عندما تغمر قلب المرء زخات من السعادة أكثر مما يتوقع يخشى عليه أن يتوقف ذلك القلب، فها هو أنا الذي يتكلم اليوم برأس مرفوعة حينما أدركت أن لأمتي درعاً وسيفاً بتصريحات خادم الحرمين الشريفين في أشهر خطاب في تاريخ الأمة العربية بقمة الكويت.

فهذا ما كنا نحلم به (وحدة عربية بقلب صافٍ رسالة عالمية تؤكد أننا لا زلنا أحياء ولنا وجود وقدرة على الفعل ورد الفعل).

وبات خادم الحرمين الشريفين قائد الأمة عن جدارة.. فما استهل به خطابه بمناشدته (بالله عز وجل وباسم الشهداء والدم المسفوح واسم الكرامة واليأس الذي عم شعوبنا) له دلالة كبرى بأنه - حفظه الله - يعلم علم اليقين ما هو حال الشارع العربي وأنه قريب من قلوب الأمة العربية وليست هي تأثيرات حالية للأمر الراهن، كما أنه ضرب مثلاً في أعلى درجات التسامح وصفاء القلب والنية لكل زعماء العرب وفاض كرمه بإعلانه عن كرم الشعب السعودي في تبرعه لصندوق إعادة إعمار غزة.

(فمن يباري أبا متعب بسيرته.. ومن يحاول بقائد الأمة تشبيها)

ومنذ مطلع هذا القرن لم يطل علينا حدث كهذا الحدث ورجل كذاك الرجل. وعليه فإنه يستحق عن جدارة لقب قائد القرن الواحد والعشرين بل هي قليلة عليه.

سدد الله خطاك يا أبا متعب وأطال الله في عمرك.. وفعلاً دمت ذخراً للأمة.