Al Jazirah NewsPaper Friday  20/03/2009 G Issue 13322
الجمعة 23 ربيع الأول 1430   العدد  13322
44 ألف طالب وطالبة في 2254 حلقة قرآنية بمنطقة القصيم . . الشيخ سليمان الربعي لـ(الجزيرة):
دورات تدريبية وتأهيلية لمعلمي القرآن للارتقاء بمستوى الأداء والمهارات

 

بريدة - خاص بـ(الجزيرة)

احتضنت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة القصيم خلال العام الدراسي الماضي (43.650) طالباً وطالبة يدرسون في (2.254) حلقة وفصلاً يقوم بتعليمهم (2.250) مدرساً ومدرّسة، و(153) دارا نسائية يقوم بتوجيههم (226) موجهاً وموجهة، ويبلغ عدد موظفيها (250) موظفاً، وعدد حافظي كامل القرآن الكريم (550) حافظاً وحافظة.

أوضح ذلك فضيلة مساعد رئيس محاكم منطقة القصيم ورئيس الجمعية الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الربعي، وقال: إن هذه الزيادة في الأعداد والإقبال على الالتحاق بحلق الجمعية فيه دلالة قوية على حرص قيادة وأهل هذه البلاد، واهتمامهم وعنايتهم بحفظ كتاب الله، وإتقان تلاوته، مما يؤكد تفرد هذه البلاد المباركة نيل شرف الريادة في خدمة كتاب الله وعلومه، وتشجيع حفظه وتلاوته انطلاقاً من تمسكها بكتاب الله وسنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وأضاف فضيلته أن جمعية تحفيظ القرآن بالقصيم كغيرها من الجمعيات القرآنية المنتشرة في مناطق المملكة تضطلع بدور كبير في تخريج جيل من الناشئة حافظين لكتاب الله ملتزمين بهديه وأحكامه وآدابه في سلوكياتهم، حيث أسهمت هذه الجمعية على امتداد تاريخها في أداء هذه المهمة العظيمة المنوطة بها، وشجعت الناس على إلحاق أبنائهم بحلقات تحفيظ القرآن الكريم لتعلمه وقراءته قراءة صحيحة مجودة ومرتلة مما شجعهم على حفظه ودوام تلاوته والارتباط به لتنشئ أجيالاً صالحة نافعة لأنفسها وأهلها وأمتها وتدرك أن ما نحن فيه من أمن واستقرار وخير إنما هو بسبب ما أنعم الله - سبحانه وتعالى - به علينا وأكرمنا به من التمسك بهذا الدين الحنيف الذي قامت المملكة على أساسه.

وأكد الشيخ الربعي أن للجمعية آثاراً حميدة - ولله الحمد - فقد كثر القراء والحفاظ وعمرة المساجد في عموم أرجاء المنطقة بحلق تعلم القرآن الكريم، كل هذا جاء عن طريق شعور الجمعية بالمسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه رسالتها، وتحقيق الأهداف المنشودة من وراء ذلك بوسائل، منها اختيار المعلمين الأكفياء الذين تتوفر فيهم الصفات والشروط المطلوبة للقيام بهذه المهمة العظيمة، وعن طريق المعلم القدوة الذي يكون مرآة لطلابه في أخلاقه وآدابه وسلوكه على منهج سلف هذه الأمة الذي يترسم القرآن الكريم في أقواله وأفعاله ويكون قدوة لطلابه.

وفي السياق ذاته أبان فضيلته أن من تلك الآثار إقامة الدورات التدريبية لمعلمي ومعلمات حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي ترتقي بعمل هؤلاء وتكسبهم المهارات التي يجب توفرها في معلم ومعلمة القرآن الكريم، وتؤهلهم تأهيلاً علمياً يظهر أثره على تلاميذهم ويتواكب مع مستجدات العصر ووسائل التعليم الحديثة التي تتوافق مع أحكام الشرع وتعاليمه والاستفادة من التقنيات الحديثة في أداء هذه الرسالة العلمية، وكذا غرس العقيدة الصحيحة المبنية على التوسط والاعتدال في نفوس طلاب وطالبات الجمعية، وأن يطبقوا ما حفظوه بحيث يظهر أثر حفظ القرآن الكريم على حامله فحملة القرآن الكريم هم أولى الناس بتطبيق أحكام وتعاليم القرآن الكريم في أعمالهم وتصرفاتهم ويستشعرون هذه النعمة العظيمة التي أمتن الله عليهم بها (ألا وهي حفظ كتابه) فالقرآن الكريم ليس حفظاً فقط بل حفظ وعمل.

وشدد رئيس الجمعية على أن مجلس إدارة الجمعية واللجان الإدارية في فروعها دائماً ما يضعون نصب أعينهم الارتقاء بمستوى الأداء في الجمعية وفروعها من خلال تطوير هيكلتها الإدارية والحرص على تطبيق الأنظمة والتعليمات المنظمة لأعمال الجمعيات والسير وفق هذه الأنظمة واللوائح والابتعاد عن الاجتهادات الفردية مع التأكيد على استخدام التقنية الحديثة في تسيير أعمال الجمعية وفروعها وتطوير الأداء الذي يكون مرده على ارتفاع مستوى الإنتاج العلمي وتخريج حفظة كتاب الله وإتقان تلاوته تلاوة صحيحة مجودة، إلى جانب ذلك إقامة معاهد لتأهيل المعلمين والمعلمات وتطوير قدراتهم العلمية والمهارية للقيام بمهمة تعليم القرآن الكريم بأيسر السبل وأحسن الأساليب مع استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة في هذا المجال.

وأكد فضيلة الشيخ سليمان الربعي أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن من خلال رسالتها القرآنية ترسخ منهج الوسطية والاعتدال في نفوس، وإفهام طلابها وطالباتها فهي الحصن المنيع لحماية هؤلاء من خطر الانحراف في أتون الغلو والتطرف والأفكار المخالفة لما عليه سلف هذه الأمة، فهي ولله الحمد تقوم بغرس العقيدة الصحيحة لدى الناشئة وتربيتهم على آداب وأخلاق القرآن الكريم التي تحملهم على تطبيق ما تعلموه وإظهار أثر ذلك على أخلاقهم وسلوكياتهم وتعاملاتهم مترسمين في ذلك الوسطية والاعتدال مستشعرين ما يدعوهم إليه القرآن الكريم والسنّة النبوية التي تؤكد نصوصها على أن من أولويات حملة القرآن تطبيق ما تعلموه والعمل به ومن ذلك ما جاء في نصوصها ما يدعو إلى الوسطية والاعتدال والنهي عن الغلو والمبالغة.

وأوضح فضيلته أن حفظة القرآن الكريم الذين يتربون في حلق القرآن الكريم وفي مدارس تحفيظ القرآن الكريم هم أبعد الناس عن سخط الله وأقرب الناس إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدود الشرع الحنيف، وانتهاج منهاج النبوة، حيث لهم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة وفي أصحابه والتابعين - رضوان الله عليهم -، فانضمام الطلاب إلى حلق تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم خير لهؤلاء الطلاب من التفرق والانحراف وراء الأفكار الهدامة والمضللة التي يدعو إليها أصحاب الأهواء والقلوب المريضة من خلال بث الأفكار المنحرفة والأفهام المغلوطة التي يريدون من ورائها تحقيق أغراضهم الفاسدة في إيقاع الشباب في شراك الغلو والتطرف والانحراف عن مسلك الوسطية والاعتدال، فالجمعيات - ولله الحمد - لها دور كبير تضطلع به تجاه تحصين الشباب وحمايتهم من مخاطر الغلو والتطرف.

ولفت فضيلته الأنظار إلى أن كثيراً من جمعيات التحفيظ تواجه مجموعة من العقبات عند أداء رسالتها تجاه كتاب الله الكريم، والتي منها قلة الموارد المالية، حيث إن المال يعتبر عصب الحياة وله دور كبير في تحقيق الرسالة المنوطة بهذه الجمعيات، فقلة الإمكانات المادية هي عائق من معوقات تقصير الجمعيات في أداء رسالتها خير قيام وهذا لا يقلل ما تلقاه الجمعيات من دعم ومؤازرة مادياً ومعنوياً من ولاة الأمر - حفظهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - حيث يوليان جلّ اهتمامهما بجمعيات التحفيظ ويحوطانها بعنايتهما مما كان له ثماره الملموسة في كثرة الحافظين والحافظات لكتاب الله تعالى والأمر الذي ينهض بهذه الجمعيات.

وأكد رئيس جمعية تحفيظ القصيم أن تضاعف أعداد الملتحقين بهذه الجمعيات والزيادة الكبرى في أعداد حفظة كتاب الله سنوياً إضافة إلى افتتاح فروع جديدة كل عام نظراً للحاجة الماسة إلى حلقات التحفيظ ضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق هذه الجمعيات مما جعل قلة الموارد تشكل عائقاً أمام هذا التوسع المطرد ولكن يمكن معالجة ذلك إيجاد الأوقاف على الجمعيات وإحياء سنّة الوقف ونشر الوعي عن هذه السنة بين أوساط الناس ليستشعروا قيمة الوقف وأهميته في تعليم كتاب الله ومختلف مجالات الخير لتكون هذه الأوقاف رافداً ثابتاً للموارد المالية للجمعيات مع تشجيع الاستثمار في امتلاك العقار وتأجيره مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إيجاد إدارة في كل جمعية تكون معنية بتنمية الموارد المالية وتقديم الدراسات المتخصصة في ذلك وهذا لا يتحقق إلا بإيجاد الكفاءات المؤهلة في هذا المجال.

وفي ختام حديثه، بيَّن رئيس الجمعية أن مسؤولي الجمعية يحرصون دائماً على تطوير ورفع كفاءة العاملين في الجمعية وفروعها من معلمين وموظفين وكذلك من الملتحقين بها من طلاب وطالبات عن طريق توفير واستخدام التقنية الحديثة وجعلها في متناول الجميع، وإقامة الدورات التدريبية للتعريف بهذه التقنية وكيفية التعامل معها، فالتدريب عامل أساس في إنجاح التطوير ورفع القدرات والمهارات للمتعلمين مع هذه الوسائل الحديثة، وتحديث كفاءة العاملين، وقدراتهم بشكل دوري سواء في المجالات التعليمية أو في المجالات الإدارية والمالية ولكن يقف عائقاً أمام تحقيق هذه الطموحات هو قلة الموارد المالية مع قلة الكفاءات التي تستطيع الجمعية التعاون معها في هذا المجال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد