Al Jazirah NewsPaper Friday  20/03/2009 G Issue 13322
الجمعة 23 ربيع الأول 1430   العدد  13322
جون مارتن مدير عام معرض (آرت دبي) للصفحة:
معرض هذا العام يضم أكثر من 65 صالة عرض لـ 30 دولة

 

حوار - محمد المنيف

يعد معرض (آرت دبي) من المعارض البارزة المتخصصة في الفنون الجميلة على المستوى العالمي، كما يعد من أهم وأكثر المعارض حضوراً وتفاعلاً على مستوى الشرق الأوسط، وقد أقيم لهذا المعرض دورتان سابقتان حقق خلالهما نجاحاً على مستوى المشاركات لنخبة من الصالات الفنية الإقليمية والعالمية، وعلى المستوى الجماهيري، حيث قدم إليه الكثير من المهتمين بالفنون والمقتنين للأعمال الفنية من مختلف دول العالم؛ مما دعا المنظمين والمسؤولين عنه إلى إقامة دورته الثالثة الحالية التي افتتحت يوم الأربعاء الماضي في مدينة الجميرا في دبي.

هذا المشروع الثقافي الرِّيادي الذي انطلق تباعاً في منطقة الخليج يشكل جسراً لتوطيد مكانة وأهمية منطقة الخليج في المشهد الثقافيِّ والإبداعيِّ العالميِّ بوصفها أحد أبرز المراكز المزدهرة للحركة الفنية في العالم. حول هذا المعرض وهذا الدور التقينا السيد جون مارتن المؤسِّس المشارك والمدير العام لمعرض (آرت دبي)، واستطعنا أن نقتطع من وقته ما يسمح لنا بتسليط الضوء على هذه التظاهرة العالمية في مجال الفنون التشكيلية، ولو بشكل موجز؛ فكان لنا هذا الحوار.

علاقة معرض (آرت دبي) بالمؤسسات الثقافية الرسمية

سألنا السيد جون في بداية الحديث عن مدى التعاون بين إدارته المنظمة للمعرض وبين المؤسسات الرسمية الثقافية؛ كونها البوابة الأكثر أمناً للوصول إلى الهدف؛ كون المعرض يقام في العالم العربي والخليج تحديداً؛ فقال إنه يسعى إلى تطوير هذه العلاقة مع مؤسسات وهيئات إقليمية ريادية معنيَّة بالحركة الفنية والإبداعية والفكرية في المنطقة، مشيراً إلى أنه بدأ حالياً في اتخاذ هذا السبيل مع المؤسسات الثقافية في الخليج في طليعتها متحف الفن الإسلامي في العاصمة القطرية الدوحة، كما أن المعرض يتزامن، للمرّة الأولى، مع بينالي الشارقة الذي انطلقت دورته التاسعة في 16 مارس، إضافة إلى هيئة أبو ظبي للثقافة.

حجم مشاركة الفن العربي

وحول مشاركة الفنانين العرب كون المعرض يقام في إحدى الدول العربية قال إن المعرض في هذه الدورة شهد مشاركات وحضوراً لافتاً من أهم الصالات الفنية من منطقة الشرق الأوسط، منها (أجيال آرت غاليري)، و(غاليري جانين روبيز)، وغاليري (صفير سيملر) (بيروت)، وصالة (أتاسي دمشق)، إضافة إلى (آرت سبيس) و(أيام غاليري)، و(بي تو ون) B21، و(ثيرد لاين غاليري)، و(إليمنتا) (دبي)، و(سالك رود غاليري) (طهران)، إضافة إلى صالة (أثر) من جدّة بالمملكة العربية السعودية وهي المشاركة الأولى للمملكة حيث تقدم الفنانون السعوديون المعاصرون في هذه الدورة من معرض آرت دبي، منهم على سبيل المثال لا الحصر: الفنانة التشكيلية شادية عالم، والفنانة المقيمة في لندن لولوة الحمود، والفنان التشكيلي باسم الشرقي، والفنانة نهى الشريف، والفنان التشكيلي عبدالله حماس، والفنان التشكيلي أحمد ماطر، والفنان التشكيلي بكر شيخون، والفنان التشكيلي أيمن يسري.

ويقول نقاد الحركة الإبداعية في المنطقة إن المشاركة السعودية المتمثلة في غاليري (أثر) سيكون لها عظيم الأثر في تعريف المشاركين والزائرين الإقليميين والدوليين على المشهد الفني والإبداعي في المملكة.

التجربة.. المغامرة

وعن أسباب إقامتهم المعرض بهذا الحجم في منطقة الشرق الأوسط وهل تعتبر مغامرة كون الجمهور لا يزال يبحث عن مفاتيح فهم اللوحة لتجلب له أعمالاً أكثر انفتاحاً على الفكرة وأساليب التنفيذ العصرية، قال السيد جون مارتن إن إقامة المعرض في الشرق الأوسط، وفي هذا المحيط تحديداً، تؤكد الأهمية المتنامية لسوق الأعمال الفنية المعاصرة بمنطقة الخليج التي تشهد تطوراً باهراً في هذا القطاع بمنطقة الشرق الأوسط عامة، وهو الأمر الذي تزامن مع انطلاق مشروعات ثقافية وإبداعية طموحة في المنطقة. ولا شك أن منطقة الشرق الأوسط من أبرز الوجهات العالمية في اللحظة الراهنة من حيث نمو الحركة الفنية والإبداعية والأنشطة الثقافية عامّة.

وفي سؤال عن مدى تنامي الاهتمام بالمعرض، أجاب قائلاً: شهد المعرض خلال دورتيه السابقتين نمواً لافتاً على كل الصُّعد، سواء من حيث عدد المُقتنين أو الفنانين أو القيِّمين أو النقاد أو عشاق الحركة الفنية والإبداعية الذين زاروا الحدث.

وعن الجديد في هذه الدورة قال السيد جون مارتن: ستكون هناك فعاليات في (آرت دبي)، منها جائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية ومنتدى الفن العالمي الذي حظي بإشادة واسعة خلال دورتيه السابقتين، كما ترافقه فعاليات ونشاطات ثقافية مختلفة تشمل المشروعات الفنية، وعروض الأفلام، والعروض الأدائية، والجولات التعريفية؛ ليوفر المعرض لزائريه تجربةً لا مثيلَ لها تعرِّفهم على الحركة الإبداعية العالمية بكل أوجهها.

جائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية

سألناه عن جائزة أبراج كابيتال فقال: إن الجائزة تأسست عام 2008 وكان الهدف منها إيجاد منبر للفنانين الأفراد البارزين في مجتمعاتهم المحلية ممن تنقصهم الشهرة الدولية. وقد رصد لها مليون دولار أمريكي، مشيراً إلى أنه ستبرز أعمال الفنانين الثلاثة الفائزين بالمسابقة الأولى، والذين تم اختيارهم من أصل نحو 100 متقدم، وهم: كريستينا بيريلا، كوتلوج أتامان، كارول سولومون، زوليخا بو عبدالله، ليلى فخر، وناتسغول أسنارينيا.

ويضيف السيد جون أن هناك برنامجاً باسم (كنتمبارابيا) وهي مبادرة مشتركة من هيئة أبو ظبي للثقافة والثراث ADACH وآرت دبي، وبينالي الشارقة، وهيئة متاحف قطر، وتجرى الفعاليات بين الخامس عشر والحادي والعشرين من شهر مارس 2009 وتتضمن كنتمبارابيا رحلة ثقافية وجغرافية مصممة لهدف معين، ألا وهو تركيز الانتباه، إقليمياً ودولياً، على روعة نوعية المشاريع الثقافية الجارية في الخليج وتنوعها.

ويشتمل البرنامج على رحلات مختارة إلى: الدوحة (متحف الفن الإسلامي وجولات خاصة)، ودبي (منتدى الفن العالمي، وآرت دبي، ومعرض أعمال المختارين لجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية، ومنطقة المعارض المشهورة في دبي)، والشارقة (بينالي الشارقة التاسع)، وأبو ظبي.

تجاوز حدوث الخلل في الثقافة البصرية

وعما يقدم في المعرض وهل يعد توجهاً معاصراً قد يغير في تعامل الفنان العربي مع منجزه الثقافي البصري والتحول إلى اتجاه آخر مغاير، قال السيد جون: نحن لا نتدخل في أي إبداع وإنما نسعى لاختيار ما يتوازى مع مستوى المعرض، ولدينا الكثير من الأعمال المتعددة الثقافات، ومنها الفنون العربية والإسلامية، كما أننا نسعى من خلال المعرض إلى التطوير والارتقاء بمفهوم العمل الفني عند الجمهور.

* إلى أي الجانبين تميل كفة أهداف المعرض بين الفن والتجارة؟

قال السيد جون إن المعرض يقوم على الاتجاهين الاقتصاد والثقافة البصرية من خلال إبداعات الفنانين؛ وبهذا نكون قد أعطينا للفن قيمته الحقيقية وارتقينا به إلى مصاف الاقتصاد الذي يشكل العصب الحقيقي لأي بلد، وأصبح جزءاً منه ومن اهتمامات رجال الأعمال من خلال صالات العرض والتسويق وعلى أعلى مستوى.

تسويق الأعمال العربية في أوروبا

وحول ما يقال إن الفن العربي لا يجد فرصته في التسويق في الصالات الغربية وكيف يرى السيد جون - باعتباره مديراً لصالة للفنون في بريطانيا - هذا القول، قال: ليس صحيحاً أن الفن العربي أو الإسلامي لا يجد تسويقاً بل إن الاتجاه الحالي في الصالات العالمية والمقتنين العالميين هو البحث عن فنون الشرق، كما أن الأمر متعلق بالأذواق؛ ولهذا تحرص الصالات العالمية على أن تتنوع في عرضها؛ فهناك الخط العربي والزخرفة الإسلامية والفنون الإفريقية وغيرها تجد رواجاً وإقبالاً من قبل المقتنين، ولدينا في معرض (آرت دبي) الشواهد الكثيرة من هذا التوجه.

تحديد الأساليب الفنية

وفي سؤال عما يقال إن المسؤولين عن معرض آرت دبي يحددون نوعية الأعمال؛ وبهذا أصبح الفنانون يبحثون عن المواصفات أو متطلبات العرض؛ لتتاح لهم فرصة المشاركة، قال السيد جون مارتن: نحن لا نتدخل - كما قلت سابقاً - في الفكرة أو الموضوع، ولكن لدينا معايير لا بد من التقيد بها، وأهمها المستوى الفني الذي يرتقي إلى العالمية، كما نعرف نحن من خلال تجاربنا العالمية، وهذا جزء من المعايير التي تعتمد عليها اللجنة المكونة من مديري سبع صالات عالمية مشهورة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد