Al Jazirah NewsPaper Friday  20/03/2009 G Issue 13322
الجمعة 23 ربيع الأول 1430   العدد  13322
مفتي عام المملكة في لقائه بخطباء الزلفي:
المساجد أمانة في أعناقكم فلا تقدموا النافلة على الواجب

 

الزلفي - أحمد الدويش

استهل سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ زيارته لمحافظة الزلفي، بزيارة رجل الأعمال خلف بن عبدالرحمن الخلف في مزرعته، كما التقى أيضاً محافظ الزلفي زيد بن محمد آل حسين الذي شكر فضيلته على هذه الزيارة.

وبعد صلاة مغرب أمس الأول الأربعاء عقد سماحته لقاءً مفتوحاً في جامع الملك عبدالعزيز تحدث فيه عن الصلاة وحكمها في الإسلام وأدائها في المسجد مع جماعة المسلمين، وقدم على ذلك الأدلة من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ثم تحدث عن التقوى، مؤكداً أهمية التقوى في تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة وجعلهم نافعين لدينهم ووطنهم والابتعاد عن رفقاء وجلساء السوء.

بعد ذلك وجه سماحته نصيحة إلى الشباب بالاستقامة ولزوم سبيل الله المستقيم والحذر من أصحاب الضلال وأهل الفساد ثم ختم كلمته بالدعاء لولاة أمرنا - حفظهم الله تعالى -، وأن يسدد خطاهم لما فيه خير وصلاح ديننا ودنيانا. وفي الختام أجاب سماحته عن الأسئلة التي طرحت من الحضور.

من جهة ثانية التقى صباح أمس سماحة المفتي مع الخطباء والأئمة والمؤذنين في المحافظة، وذلك في صالة بلدية محافظة الزلفي، حيث بدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الناصر مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة الزلفي كلمة رحب فيها بسماحة المفتي العام وشكره على هذه الزيارة، ودعا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، كما رحب فيها بمحافظ الزلفي وبأصحاب الفضيلة المشايخ والحضور، ثم استأذن سماحة المفتى بإلقاء كلمة على إخوانه خطباء وأئمة ومؤذني المساجد، فقال سماحته:

أيها الخطباء.. أيها الأئمة.. أيها المؤذنون.. احمدوا الله أن كنتم في هذا المنصب العظيم الذي جعلكم فيه، وأنا واحد منكم، أسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والسداد، تعلمون منزلة الخطابة في الإسلام وتعلمون قيمة يوم الجمعة وفضله لما اختاره الله لهذه الأمة وخصها به دون سائر الأمم؛ فله الحمد والمنة، ولما اختيرت الجمعة لأن تكون بهذه المنزلة صار لخطبتها شأن عظيم وأمر كبير، وما خطبة جعل الإنصات لها شرط إلا الجمعة ولما ألزم الناس بالاستماع إليها وأمروا بالإنصات لها، لزم الخطيب أمور عدة، فلابد له من تحديد هدف لموضوعه؛ فهي مسؤولية لو عقلناها لشغلنا أسبوعنا كله بها: ماذا سأحدثهم؟ وماذا سألقي عليهم؟ ولماذا صعدت المنبر؟ هل ليقال إنني خطيب مفوه أو إنني خطيب سياسي أم ماذا؟ لا بد أن أعلم أن هؤلاء الحضور جاءوا ليستفيدوا من هذه الدقائق التي سيسمعون فيها، فلابد لك - أخي الخطيب - أن تقدم مقدمة تناسب الوقت ثم تعرض موضوعك مستدلاً على ذلك، وتناول موضوعات تمس مجتمعك وأمتك وإياك والابتعاد كل البعد عنها، واستخدم أسلوباً يتناسب مع الحضور ويفهمه الجميع ولا تخص أحداً دون غيره، وجدد في موضوعاتك بحسب الحاجة إلى ذلك؛ فلا بد أن يخرج الناس من المسجد وكل يعرف ماذا قال الخطيب، فلا بد للخطيب أن يخاطب الناس بألفاظ سهلة وواضحة بعيدة عن القسوة والشدة.

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الخطباء: النزول في بعض الألفاظ والسفسفة في الأقوال لأن البعض يأتي متحمساً في كلامه ثم ينزل في ألفاظه، وكذلك أنت لست مسؤولاً أن تسمي فلاناً وفلاناً في خطبتك؛ لأن النصيحة تكون عامة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يخص أناساً بل يقول: (ما بال أقوام)، وكذلك يجب أن تتناسب الألفاظ مع المجتمع الذي تلقى فيه الخطبة؛ فلا تكون هذه الخطبة دونت في عصر يختلف عن عصرك، ولا تأت بدعاء مشتت وطويل بل الاختصار أولى وأفضل، كما يجب عليك أخي الخطيب والإمام الدعاء لولاة الأمر؛ فأنت مرتبط بهم؛ فالدعاء لهم وذكر فضلهم أمر مطلوب، خصوصاً أننا نعيش اليوم إعلاماً خارجياً مغرضاً وجائراً على ديننا وبلادنا؛ فلا تكن عوناً لهم بل دافع عن دينك وقادتك وبلادك، حتى ولو حصل أخطاء؛ فالأخطاء لا تعالج بالأخطاء إنما بالنصيحة.

ثم بين سماحته للأئمة والخطباء أن لزوم المساجد واجب وعدم تركها لمن لا يحسن الإمامة كالعامة وبعض العمالة، والإتيان بالنوافل كالعمرة وغيرها إنما الواجب مقدم على النوافل، ولا بد من تكاتف الأئمة والخطباء فيما بينهم ومناقشة أمورهم وما يمكن أن يحصل لهم من عقبات. بعد ذلك أجاب سماحته عن أسئلة الحضور. كما عقد سماحة المفتى لقاء مع منسوبي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن وجمعية البر بمحافظة الزلفي وذلك في مقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم، حيث بدأ اللقاء بالقرآن الكريم ثم كلمة ترحيبية من رئيس مجلس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الشيخ عبدالرحمن بن محمد الحمد رحب فيها بمساحة المفتي والمحافظ والحضور، ثم ألقى رئيس مجلس جمعية البر الخيرية الشيخ حسين العواد كلمة بين فيها بعض أنشطة الجمعية في العام الماضي وهذا العام، ثم ألقى سماحة المفتي كلمة لمنسوبي الجمعيتين بدأها بقوله: إن القرآن الكريم فضله كبير على الناس؛ ففي تلك الأيام قبل إنشاء هذه الجمعيات، كان قليل من الناس يحفظ القرآن الكريم، ولكن في الوقت الحاضر، ولله الحمد، كثر الحفظة كباراً وصغاراً، ولله الحمد نجد المهندس والطبيب والعامل وغيرهم يحفظون كتاب الله - عز وجل -. إن المتعلم والمعلم للقرآن الكريم لهما أجر عظيم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

وأضاف سماحته أن الإنسان إذا كان يستحق الإعانة من قبل جمعية البر في وقت من الأوقات ثم استغنى عنها فلا بد من إيقافها عنه، كما أنه يجب على المسؤولين في الجمعية متابعة ذلك؛ لأن بعض ضعاف النفوس يأكل من هذه الأموال وهي خاصة للفقراء، ولا تحل له بعد أن أغناه الله، فلا تكونوا عوناً له على الباطل. وقدم سماحة المفتي شكره وتقديره لكل من أنفق أمواله لمساعدة إخوانه المحتاجين وإعانة المحتاجين للزواج. وختم سماحته هذا اللقاء بالإجابة عن بعض الأسئلة التي قدمها الحضور.

وكان سماحة مفتي عام المملكة قد لبى دعوات بعض المواطنين في منازلهم حيث زار الدكتور عبدالعزيز العليوي والأستاذين تركي وعبدالرحمن الطوالة والأستاذ محمد المسعر والأستاذ سلمان البداح والشيخ عبدالله القشعمي والأستاذ أحمد الباتل ثم أبناء عبداللطيف القشعمي في الجوي، وتناول طعام الغداء في منزل الأستاذ جميل الخلف.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد