Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/03/2009 G Issue 13328
الخميس 29 ربيع الأول 1430   العدد  13328
كلمات من ذهب قالها الملك عبدالله
غازي شديد الفريدي

 

مما لا شك فيه أن خير الكلام ما قل ودل. وهذا هو ما قام به ملك الإنسانية والزعيم العربي والقائد الشجاع الملهم والمقدام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله بعمره وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين.. عندما اختصر الكلمة التي ألقاها أمام إخوانه القادة العرب في مؤتمر القمة العربية في دولة الكويت الشقيقة حينما وضع النقاط فوق الحروف في كلمته الشاملة الكاملة التي ابتعدت كل البعد عن الخطب التقليدية والتنظيرية.. عبر من خلالها ما تمر به هذه الأمة من أزمات متتالية.. وعبر عن تلك الأعمال الوحشية الهمجية الجبانة التي تقوم بها الآلة العسكرية الصهيونية وما تفعله من جرائم ضد أهلنا في غزة العزة والشموخ.. حيث ناشد إخوانه القادة باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة.. وباسم الدم المسفوح ظلماً وعدواناً على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية، وباسم الكرامة والإباء باسم شعوبنا الذين أناشدهم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا، وأن نسمو على خلافاتنا، وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا ونقف موقفاً مشرفاً يذكرنا به التاريخ وتفتخر به أمتنا.. إن الأمة الإسلامية والعربية صغيرها قبل كبيرها سوف تفتخر بهذا القائد المحنك في نخوته وفي شهامته وإنسانيته وغيرته على دينه وأمته.. وإن كلمته هذه سوف تسجل له بمداد من ذهب عبر مرور الأزمنة والعصور.. وسيخلد له تاريخه الإنساني الناصع البياض تلك المواقف الشريفة والعظيمة والشجاعة والبطولية إلى الأبد.. نعم إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أسعد الجميع في كلماته التي جاءت كالذهب المرصع في كل حرف أو كلمة قالها.. ولعل أكثرنا سعادة هم إخواننا المكلومون والمظلومون في غزة.. حينما تحدث عن العربدة الإسرائيلية الجبانة تلك الشجرة الخبيثة التي زرعت في جسد أمتنا الإسلامية والعربية عندما قال: إن ما نشاهده في الأيام الماضية مناظر بشعة ودامية ومؤلمة ومجازر جماعية تنفذ تحت سمع العالم وبصره على يد عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة، ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية.. لقد نسي القتلة ومن يناصرهم أن التوراة قالت إن العين بالعين.. ولم تقل التوراة.. إن العين بمدينة من العيون.. وقال - حفظه الله - في كلمته: على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد.. ولم ينس الخلافات العربية حينما أعلن أبو متعب عن نبذ الخلافات وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ وأننا سنواجه المستقبل بإذن الله نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وما قدمه ملك الإنسانية لأبناء غزة من تبرع سخي عندما أعلن في كلمته عن تقديم ألف مليون دولار من شعب المملكة العربية السعودية إسهاما في البرنامج المقدم من هذه القمة لإعادة إعمار غزة مدركاً في الوقت نفسه أن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه، ما هو إلا دليل على اهتمامه وحرصه الدائم على قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين الجريحة.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمد بعمر خادم الحرمين الشريفين وأن يجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.. وأن يجعل ما قدمه في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إنه سميع مجيب.

- بريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد