Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/03/2009 G Issue 13328
الخميس 29 ربيع الأول 1430   العدد  13328
زار الغاط.. وشرف لقاء مشروع تأهيل القرية التراثية.. الأمير سلطان بن سلمان:
مباني التراث كانت آيلة للسقوط.. والآن آيلة للاستثمار السياحي

 

الغاط - فهد الفهد:

قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يوم أمس الأربعاء بزيارة لمحافظة الغاط، حيث شرف سموه الكريم اللقاء التعريفي لمشروع القرية التراثية بالغاط الذي أقيم بمركز الرحمانية الثقافي على شرف سموه وبحضور محافظ الغاط عبدالله الناصر السديري ومعالي الأستاذ فهد بن خالد السديري ووكيل محافظة الغاط نايف بن فهد السديري وأحمد بن عبدالله السديري محافظ العلا سابقاً وناصر بن فهد السديري رئيس مركز أبا الصلابيخ وأعضاء لجنة السياحة بمنطقة الرياض وبمحافظة الغاط وعدد كبير من أهالي المحافظة.

وقد بدأ اللقاء بكلمة لمحافظ الغاط عبدالله الناصر السديري قال فيها: يُشرفني باسم أهالي محافظة الغاط أن أُرحب برجل الريادة رجل الإقدام وصاحب الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية باني مجد السياحة رجل عمل وبنى وبذل جُل وقته خدمة لبلاده فحُق لنا أن نفخر بهذا الرجل والذي له مكان في قلوبنا نحن أهالي الغاط محبة وتقديراً ووداً واحتراماً يختص به دون سواه فبكل معاني الوفاء لرجل الوفاء أُحيي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وأهلاً وسهلاً بضيوفه الكرام ومرحباً بضيوفنا الأعزاء من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة والذين تجشموا عناء السفر متمنين للجميع طيب الإقامة في ربوع الغاط.

اسمحوا لي أن أبدأ بمقدمة تعريفية عن مشروع تطوير البلدة القديمة بالغاط وإعادة تأهيلها، فيما سيتولى المهندس الاستشاري سلمان الفراج الذي قام بإعداد دراسات البلدة بتقديم عرض مُفصل عن هذا المشروع.

أولاً: لا شك أن الفكرة الرائدة والمثالية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بإعادة وتطوير وتأهيل البلدة القديمة في الغاط كان العامل الرئيس والمؤهل القوي والدافع للبدء بهذا المشروع والجاري العمل فيه على قدم وساق مقدراً الجهود التي بذلتها وتبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا المشروع الوطني الهام. ولقد كان لشركاء الهيئة في هذا المشروع دعماً وتنفيذاً وإشرافاً الأثر الكبير في تسهيل العمل والسير به قُدماً ممثلة في محافظة الغاط وبلدية الغاط ووزارة النقل ووزارة المياه والكهرباء وأمانة منطقة الرياض ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الشؤون الاجتماعية ولجميع المتبرعين من المسؤولين والأهالي شاكراً لهم كريم تبرعهم ومبادرتهم.وعوداً على ذي بدء، فلقد كان للبرنامج الوطني لتنمية القرى التراثية وجهود الهيئة المباركة في هذا الجانب الأثر الأمثل في إعادة تأهيل وبناء القرى التراثية لتكون مورداً اقتصادياً للمجتمعات المحلية.

ولاشك أن التفاعل والترحيب والتجاوب والتعاون الذي وجده هذا المشروع من مجتمعنا المحلي كان من أهم مقومات النجاح، وأنتهز هذه الفرصة لأُحيي إخواني على تشجيعهم هذه الفكرة.

مُشيراً إلى أن العمل سيبدأ في الطريق الرئيسي والساحة المركزية وبهذا تكون البنية التحتية للمشروع قد اكتملت وبقي دورنا نحن أفراد ومؤسسات المجتمع المحلي في أخذ زمام المبادرة والمسؤولية الكاملة في تنفيذ وتشغيل وإدارة مشروع النزل التراثية وتفعيل القرية التراثية بشكل عام والتي سيكون لها مردود إيجابي واقتصادي واجتماعي للجميع بإيجاد أفضل الخيارات التي تُحقق موارد قابلة للاستمرارية، لقد أشرق لمحافظة الغاط يومُ جديد بتواجدكم وسعدنا برؤيتكم ونتمنى لكم طيب الإقامة.وختاماً أدعو الله القدير أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز داعياً المولى القدير أن يلبسه تاج الصحة والعافية وأن نبتهج جميعاً بعودته سالماً معافى بين أهله ومحبيه.

وبكل التقدير والثناء أرفع خالص شكري وتقديري لسمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مهندس التنمية بمنطقة الرياض على جهوده ودعمه ومساندته لهذا المشروع.

ومن ثم قام المهندس الاستشاري سلمان الفراج الذي قام بإعداد دراسات البلدة بتقديم عرض مُفصل عن هذا المشروع اشتمل على عدة جوانب منها؛ أهداف البرنامج وخصائص القرى المستهدفة ودور الهيئة في البرنامج، واستعرض بعض النقاط التي لا تدخل في دور الهيئة ومن ثم تناول الغاط القديمة التي هي إحدى المحاور الإستراتيجية لتنمية محافظة الغاط سياحياً وسبب اختيار الغاط القديمة التي من أبرزها موقع الغاط الجغرافي وقربها من الرياض ومن الطريق الدولي، إضافة للمقومات السياحية وأهالي الغاط وتفاعلهم الإيجابي مع التطوير والتنمية. واستعرض تميز الغاط القديمة الذي جعلها خياراً مميزاً لإنطلاق صناعة السياحة بها، ثم تناول الأهداف وأبرز العناصر، واستعرض عدة مخططات مختلفة للمشروع ثم تحدث عن عناصر النزل التراثية وعرض على الحاضرين ما تم إنجازه والأعمال القائمة والأعمال المستقبلية ودور الهيئة التنظيمي ثم استعرض الجهات الممولة للمشروع وهي الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة النقل وأمانة منطقة الرياض ووزارة الكهرباء ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد، ثم تحدث عن دور المجتمع المحلي تجاه هذا المشروع. وتناول عوامل النجاح وبعض القضايا الحرجة في نجاح المشروع وأوضح بعض النقاط بشأن الراغبين في المساهمة بأملاكهم في هذا المشروع.

بعد ذلك تحدث المهندس محسن القرني والذي تناول عدة جوانب مختلفة في مشروع تصميم نزل تراثية بالبلدة القديمة بالغاط أبرزها الطلب السياحي على المشروع و دراسة الجدوى الاقتصادية وآليات تنفيذ المشروع. ثم تحدث الدكتور سلمان بن عبدالرحمن السديري عن أهمية هذا المشروع وعوائده المعنوية ودور المجتمع في نجاحه واستكماله على الوجه المطلوب ودعا أفراد هذا المجتمع بالتكاتف من أجل نجاح مشروع القرية التراثية بمحافظة الغاط وقدم عدة اقتراحات أبرزها إنشاء جمعية تعاونية ومنها شركة تتولى الاهتمام بالمشروع وبالنزل التراثية، ومن ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز كلمة شكر فيها محافظ الغاط وكافة القائمين على مشروع تأهيل القرية التراثية بالغاط، وشكر أهالي الغاط على تفاعلهم مع المشروع وطالبهم بالمزيد من أجل نجاح هذا المشروع الذي يعد فرصة اقتصادية للغاط والسياحة الوطنية أساساً المستهدف فيها المواطن السعودي الذي يعاني اليوم من السياحة والذي لا يجد مكانا يذهب إليه ولا يجد وسائل ترفيهية هو وأسرته مجتمعين، ولا يجد المواقع التي يسكن فيها وهو يريد أن يرى بلاده مثل الغاط والمناطق الجميلة الأخرى، مؤكداً من خلال ذلك بأن السائح المستهدف هو السائح السعودي وأن الهيئة تسعى لإيجاد تجربة سياحية متكاملة من خلال هذه القرى السياحية، وقال سموه: أتيت للغاط اليوم بالنيابة عن زملائي لأسلم مشروع الغاط لمحافظ الغاط والمجتمع المحلي.

وأضاف سموه: إن مباني التراث العمراني كانت آيلة للسقوط أما الآن فهي آيلة للاستثمار السياحي وإن مشروع القرى التراثية وسيلة لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في مواجهة الفقر. كما أشار سموه إلى أن وزارة النقل مشكورة اعتمدت ربط طريق للبلدة القديمة بالطريق السريع بمبلغ ثلاثين مليون ريال. وأن هذه المشاركة الفعالة من قبل وزارة النقل يأتي في مقدمتها الدعم الكبير الذي حظي به هذا المشروع من قبل أصحاب السمو الملكي الأمراء سلطان بن عبدالعزيز - ولي العهد - وسمو الأمير سلمان عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ولقد كان لمساهمتهم الدور الكبير في تخطي مراحل كبيرة من المشروع، وأكد سموه على أن القرى التراثية مشاريع اقتصادية كما أن الهيئة رخصت لستين شركة في تنظيم الرحلات السياحية، وأشاد سموه بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) كفعالية سنوية ساهمت في الحفاظ على تراثنا الوطني.

كما أشار سموه إلى عدد من المشاريع والبرامج المستقبلية كمشروع (بارع) وهو مشروع وطني لتنمية الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، وأن الهيئة تدرس مع وزارة المالية برنامجاً لتمويل مرافق الإيواء السياحي وتعمل مع الشركاء في تنمية قرى رجال ألمع وذي عين والعلا.

بعد ذلك شرف سموه والحضور حفل الغداء الذي أقامه محافظ الغاط عبدالله الناصر السديري في نادي الحمادة تكريماً لسموه وقدم محافظ الغاط خلاله هدية تذكارية لسموه الكريم بهذه المناسبة، ثم غادر سموه محافظة الغاط مودعاً بمثل ما استقبل من حفاوة وتكريم.

وكان محافظ الغاط عبدالله الناصر السديري قد ترأس قبل ذلك اجتماعاً ضم لجنة السياحة بمنطقة الرياض مع أعضاء لجنة السياحة بمحافظة الغاط بمقر اجتماعات محافظة الغاط، نوقش خلاله العديد من النقاط التي تهم السياحة بمحافظة الغاط وكان أبرزها مناقشة مشروع تأهيل القرية التراثية بالغاط وسبل إنجاز المشروع والعوائق التي قد تؤخر الإنجاز ومن ثم شرف الجميع اللقاء المفتوح بمركز الرحمانية على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد