Al Jazirah NewsPaper Friday  20/03/2009 G Issue 13322
الجمعة 23 ربيع الأول 1430   العدد  13322
حولها ندندن
الهوَّة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

 

من الواضح أن الحوار في مجتمعنا لم يؤد دوره المأمول حتى الآن، وذلك لأن كل فئة ترى نفسها هي الصائبة أما غيرها فقد جانبها الصواب، وحتى الذين أتوا متحمسين للتغيير والتجديد أو الإصلاح كانوا أكثر من غيرهم اندفاعا وتشبثا بآرائهم حتى لو كانت خاطئة وغير مقبولة! بل إن العديد منهم فيه صلافة وقسوة واستماتة في فرض رأيه على الآخرين، وكأنما أعطي فرصة للتشفي وقسر الآخرين على قبول التغيير ولو كان نحو الأسوأ.

حتى بات العديد من الناس يبتعد نهائيا عن المواطن التي لا تتلاءم مع توجهه سواء أكانت ثقافية أو إعلامية أو فكرية، وإن اضطر البعض للتواصل معها فهو لكي يرد بحنق وإحباط على الآراء المتمردة التي لم ولن تستطيع إقناعه في يوم من الأيام، فقبع كلٌّ على ضوئه يستنير ويستكفي به عن غيره، فازدادت الهوة بين المتحاورين.

فكيف ستتقارب الآراء إذا كان بينها فروقات كبرى كما هو الفرق بين المشرق والمغرب؟ ولا أحد يريد التنازل عن رأيه، ولا سيما المصلحين الجدد الذين يدورون ويحورون حول موضوعات وآراء متكررة بطرق مملة تحمل طابع التحدي والإصرار وهم يتوهمون أنهم سيأتون برأس الأسد، بطرق ملحوظ خطؤها في حق دينهم ووطنهم وولاة أمرهم سواء كانوا عامدين أو غير عامدين.

والأدلة على ذلك عديدة لا تحتاج الى إثباتات، فهي قد ملأت الفضاء وأصمّت الأسماع، إذ كيف يجرؤ أكاديمي ينتمي لهذا الوطن العزيز ودينه القويم، أن يقول انه لم يكن يقرأ مناهجنا إلا لكي يجتاز الامتحانات فقط، وذلك لأن مناهجنا الدينية لا تتوافق مع توجهه، ومع ذلك نرى أن كثيرا من وسائل إعلامنا تتسابق (للاستنارة برأيه)، ولا يعلم المتابعون هل يتم ذلك عن وعي أم عن غير وعي!

ليس ذلك فحسب بل تسابقت بعض القواعد من مثقفاتنا لإبراز صورهن الملونة المتبرجة في بعض وسائل الإعلام ولا سيما الباحثة عن الشهرة بأية وسيلة إيجابية أم سلبية، والعجيب في الأمر أن هؤلاء يردن المساواة مع الرجل وهو الذي يعتمد على البساطة والعملية في مظهره، لكن يبدو أن هناك من النساء من تريد أن (تجمع بين الحسنيين).

مع أن وزير الإعلام والثقافة الجديد معالي الدكتور عبد العزيز خوجة، له آراء سديدة عديدة في هذه المجالات، مثل رأيه الذي دافع به عن مناهجنا التي خرّجت الأعداد الهائلة من القيادات والرموز الفكرية في بلادنا الإسلامية الغالية، وعلى هذا الأساس فإنه لا يُعتد بالقلة التي يعلن الأعداء الحرب النفسية علينا وعلى ديننا بأسبابها، كما أن معاليه أكد أن الرأي الحر السليم (متاح للجميع)، ولكن الأولوية هي للحفاظ على عقيدة التوحيد والسنة والخلق الحميد.

فلم يتبق أمام الإعلاميين والكتاب والمثقفين في بلادنا إلا أن يكونوا عند حسن ظن رائد الإعلام والثقافة فهو ممثل ولاة الأمر في وطننا المسلم الذي يرحب أهله بالتجديد البناء، ويلفظون كل دخيل وبدعة تحارب الدين والصلاح، فالإرهاب متعدد الوجوه والتوجهات.



g.al.alshaikh12@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد