات من أجل السعي إلى الأفضل ولكل من سهم في إنجاح هذا المعرض سائلين الله أن يجعل ذلك في ميزان الحسنات.

من جهة أخرى قال المدير العام للسجون ونائب رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي: (إن الرعاية التي يحظى بها السجناء في المملكة تمثل توجهاً دينياً سمحاً، تتطلب مشاركة جميع فئات المجتمع بمختلف الأطياف والتخصصات، من أجل القيام بدور إنساني لرعاية هذه الفئة ودعمها ومساعدتها على العودة إلى الحياة ورسم مستقبل مشرق لها).

من جانبها تحدثت الأستاذة وفاء شماء مديرة القسم النسائي قائلة إن في مثل هذه المناشط الثقافية والفنية ما يفتح آفاقا رحبة للمسجونين والمفرج عنهم كجزء من الأهداف التي تقوم بها اللجنة لدمجهم في المجتمع من خلال مواهبهم وقدراتهم التي قد تكون معطلة في فترة ما من حياتهم أو لعدم فهمهم لأهميتها ودورها في بناء الشخصية السوية ولهذا فما يتم خلال هذا المعرض من كشف للمواهب ولإبداعات يعد خطوة هامة في برامج اللجنة التي تسعى لكل ما فيه مصلحة وإصلاح السجناء ليعودوا إلى مجتمعاتهم بصورة مختلفة وبروح العمل والتفاعل للمشاركة في بناء الوطن.

كما رحب مدير عام معهد العاصمة النموذجي الدكتور إبراهيم بن محمد القريشي بإقامة هذا المعرض من قبل لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم مشيرا إلى أن المعهد ممثلا في مركز الأمير فيصل للفنون سعيد بهذا التعاون فما يقوم به المعهد يعد جزء من دورة في خدمة المجتمع إضافة إلى دوره التربوي والتعليمي من خلال البرامج والخطط التطويرية التي تحظى بمتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الخريجين بالمعهد وبدعم من سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله مما مهد لنا سبل التواصل مع القطاعات والمؤسسات المختلفة لكل ما فيه مصلحة الوطن وخدمة المجتمع.

الجدير بالذكر أن الأعمال المشاركة في المعرض نفذت عبر برامج مختلفة تقوم بها اللجنة من بينها الأنشطة الثقافية ومنها الفنون التشكيلية ساهمت فيها اللجنة بقسميها الرجالي والنسائي بجهود كبيرة وملموسة من اجل تأهيل السجناء بالسبل الحديثة ليتمكنوا بعد الإفراج من الاندماج بشكل فعال في الواقع الاجتماعي، وذلك من خلال البرامج والفعاليات والأنشطة المتنوعة العلمية والمهنية مع ما أضفته من اهتمام بالإبداعات الثقافية والفنية والحرفية للسجناء التي تقرب هذه الفئة من الرأي لعام بصورة أكثر صفاء وعزم على الاستقامة وعدم الرجوع للخطأ.

للفن حضور حينما يتحرك الوجدان

قد لا يجول في خاطر سجين أو سجينة أن تجد إبداعاتهم تقدير زوار أي معرض يشاركون به أو أن يقام لهم معرضا خاصا يجمع عطاءاتهم التي كانوا يجدون من خلالها متنفسا وتعبيرا ينقلهم من واقع السجن إلى عالم الجمال والحياة الحرة، أو أن تقتنى أعمالهم وتجد مكانا لها في صالات وغرف مقتنيها من عامة الناس، لذا اجزم أن مثل هذا المعرض وغيره من الفعاليات الإبداعية التي تلامس الوجدان سيكون أثرها كبيرا في نفوس السجناء وستبدل نظرتهم إلى التفاؤل بحياة أكثر إشراقا يستعيدون بها ما يمكن أن يكونوا عليه بهذه المواهب قبل دخولهم السجن، مع ما سيحمله السجين من إحساس عند معرفته بوجود إبداعه في معرض يزوره العامة ويثنون عليه ويشيدون به وبما تشكله هذه النظرة للسجين من إحساس بفتح نافذة واسعة يطل بها إلى حياة كريمة وعيش حر، مستعيدا لحظات إبداعه التي مزجها بالشعور بالمتعة والنشوة دون خوف أو وجل من عقاب بعد عودته للعقل وتحكيمه.

إن في إقامة مثل هذه المعارض ما يقرب الفجوة بين السجين والمفرج عنه وأسرته من أفراد المجتمع ومؤسساته، من خلال الاهتمام ببناء السجين من جديد وإعادة تأهيله فكريا ومعنويا وتهيئته لكسب رزقه كانسان سوي اخذ عقوبته وعاد إلى رشده بإيجاد سبل التواصل والانفتاح على الحياة من جديد بإحساس قوي يقف دون عودته للخطأ.

إن المشاهد للأعمال الفنية التي تبدعها أيدي السجناء ممن لا زالوا في فترة العقوبة أو من أفرج عنهم تؤكد تقبلهم للحقيقة الناصعة البياض التي تضيء لهم دروب كانت مظلمة يوما ما من خلال ما ارتكبوه من أخطاء، ليكتشفوا أن تلك الأعمال الفنية والمهنية قد نفذت بأيديهم وعقولهم ذاتها التي كانت وسيلة لارتكاب الخطأ، لتكون في قادم أيامهم عقول وأيدي تبني الوطن وتكسب الرزق الحلال وتضع لهم مكان ومكانة اجتماعية تستحق التقدير.

المعرض جزء من موارد الدعم

ومع أن هذا المعرض الهدف منه تأهيل المفرج عنهم للانسجام مع المجتمع والتفاعل معه إلا انه أيضا يعد مصدر من مصادر الدعم التي تسعى الجمعية من خلال أهدافها ومنها تقديم الدعم المادي والمعنوي لأسر السجناء خلال فترة محكوميتهم لمساعدة أبنائهم على مواصلة التعليم والعمل وتوفير الرعاية الصحية لأسرة السجين ومعاونتها على تعزيز العمل المنتج خلال فترة غياب عائلها السجين.

نماذج من المعرض

ونجزم أن زوار هذا المعرض سيشاهدون العديد من نماذج أعمال بعض السجناء والسجينات المفرج عنهم التي تبرز ما يمتلكونه من مواهب وقدرات تستحق الاستمرار والتواصل منهم عبر بوابة اللجنة التي تسعى لتسهيل السبل مع ما تقوم به الجهات الأخرى من دعم وفي مقدمتها وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام التي ساهمت في هذا المعرض مع ما تساهم به اللجنة من برامج في السجون.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد