Al Jazirah NewsPaper Friday  20/03/2009 G Issue 13322
الجمعة 23 ربيع الأول 1430   العدد  13322
وشهد شاهد من أهلها

 

أن تقوم إسرائيل بقتل الأبرياء العزّل ليس جديدا ولا مستغربا على هذه الدولة التي قامت أصلا على أشلاء الضحايا الأبرياء، ولكن وبما أن جنودا إسرائيليين رووا قصصاً فظيعة عن جرائم إسرائيل في عدوانها الأخير على قطاع غزة، فإننا نريد أن نسلط الضوء قليلا على العقلية الإجرامية التي تحكم وتسير إسرائيل.

ونحن إذ نسلط الضوء على هذه العقلية الإسرائيلية الإجرامية نرسل رسالة إلى الإخوة الفلسطينيين، ونقول لهم: تذكروا أن عدوكم لا يرحم، ولا يتوانى عن قتل أطفالكم ونساءكم فضلاً عن رجالكم، وأن هذا العدو يحتم عليكم أن تتفقوا، وتتوحدوا من أجل حماية شعبكم، ومن أجل أن يأخذ حقه من هذا المجرم الغاصب المتربص بكم!

لقد أدلى جنود إسرائيليون بشهادات حول جرائم جيشهم في العدوان الأخير ونشرت هذه الشهادات أمس وذكرت فيها حالة امرأة فلسطينية استشهدت مع ولديها برصاص قناص إسرائيلي لأنها ضلت طريقها بعد خروجها من منزلها. وفي حالة أخرى استشهدت مسنة فلسطينية عندما كانت تسير على بعد مئة متر من منزلها، هذا عدا عن الشهادات الأخرى حول عمليات تخريب وتدمير منازل.

وقد يقول قائل: إن هذه الشهادات تثبت أن هذه الحالات فردية واستثنائية بدليل أنها رصدت وأعلن عنها لكشفها، وفتح التحقيق بشأنها. والحقيقة أن هذا للإيهام بأن مثل هذه الجرائم مرفوضة في إسرائيل، وهذا أمر مضحك ومبك في نفس الوقت، فالعدوان على غزة كان من أوله حتى آخره موجها ضد الأبرياء، وغالبيتهم من الأطفال، ولقد رأى العالم كله تلك المشاهد المبكية للأطفال الذين يتم انتشالهم من بين الأنقاض. لكن هذا لا يعنيني هنا، لأن جرائم إسرائيل لا تحتاج إلى تأكيد، ولكن ما يعنينا هو أن نذكّر الإخوة الفلسطينيين المجتمعين في القاهرة من أجل الحوار بضرورة إنجاح الحوار وتذليل العقبات التي تقف في وجه المصالحة؛ لأن البديل هو الضعف والهوان في مقابل عدو يريد أن تكونوا ضعفاء ومشتتين من أجل أن يبطش بكم كلما حانت له الفرصة وعلى مسمع ومرأى من العالم!.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد